من غزّة إلى طهران… سيناريو واحد!


خاص 10 تشرين الأول, 2025

انتهت حرب غزّة وأصبح الحزب حاليًا على مفترق طرق، لأنّ الحسم النهائي الذي حصل مع حماس سيتكرّر معه عاجلًا أم آجلًا، ربّما بعد معالجة الأزمة مع الحوثيين أو قبلها.

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

يأمل الجميع أن تكون الحرب قد وضعت أوزارها في غزّة وأن يعود الفلسطينيون فيها إلى حياةٍ مستقرّةٍ ومزدهرةٍ، وهذا لن يحصل إلّا إذا اقتنع مَن خطّط للحرب في إسرائيل وفي صفوف حركة “حماس” بأنّه لا يمكن القضاء على الفلسطينيين وحقوقهم من جهةٍ، ولا يمكن رمي إسرائيل في البحر من جهةٍ ثانيةٍ.

لقد دفع الفلسطينيون في غزّة ثمنًا كبيرًا من أرواحهم ودمائهم وممتلكاتهم نتيجة حسابات خاطئة في التعاطي مع إسرائيل، إذ اعتقدت قيادة حماس أنّ إسرائيل سترضخ تحت ضغط العدد الكبير من الأسرى، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية تصرّف وكأن هؤلاء في عداد الأموات فشنّ حربًا من دون هوادة طوال سنتَيْن استهدفت كلّ الحجر والبشر في غزّة، ولاحق قيادات حماس حتى طهران والدوحة، واستمرّ في مواصلة الضغط العسكري إلى أن توصّل برعاية أميركية إلى اتفاق يضع حماس خارج القرار السياسي والعسكري.

في غزّة توقفت الحرب، ولكنّها في لبنان لم تتوقّف وهي مرشّحة للتصاعد. حزب الله شنّ حرب الإسناد ضدّ إسرائيل وأخطأ أيضًا في تقدير ردّ الفعل الإسرائيلي الذي أتى مدمّرًا عليه وعلى قياداته وبنيته العسكرية، وهو أيضًا أخطأ في تقدير رد الفعل الإسرائيلي الذي أتى خلافًا لكلّ التوقّعات، فتبيّن أنّ إسرائيل اخترقت قلب حزب الله ووصلت إلى كلّ من أرادته فاغتالت أمينَيْن عامَّيْن وخيرة القادة العسكريين، وفجّرت أجهزة “بيجر” وأجهزة اتصال بآلاف من عناصر حزب الله، فاضطر الحزب للقبول بوقفٍ لإطلاق النار ينزع أي شرعية عن سلاحه، وعزّزت قرارات الحكومة في 5 و7 آب نزع هذه الشرعية، وامتنع الحزب عن إطلاق رصاصة واحدة ضدّ إسرائيل على الرَّغم من أن المجزرة بحقّ عناصره وقادته ومواقعه مستمرة.

انتهت حرب غزّة وأصبح حزب الله حاليًا على مفترق طرق، لأنّ الحسم النهائي الذي حصل مع حماس سيتكرّر معه عاجلًا أم آجلًا، ربّما بعد معالجة الأزمة مع الحوثيين أو قبلها، ولكنّ المطروح على حزب الله ومن خلفه إيران هو أنّ نزع السلاح حاصل إمّا بالحسنى وإمّا بالقوة، ونموذج غزّة يسري من غزّة إلى بيروت إلى بغداد إلى طهران.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us