الدولة تواجه الحزب… نهاية زمن التعطيل


خاص 7 تشرين الأول, 2025

بالتزامن مع التطويق الحكومي لكل عرقلة من “الحزب”، لم يعد أمام الأخير إلّا الانخراط في مشروع الدولة، لأنّ سياسة التعطيل والهروب إلى الأمام لم تعد تنفع، والدلائل كثيرة فالسقطات تتوالى وعليه الاعتراف بالهزيمة والوقوف إلى جانب الدولة، وسط تهديدات إسرائيل بشنّ حرب غير مسبوقة على لبنان، في حال لم يتم تسليم السلاح

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

كانت الجلسة الحكومية عصر أمس في قصر بعبدا هادئة لم يعكّرها تذاكي حزب الله غير المباشر، فاستعان معظم الوزراء بضبط النفس والكلام المنمّق البعيد عن أجواء التوتر والخلافات، التي حصلت في الجلسات السابقة، وبدورهم كان الوزراء الشيعة على الخط الايجابي أيضاً، فتوحّدوا في الردود التي اختصرت بكلمتين” لن نغادر الجلسة” ما أطلق العنان لغياب المفاجآت السلبية، التي عمّت بعض وسائل الإعلام المؤيدة للحزب الأصفر، ومواقع التواصل الاجتماعي التي أشارت إلى ارتفاع نسبة تعطيل الجلسة في حال لم تكن على” ذوق” الحزب.

لكن التوافق الذي ساد بين الوزراء أتى نتيجة الاتصالات المكثفة التي سبقت الجلسة بأيام بين بعبدا وعين التينة والسراي، لتدوير الزوايا منعاً لحدوث أي انفجار، يسعى الحزب إلى تحقيقه انطلاقاً من رفضه حلّ جمعية “رسالات”، بعد استدعاء بعض الأشخاص القريبين من الحزب إلى التحقيق، في ملف إضاءة الصخرة بصورتي الأمينين العامين الراحلين حسن نصرالله وهشام صفي الدين، بالتزامن مع ردود بعض نواب الحزب من خلال التحدّي والاستقواء والمكابرة كما تجري العادة، في أي قرار تتخذه الحكومة يعتبرونه دائماً ضدهم، لكن المفاجآة جاءت في نهاية الجلسة مع إصرار الرئيس نواف سلام على تعليق عمل “رسالات” إلى حين استكمال التحقيقات، فلم يعترض وزراء الثنائي الشيعي باستثناء وزير الصحة ركان ناصر الدين، وبذلك جاء الرد صاعقاً من الرئيس سلام على النائب حسن فضل الله ومقولته: “بلوا القرار واشربوا ميتو”، الأمر الذي قد يطلق العنان للتأجيج بين سلام والحزب، الذي رفع غضبه في الأيام الأخيرة عبر جمهوره، فأشعل مواقع التواصل الاجتماعي كالعادة من خلال تكرار أسطوانة “لا لتسليم للسلاح ولا لحلّ جمعية “رسالات” وإلا… فيما ووفق المعلومات لا استبعاد لبعض التوقيفات وفق القانون.

إلى ذلك ووفق مصادر سياسية متابعة لما يجري في هذا الإطار، فالحكومة تتخذ قراراتها اليوم من منطلق القوة والدستور والقانون والتروّي والعقلانية، فزمن الاستقواء على الدولة بات في خبر كان، ولا مكان للدويلة بعد اليوم.

من ناحية أخرى كانت الأنظار الوزارية شاخصة خلال الجلسة إلى تقرير قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في ما يخصّ خطة الجيش التي وضعتها القيادة العسكرية بشأن حصرية السلاح بيد الدولة، والإجراءات المتخذة في مناطق جنوب الليطاني وخارجها، وكان شرح لبعض التفاصيل والصعوبات بسبب استمرار التمركز الإسرائيلي في بعض النقاط.

في السياق، وبالتزامن مع التطويق الحكومي لكل عرقلة من الحزب، لم يعد أمام الأخير إلّا الانخراط في مشروع الدولة، لأنّ سياسة التعطيل والهروب إلى الأمام لم تعد تنفع، والدلائل كثيرة فالسقطات تتوالى وعليه الاعتراف بالهزيمة والوقوف إلى جانب الدولة، وسط تهديدات إسرائيل بشنّ حرب غير مسبوقة على لبنان، في حال لم يتم تسليم السلاح، لأنّ وحدة الساحات سقطت وروّادها سقطوا بدورهم وتفرّقوا، وباتت التصريحات إيجابية نوعاً ما خصوصاً من قبل المسؤولين الإيرانيين، وحدهم نواب الحزاب يتباهون بالانتصارات ويتبجّحون بالاستقواء على الدولة، متناسين أنّ زمن “المراجل” غائب كليّاً، والأقوى والمنتصر هو مَن يضع الشروط لا الخاسر، والتهديدات تتوالى بتعقّب مسؤولي وكوادر الحزب، مما يعني أنّ الانتصارات الصورية لم تعد موجودة، وأصبح من الضروري الاعتراف بالهزيمة والدخول في الحل، على خطى الرفاق الممانعين الذين فهموا اللعبة أخيراً، فيما الحزب الأصفر يصرّ على عدم تسليم سلاحه، وسط كل الضغوط التي تواجهها الحكومة ووقف المساعدات ومنع الإعمار مقابل انتحاره الجماعي، مع سعيه إلى أخذ لبنان إلى المجهول تحت شعارات باتت بائدة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us