اسابيع قليلة مفصلية… هل أُعطي الضوء الأخضر الأميركي لتصفية “الحزب” عسكرياً؟

عاد قاسم مع نواب حزبه إلى التبجّح بأسطوانة “لن نسلّم السلاح”، مما يعني أخذ لبنان إلى المجهول من دون مراعاة أي شيء تحت عنوان المكابرة والاستعلاء والشعارات الفارغة، التي أوصلت الحزب إلى سابع أرض وقضت على كل قادته، لكنه يرفض الاعتراف بالخسارة بل يعيش أوهام الانتصارات، فيما تنتظره مرحلة هي الأصعب وفق نصائح تلقاها المسؤولون اللبنانيون منذ فترة وجيزة
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
في كل مرّة يزور فيها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبنان، يطلق جرعات دعم معنوية وغير معنوية لحزب الله، وبصورة خاصة لأمينه العام نعيم قاسم، فيعود الأخير إلى تغيير خطابه بالتزامن مع رفع لاريجاني لسقف خطابه، وقوله “أنّ الحزب يشكّل سداً منيعاً أمام إسرائيل، وأنه قوي ولا يحتاج إلى السلاح من أي جهة أخرى”، ويعتبر أنّ الولايات المتحدة لا يحق لها أن تنصّب نفسها قيّمة على الشعب اللبناني، متناسياً ماذا فعلت بلاده وما زالت بلبنان من خلال ولاء حزب الله لها.
جرعة الدعم هذه تستشعرنا بها عصر الخميس الماضي، من على صخرة الروشة وتجاه الداخل اللبناني فقط، فيما المطلوب الاستقواء على إسرائيل وسكب تلك الجرعة في المكان المناسب لا في قلب بيروت، لكن نسي قاسم وحزبه بأنّ كل ما جرى ساهم في تفاقم التداعيات، لكل ما يقوم به الحزب من “بهورات” صورية ستسقط قريباً جداً، وهذا السقوط المرتقب برز في ابتسامات الموفد الأميركي توم باراك التي تبدو دائماً ساخرة محمّلة بالمعاني والرسائل، لكن هل قرأها الحزب جيداً؟
لا شك في أنّ هذه الابتسامات تخفي وراءها الكثير من التهديدات المبطّنة، وكانت في ما مضى تترافق مع كلام دبلوماسي، لكن كيل الإدارة الأميركية طفح من الانتظار لتنفيذ لبنان القرارات الدولية، وفي طليعتها بند تسليم السلاح وحصريته في يد الدولة اللبنانية، لذا انقلبت في الآونة الاخيرة لهجة الموفد الأميركي فتحولت إلى قاسية ونارية لإطلاق الرسالة الأخيرة، بضرورة تجاوب لبنان الرسمي مع الشروط والقرارات قبل فوات الآوان، لأنّ الوقت يمضي ولا حلول ولا مدة زمنية مقدّمة من لبنان، فيما باراك يملك كل الأوراق الضاغطة من قبل الإدارة الأميركية، مع ضوء أخضر بالتهديد بعودة الحرب والغارات بشكل أعنف بكثير، في حال لم تنفذ الشروط، مما يعني أنّ المنتظر سيكون مغايراً جداً لأنّ اللعب على الحبلين لا يجدي نفعاً، ولا تذاكي حزب الله الذي لا يمكن أن يطول.
إلى ذلك ووفق المعطيات الأمنية فالضربات العسكرية للحزب ستكون غير مسبوقة، وعليه أن يفهم بأنه يأخذ لبنان إلى الهاوية وبصورة نهائية، والوقت ليس ببعيد بل خلال الشهرين المقبلين على أبعد تقدير، وهذه المخاوف والرسائل الحازمة تسلّمها لبنان الرسمي من باراك، مع تحذيرات دبلوماسية غربية وعربية نقلت للمسؤولين اللبنانيين، بأنّ الشهرين المقبلين سيحملان معهما حرباً واسعة على لبنان بعد الانتهاء من غزة، وهذه المرّة ستكون الحرب نهائية لأنّ الضوء الأخضر الأميركي اُعطي لنتنياهو بتصفية الحزب عسكرياً، والذي أشار بدوره إلى “أنّ القرار اتُّخذ بالقضاء على محور إيران، وهذا ما ينتظرنا في العام المقبل إذ سيكون عاماً تاريخياً بالنسبة لأمن إسرائيل”.
أمام هذه التهديدات عاد قاسم مع نواب حزبه إلى التبجّح بأسطوانة “لن نسلّم السلاح”، مما يعني أخذ لبنان إلى المجهول من دون مراعاة أي شيء تحت عنوان المكابرة والاستعلاء والشعارات الفارغة، التي أوصلت الحزب إلى سابع أرض وقضت على كل قادته، لكنه يرفض الاعتراف بالخسارة بل يعيش أوهام الانتصارات، فيما تنتظره مرحلة هي الأصعب وفق نصائح تلقاها المسؤولون اللبنانيون منذ فترة وجيزة، بأنّ الآتي أعظم لأن لا خيار للحزب سوى تسليم سلاحه وكل الاحتمالات مفتوحة والقرار اتُّخذ وبصورة نهائية.
في السياق ووفق مصادر سياسية وأمنية متابعة لما يجري على الساحة اللبنانية، هناك احتمال كبير لهجوم إسرائيلي برّي من الأراضي السورية نحو البقاع، للقضاء على كل مستودعات السلاح مع استمرار عمليات الاغتيال لمسؤولي الحزب وكوادره، ومواصلة الضربات والغارات على الجنوب والقضاء على كل أنفاقه، أما الضاحية الجنوبية لبيروت فسوف تكون العنوان الأول لهذه الحرب، بالتزامن مع حملات جوية وقصف بالطائرات وتهديدات بحرب كبرى أطلقها كبار المسؤولين الإسرائيليين لهذه المنطقة، التي باتت شبه خالية من سكانها، كذلك عاد النزوح قبل أيام من بعض بلدات البقاع الشمالي والجنوب، مع معلومات من المصادر المذكورة بأنّ لقاء ترامب ونتنياهو سيُحدّد مسار الحرب على لبنان، والخريطة الجديدة له في المنطقة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() الدولة تواجه الحزب… نهاية زمن التعطيل | ![]() “تكويعة” قاسم إيحاء إيراني لن يقلب المشهد… المملكة لا تفاوض أحزابًا بل حكومات | ![]() “حماس” على خطى” الحزب” الحليف: حجج واهية لعدم تسليم السلاح! |