الولايات المتحدة تدخل في شلل فيدرالي جديد: انقسام سياسي يوقف الحكومة ويُشعل أسعار الذهب!

عرب وعالم 1 تشرين الأول, 2025

دخلت الولايات المتحدة في حالة شلل فيدرالي (Government Shutdown) مع بداية فجر اليوم، بعد فشل الكونغرس في إقرار تمديد موقت للميزانية. هذا التوقّف أدّى إلى تعليق عمل عدد كبير من الوزارات والوكالات الحكومية، وفرض إجازةً قسريةً على مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين، في خطوة تعكس الانقسام الحاد داخل المؤسسة التشريعية.

هذا الإغلاق الحكومي، الأول منذ نحو سبع سنوات حين شهدت البلاد أطول فترة إغلاق في تاريخها (استمر حينها 35 يومًا)، دخل حيّز التنفيذ بعد أن فشل الجمهوريون في تمديد تمويل الحكومة لما بعد يوم الثلاثاء الذي يُمثِّل نهاية السنة المالية في الولايات المتّحدة.

ولم يكن هناك مخرج واضح من المأزق، في حين حذّرت الوكالات من أن الإغلاق الحكومي الخامس عشر منذ عام 1981 سيُعيق إصدار تقرير الوظائف لشهر أيلول الذي يحظى بمتابعة دقيقة، وسيبطئ حركة السفر الجوي، وسيعلّق البحث العلمي، وسيحجب رواتب القوات الأميركية، وسيؤدّي إلى تعليق عمل 750 ألف موظف اتحادي بتكلفة يومية قدرها 400 مليون دولار.

الذهب يقترب من مستويات قياسية

ومع دخول الولايات المتحدة الإغلاق الحكومي، ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الأربعاء، لتقترب من مستويات قياسية، ممّا عزّز الطلب على الملاذات الآمنة، في حين دعمت بيانات العمل الأميركية الضعيفة توقّعات المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% إلى 3,861.22 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 00:30 بتوقيت غرينتش، وسجّل ارتفاعًا شهريًا بنحو 12% في أيلول، وهو أكبر مكسب شهري منذ آب 2011. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم كانون الأول بنسبة 0.4% لتصل إلى 3,888.80 دولارًا.

كيف حدث الإغلاق؟

الإغلاق هو نتيجة لعجز الحزبين الديمقراطي والجمهوري عن التوصل إلى توافقٍ لإقرار مشروع قانون يموّل الخدمات الحكومية خلال تشرين الأول وما بعده.

وعلى الرغم من أن الجمهوريين يسيطرون على مجلسَيْ الكونغرس، وتمكنوا من تمرير المشروع في مجلس النواب، إلّا أنهم يفتقرون في مجلس الشيوخ للأصوات اللازمة لتمرير مشروع القانون.

وحظي المشروع بدعم 55 صوتًا مقابل 45 صوتًا ضدّه، علمًا أن مشروع القرار يحتاج إلى أغلبية 60 صوتًا لاعتماده من أصل 100 عضو في مجلس الشيوخ.

لذلك، يتمتع الديمقراطيون ببعض النفوذ في هذه الحالة، فيما سيستمر الإغلاق حتى يتوافق الجانبان على حلّ.

وكان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، الجمهوري جون ثون، انتقد زملاءه الديمقراطيين لعدم إقرارهم مشروع القانون، وقال في وقت سابق من فشل التصويت: “يُعرقل الديمقراطيون مشروع القانون لأغراضهم الحزبية الخاصة. هذا المشروع جاهز للإقرار الآن، وهذا يُبقي الحكومة مفتوحة”.

في حين قال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إنّ زملاءه الجمهوريين يميلون إلى “الكذب”.

رد فعل مختلف في البيت الأبيض

وما يبرز في الأزمة الحالية هو موقف فريق ترامب، ففي الماضي، كان يُنظر إلى الإغلاقات الطويلة عادةً على أنها خطيرة سياسيًا، إذ كانت تُعيق الحياة اليومية للناخبين وصورة المشرّعين والرئيس.

لكن هذه المرة، تبدو إدارة ترامب راضيةً تمامًا عن إغلاق أجزاء كبيرة من الحكومة الأميركية لفترة طويلة. وفي الواقع، هدّد مسؤولون باستخدام الإغلاق لتحديد العمال “غير الأساسيين” الذين يمكن بعد ذلك تسريحهم نهائيًا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us