عام على اغتيال نصر الله وصفي الدين… تحضيرات لإحياء الذكرى وسط توازنات جديدة بين بيروت وطهران وتل أبيب!

على وقع الاستعدادات لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمينَيْن العامَّيْن لـ”حزب الله” السيدَيْن حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وصل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي لاريجاني، صباح اليوم إلى لبنان، في زيارة رسمية للمشاركة في المراسم.
ومن المقرر أن يعقد لاريجاني سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، تتناول العلاقات الثنائية بين بيروت وطهران، إضافةً إلى المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
فيما تنقل مصادر أنّ زيارة علي لاريجاني ستتضمّن على هامش المشاركة في ذكرى اغتيال السيد حسن نصر الله لملمة البيت الداخلي لـ “الحزب” بعد حال التشرذم والخلافات، وأنّه يحمل قرارات بهذا الشأن من المرشد الأعلى، وفق ما جاء في أسرار “نداء الوطن”.
إشارةً إلى أن سقفًا مرتفعًا سيطبع كلمة أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في هذه المناسبة.
إلى ذلك، قال جواد نصرالله، نجل االسيد حسن نصر الله، لوكالة “رويترز” إن تفجير إسرائيل أجهزة اتصالات لاسلكية (البيجر) كان يستخدمها أعضاء في الجماعة في أنحاء لبنان فجّر غضب والده.
وبعد أيام فقط من هذه الواقعة التي حدثت قبل عام، اغتالت إسرائيل والده.
وأشعل تفجير أجهزة البيجر ومقتل نصر الله في هجوم جوي نفذته إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت في أيلول 2024 فتيل هجوم أوسع شنّته، ممّا أودى بحياة أكثر من 4000 في جميع أنحاء لبنان ودمّر مساحات شاسعة من جنوبه.
ولم تكن هذه التطورات متصوَّرة قبل عام عندما واجه حزب الله آنذاك اختراقًا مخابراتيًا كبيرًا لأجهزة البيجر، أدّى إلى مقتل 39 شخصًا وإصابة أكثر من 3400 آخرين.
وعند ضريح نصرالله الواقع على أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت يستعدّ جواد، مع عائلته وأنصار الجماعة، لإقامة مراسم الذكرى، مستحضرًا آخر أيام عاشها والده.
وقال جواد لرويترز: “باعتقادي الشخصي، لو فقد ولدًا من أولاده مقابل أن يَسلم كلّ من أصيب في تفجير البيجر لكان أهون على قلبه”.
وأضاف: “كان زعلان، غضبان، عتبان، حتّى كان في عتب كبير على البعض أنّه كيف بيصير هيك يعني، هو يعتبر نفسه مؤتمَنًا على هذا الدم”.
وقال جواد إن حركة والده “كلها كانت صعبة وكانت محكومة بالظرف الأمني. يعني نستطيع أن نقول: كل يوم بيومه. ما في شيء ثابت”.
ويقول جواد إن عائلة نصر الله تلقت نبأ الاغتيال عبر التلفزيون “من نشرة الأخبار مثلنا مثل كل الناس”.
وأشار جواد إلى أن آخر لقاء جمعه بوالده كان قبل ذلك بنحو ثلاثة أشهر، متحدّثًا عن صعوبة حركة نصر الله، خصوصًا مع تدخل حزب الله لمساندة حماس بعد يوم من هجوم السابع من تشرين الأول.
تزامنًا، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّنا “أوقفنا حزب الله وقضينا على معظم قادته وترسانته”، مشيرًا إلى أن “الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله أطلق آلاف الصواريخ علينا”.
وقال نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: “إذا اتخذ لبنان قرارات حاسمة بشأن سلاح حزب الله يمكن عندها حصول السلام”، مثنيًا “على جهود الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، وداعيًا بيروت لبدء مفاوضات مباشرة”.
كما شكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تدابيره الشجاعة للتخلّص من التهديد الإيراني الوجودي لإسرائيل والولايات المتحدة، معلنًا أن “إيران حاولت قتل الرئيس الأميركي مرتَيْن”، مشدّدًا على أنّ “الحرب التي هاجمنا فيها إيران ستدخل التاريخ”.