دخلنا الارتطام الكبير: “تيتانيك” لبنان تلقى نفس المصير!

المصدر: شادي هيلانة – أخبار اليوم
ما هو هذا الوطن الذي تندلع فيه حروب أهلية واقتتالات داخلية كل عشرين أو ثلاثين سنة؟ وما هو هذا الوطن الذي تجاهر أحزابه الأساسية بانتماءاتها الى دول ومحاور خارجية، ضاربة عرض الحائط بأية ضرورة لإجماع وطني؟

ولو كان الأمر مختلفاً، ولو كان هناك أي بريق أمل في مستقبل أفضل للبنانيين، لكانت تألّفت الحكومة اللبنانية الجديدة سريعاً.

ستذهب السّلطة الماكرة الى أبعد حدود، وستلجاُ إلى كل السيناريوهات، لتفشيل اية عملية انتخابية ديمقراطية، كي لا تُطيح برموزها وادواتها. فلا إنتخابات نيابية، ولا إنتخابات رئاسية ستجري في ظل تلك المنظومةِ الحاكمة، وسينسحب التعطيل والتمديد ويطير النصاب.

ومع انهيار النظام المالي والاقتصادي اللبناني، واختفاء ما تبقّى من دور الدولة في حفظ الأمن وضمان الحريات الأساسية، وهيمنة الولاء لمشاريع وأولويات المحاور الاقليمية والدولية، وعودة خطابات التقسيم، يكون لبنان الكبير انتهى قبل أنّ يتكوّن فعلياً.

ولنّ تكفي خمس مليارات دولار أو حتى عشرون ملياراً لكي يستعيد اقتصاد لبنان عافيته، والضربات الموجعة التي تعصف بكافة قطاعاته، لأنّ ما يجري هو تعطيل تام لتفاصيل الحياة اليومية.

واقع الحال، انّ الأزمة كانت أكبر وأخطر من سابقاتها لسبب بسيط هو أنها لم تعد مضبوطة بمعايير الحرب الباردة كما كان الأمر سابقاً، وهذا التحول هو ما جسده بصورة خاصة تعاظم الدور الإيراني في المنطقة، ونجاحه في ملء الفراغات التي خلفتها السياسات كما يحلو له.
ولم تعد المملكة السعودية، وحلفاؤها الدوليون، راغبة في تعويم الاقتصاد اللبناني ثمناً لصيانة دورها في اللعبة السياسية، وقد أدركت أنّ طهران هي المستفيدة من ذلك الدور.

وبفعل تلك السياسات الفاشية وصلنا فعلاً الى الارتطام الكبير، فبدأت المياه تتسرّب إلى هيكل سفينة لبنان ما يعني بدء غرقها، ولم يبقَ منها فوق سطح الماء سوى قسم من مقدّمتها، ينتظر رسوبه بدوره في قعر البحر، وليس في الأفق أدنى احتمال لتجديد معادلة تسمح بتعويمها.

حتى المؤسسات الامنية لنّ تكون قادرة على ضبط الواقع الشعبي، ففي اية لحظة ينفجر فيها الشارع، ووتيرة الانهيار تتسارع، وبدأتّ الناس تلمسّ تبعاتها، حيث ان الدولة مهدّدة بأن تصبح في خبر كان أكثر من أي وقت مضى، لكنّ لا حياة لمن تنادي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us