لبنان يشعّ مجدّدًا أمام العالم: خطاب رئاسي يفتح نافذة الأمل


خاص 25 أيلول, 2025

خطاب الرئيس عون يُحاكي العالم بلغة متوازنة ومسؤولة، ويفتح المجال أمام استعادة ثقة المجتمع الدولي ببلدٍ عانى طويلًا من الانقسامات والتجاذبات، ويُعيد رسم خريطة الطريق للدور اللبناني: دولة سيادية، منفتحة، تطالب بحقوقها المشروعة، لكنّها أيضًا تتحمّل مسؤولياتها.

كتبت نايلة المصري لـ”هنا لبنان”:

شكّل خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة محطةً مفصليةً في لحظة دقيقة من تاريخ لبنان، إذ حمل في طيّاته مزيجًا من الواقعية السياسية والرؤية الوطنية، مقدّمًا صورةً مغايرةً عمّا اعتاد عليه العالم من خطابات لبنانية في المحافل الدولية. فقد حمل الرئيس معه صوت الشعب اللبناني بكل هواجسه وتطلّعاته، مُترجمًا هذه التطلّعات بلغة توازنٍ بين الثوابت الوطنية ومتطلبات الانفتاح الدولي.

الرئيس عون افتتح كلمته بتأكيده أنّ “لبنان يريد أن يبقى رسالة سلام، لا ساحة صراع”، مشدّدًا على أن بلاده متمسكة بسيادتها وحقّها في أن تكون جسر تواصل بين الشرق والغرب، لا رهينة صراعات الآخرين، وشكّل صوتًا صارخًا على أعلى المنابر الدولية مُسمعًا المجتمع الدولي كلامًا صريحًا يُعيد تثبيت موقع لبنان في معادلة الاستقرار الإقليمي.

وفنّد مصدر سياسي مُتابع، عبر “هنا لبنان”، الخطاب في جميع أبعاده، معتبرًا أنّ موضوع النزوح السوري شكّل واحدًا من أبرز نقاط الخطاب، معتبرًا أن الرئيس عون وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، قائلًا: “لا يمكن للبنان أن يتحمّل وحده أعباء النزوح، فيما اقتصاده يترنّح وبنيته التحتية تتداعى”، مضيفًا أنّ الحلّ يكمن في تعاون دولي يُعيد التوازن بين كرامة اللاجئين وحقوق اللبنانيين.
وقال: “لم يكن الخطاب مجرّد شكوى، بل دعوة عملية للتعاون والشراكة في إيجاد حلول عادلة ومستدامة”.

أمّا على الصعيد الاقتصادي، فقد أكد المصدر أنّ الرئيس كان واضحًا لناحية أنّ لبنان لن يكتفي بالمطالبة بالمساعدات، بل يسعى إلى “استعادة ثقة العالم بقدراته عبر مشاريع إصلاحية وإعادة هيكلة قطاعاته الحيوية”، ومن هنا جاءت الدعوة إلى المستثمرين والشركاء الدوليين إلى رؤية الفرص بدلًا من التركيز فقط على الأزمات، لافتًا إلى أنّ هذه المقاربة حملت رسالةً واضحةً بأن لبنان يملك إرادة سياسية جديدة تريد كسر الحلقة المفرغة من الانهيارات.

وشدّد المصدر على أن وجود الرئيس عون على أعلى المنابر الدولية مثّل صورة “لبنان الدولة القادرة على النهوض”، لا لبنان الغارق في الأزمات، واصفًا خطابه بأنّه خطاب يُحاكي العالم بلغة متوازنة ومسؤولة، ويفتح المجال أمام استعادة ثقة المجتمع الدولي ببلدٍ عانى طويلًا من الانقسامات والتجاذبات، ويُعيد رسم خريطة الطريق للدور اللبناني: دولة سيادية، منفتحة، تطالب بحقوقها المشروعة، لكنّها أيضًا تتحمّل مسؤولياتها، مؤكدًا أن هذا الخطاب قدّم صورةً مختلفةً عن لبنان، بعيدة عن الخطابات الشعبوية أو لغة الاصطفافات الحادة.

إذًا، نجح الرئيس عون في وضع لبنان مجدّدًا على الخريطة الدبلوماسية الدولية، ليس من موقع المتلقّي للأزمات، بل من موقع المبادر إلى طرح حلول. والخطاب أمام الجمعية العامة لم يكن مجرّد حدث بروتوكولي، بل رسالة أمل للبنانيين والعالم بأنّ لبنان لا يزال حيًّا، حاضرًا، وقادرًا على تجاوز محنه إذا ما توفرت الإرادة الداخلية والدعم الدولي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us