كنعان يُزعج باسيل… وفراغٌ خلّفه النوّاب الأربعة!

ترك خروج أو إخراج النوّاب الأربعة تأثيرًا سلبيًّا إضافيًّا، إذ فتح باب المواجهة الشرسة داخل “التيّار” في دوائر بعبدا والمتن وجبيل التي يمثّلها النوّاب، والتي تشهد تنافسًا حاميًا وتسابقًا على الانبطاح لباسيل في المرحلة التي تسبق اختيار المرشّحين والتي تُسمّى “الآليّة”، وهي عبارة، فقط لا غير، عن رأي باسيل.
كتبت إليونور أسطفان لـ”هنا لبنان”:
بغضّ النظر عن اضطرار فريق عمل رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى التفرّغ، طيلة أسبوعين، لفبركة الأخبار وإطلاق الشائعات لإفشال العشاء الذي دعا إليه النائب ابراهيم كنعان، وهي مهمّة باءت بالفشل، فإنّ كنعان ورفاقه النوّاب الثلاثة الذين خرجوا أو أُخرجوا من “التيّار” باتوا يشكّلون ضغطًا واضحًا، على أكثر من صعيد، على باسيل الذي يستعدّ للانتخابات النيابيّة، متمنّيًا تأجيلها في ظلّ إدراكه بأنّ عدم تحالفه مع حزب الله سيفقده أربعة نوّاب إضافيّين، بينما سيكون استمرار التحالف تكريسًا لتغطية “التيّار” لسلاح “الحزب”.
ويبدو واضحًا، من جولات باسيل المناطقيّة، أنّ الحضور الشعبي فيها محدود جدًّا، على الرغم من أنّ الدعوات للمشاركة لا تقتصر على المناطق التي تُزار، إذ نرى متنيّين في جبيل، وكسروانيّين في جزين، وأبناء الأشرفيّة في الشوف. ويدلّ ذلك على أنّ هناك حاجة لتأمين حضور من مساحة جغرافيّة أوسع، ومع ذلك يأتي غالبًا متواضعًا كما يظهر في الصور.
ويعود السبب في ذلك، بالتأكيد، إلى تراجع شعبيّة “التيّار” في السنوات الأخيرة، وهو مستمرّ، خصوصًا بسبب خطابه السياسي الذي يُراعي، حتى الآن، حزب الله، ولكن أيضًا بسبب خروج النوّاب الأربعة الأبرز منه، إذ كانوا يؤمّنون له، عدا الحضور الشعبي الإضافي، مصداقيّةً أكبر لسلوكه وخطابه، بالإضافة إلى الثقل التشريعي الغائب حاليًّا.
كما ترك خروج أو إخراج النوّاب الأربعة تأثيرًا سلبيًّا إضافيًّا، إذ فتح باب المواجهة الشرسة داخل “التيّار” في دوائر بعبدا والمتن وجبيل التي يمثّلها النوّاب، والتي تشهد تنافسًا حاميًا وتسابقًا على الانبطاح لباسيل في المرحلة التي تسبق اختيار المرشّحين والتي تُسمّى “الآليّة”، وهي عبارة، فقط لا غير، عن رأي باسيل.
وبدا، في الأيّام الأخيرة، حجم الانزعاج الكبير من الحركة التي يقوم بها كنعان، والتي ستكون تصاعديّةً على الصعيد الشعبي إذ يجهّز لسلسلة نشاطات ومناسبات، كما سيغادر إلى واشنطن بعد أيّام للقاء مسؤولين في الإدارة الأميركيّة والبنك الدولي وصندوق النقد، ثمّ سينكبّ على دراسة الموازنة، بعدما وقّع مرسومها رئيس الجمهورية جوزاف عون وأحالها إلى المجلس النيابي.
هذا الواقع التشريعي، الذي فرضه كنعان، كما النوّاب الثلاثة، شكّل واجهة التيّار الوطني الحر لسنواتٍ طويلة، وعلى الرغم من التحريض عليهم من قبل دائرة باسيل الضيّقة، وعلى الرغم من الاتّهامات التي تُوجّه إليهم بالخيانة لمجرّد أنّهم اختاروا ألّا يكونوا من مجموعة نوّاب “قوم، قوم، قعود، قعود”، فإنّ الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات ستؤكّد، أكثر فأكثر، حجم الفراغ الذي تركوه.
يكفي أن نتابع جولات باسيل، الذي يستنجد بحضور الرئيس ميشال عون، كي نتأكّد أنّ أعداد المرافقين الأمنيّين غالبًا ما تفوق أعداد الحضور. ما شاهدناه أمس في الجولة الجبيليّة أصدق دليل. مشاركة منسّقين وناشطين من غير المستقيلين من “التيّار” في عشاء كنعان دليلٌ آخر. وذلك كلّه سيُترجم، لاحقًا، في صناديق الاقتراع…