هل لبنان بعد غزّة؟

الذهاب نحو مهل شكلية أو خطوات تدريجية لسحب السلاح، هي أدوات موقتة قد تمهّد لجولة جديدة من المواجهات. ويبدو أن السياسة الإسرائيلية تنظر إلى لبنان كساحةٍ محتملةٍ بعد غزّة.
كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:
تشير مصادر دبلوماسية عربية إلى أنّ السياسة الإسرائيلية ماضية في تصعيد النزاع بلا قيود، ومستعدة للذهاب بعيدًا متى شعرت بأنّ أي مبادرة دولية قد تحدّ من اندفاعها. فمثلًا، استهداف قطر جاء في توقيتٍ يمكن أن يعرقل جهود الموفد الأميركي ستيف ويتكوف لإنهاء الحرب في غزّة، عبر ضرب قادة حركة “حماس” ونسف أي محاولات للتوصل إلى اختراق سياسي.
الإعلان المشترك بين واشنطن وتل أبيب كشف التناقض بين طموحات الأطراف: فالرئيس الأميركي يسعى لاستثمار الاتفاق في إطار سياسي واسع، مستفيدًا من أي إنجاز على صعيد السلام لإظهاره كخطوةٍ تاريخيةٍ، بينما تمضي السياسة الإسرائيلية في الحرب، مكتفيةً بتحقيق مكاسب جزئية مثل استرداد الأسرى وإضعاف البنية التنظيمية لحماس، من دون التوقّف عن العمليات العسكرية الشاملة.
الاتفاق ينص على مهلة 72 ساعة للإفراج عن الرهائن، لكنّه لا يحدد إطارًا زمنيًا للانسحاب الكامل من غزّة، ما يترك المجال مفتوحًا أمام استمرار العمليات العسكرية. وحركة حماس اليوم بين خيارَيْن: إما القبول بما يُفرض عليها، ما يعني تفكيك قدراتها العسكرية، أو المواجهة، ما يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لتكثيف الحرب.
وفي لبنان، تحذّر المصادر الدبلوماسية من الذهاب نحو مهل شكلية أو خطوات تدريجية لسحب السلاح، فهي أدوات موقتة قد تمهّد لجولة جديدة من المواجهات. ويبدو أن السياسة الإسرائيلية تنظر إلى لبنان كساحةٍ محتملةٍ بعد غزّة، في إطار ما يُسمّى وحدة ساحات الحرب، ما يجعل المنطقة بأكملها أمام اختبار حقيقي: هل ستكون الهدنة الراهنة مستدامة، أم مجرّد فترة قصيرة قبل انفجار أكبر؟.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() قاآني.. خطاب الإنكار واستغلال “الحزب” كأكياس رمل | ![]() “الحزب”: على هذه الصخرة أبني فتنتي | ![]() البيطار على الطريق الصحيح |