الذهب حديث الساعة… فهل يواصل مساره التصاعدي نحو 5000 دولار؟!

خاص 8 تشرين الأول, 2025

وصف الدكتور فادي قانصو، الأمين العام المساعد لاتحاد أسواق المال العربية، شهر أيلول الماضي بـ”أيلول الذهبي”، بعدما سجّل الذهب ارتفاعاتٍ استثنائيةً تجاوز خلالها عتبة الـ4000 دولار، مسجلًا قممًا تاريخيةً ليصبح “حديث الساعة”، على حدّ تعبيره.

وفي حديث لـ”هنا لبنان”، أرجع قانصو هذا الارتفاع غير المسبوق إلى أربعة عوامل رئيسية:

1 – تبدّل السياسة النقدية الأميركية: شهد شهر أيلول أوّل خفض غير مباشر لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي منذ كانون الأول 2024، مع توقّعات بالمزيد من الخفض خلال ما تبقّى من العام، في حال سمحت بذلك البيانات الاقتصادية، مشيرًا إلى “العلاقة الذهبية” المعروفة بين انخفاض الفائدة وارتفاع أسعار الذهب.

2 – ضعف الدولار الأميركي والإغلاق الحكومي الأميركي: الانخفاض المتواصل في قيمة الدولار منذ أشهر، إضافةً إلى حالة عدم اليقين الناتجة عن الإغلاق الحكومي الأميركي الذي بدأ مطلع تشرين الأول ولا يزال من دون حلولٍ واضحة، عزّز من ارتفاع الذهب كملاذٍ آمن.

3 – المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية: تصاعد التوترات العالمية، خصوصًا في أوكرانيا والشرق الأوسط، إضافةً إلى حالة الشكّ التي تحيط بالاقتصاد العالمي، كلّها عوامل دفعت المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كأداة تحوّط.

4 – مشتريات البنوك المركزية: أكّد قانصو أنّ البنوك المركزية، وخصوصًا في دول مثل الصين وتركيا والهند وقطر، باتت اللاعب الأكبر في سوق الذهب، حيث عزّزت احتياطيّاتها منه بشكل كبير، ففي آب الماضي وحده، ارتفع صافي الشراء العالمي للذهب بنحو 15 طنًّا.

إلى جانب هذه العوامل، لفت قانصو إلى دور صناديق المؤشّرات المدعومة بالذهب، والتي شهدت تدفّقات كبيرة، ما جعلها لاعبًا أساسيًا في تحريك السوق.

التوقعات: الذهب مستمر في الصعود… ولكن ليس بلا حدود

بحسب قانصو، تتوقع معظم البنوك العالمية أن يبقى سعر الذهب خلال الفصل الأخير من عام 2025 في نطاق يتراوح ما بين 4000 و4200 دولار للأونصة، مع اتجاه تصاعديّ في عام 2026، قد يصل خلاله الذهب إلى مستويات 5000 دولار، في حال استمرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة.

لكنّه شدّد على أنّ أسعار الذهب لن ترتفع إلى حدود 6000 أو 7000 دولار في المدى القصير، بل قد تصل إلى هذه المستويات فقط على المدى المتوسط أو الطويل.

وأضاف: “المسار العام للذهب تصاعدي، وقد نشهد تصحيحات سعرية طبيعية كما يحدث مع أي سلعة، لكن الاتجاه طويل الأمد يبقى نحو الارتفاع”.

ونوّه إلى أن تحسّن الأوضاع الجيوسياسية، أو حدوث مفاجآت نموّ إيجابية في الاقتصاد الأميركي والعالمي، قد تؤدّي إلى تراجع الذهب، إذ إن “الذهب يتراجع كلما خفّت المخاوف وتحسّنت شهية المخاطرة لدى المستثمرين”.

الفضة: “النجم الصاعد”

فيما تُسلّط الأنظار دومًا على الذهب، لفت قانصو إلى أنّ الفضّة تشهد ارتفاعات أكبر، إذ سجّلت أونصة الفضة أكثر من 60% ارتفاعًا منذ بداية العام، مقارنةً بارتفاع بنسبة 50% للذهب.

وقال: “المستقبل للفضّة”، مشيرًا إلى دخولها في العديد من صناعات الطاقة الشمسية والإلكترونيات، وتوقّع أن يشهد السوق نقصًا في المعروض من الفضّة خلال السنتين المقبلتين بفعل الطلب المتزايد، ما قد يرفع سعر الأونصةإلى ما بين 50 و55 دولارًا بحلول العام 2026.

السلع تتفوّق… ولكن موقتًا

ختم قانصو بالتأكيد على أن التحوّل الكبير نحو السلع، خصوصًا الذهب والفضّة، جاء نتيجة الظروف العالمية الضاغطة، لكنّه أشار إلى أنّ هذا الواقع قد يتغيّر في حال تبدّلت العوامل المؤثرة، حيث قد تستعيد العملات، والأسهم، وحتى العملات المشفّرة بريقها، لكون الذهب لا يدرّ عوائد، بينما الأصول الأخرى تحمل فرصًا للربحية في فترات الاستقرار.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us