إعلان قداسة المطران الأرمني مالويان في الفاتيكان… حدث ديني وعالمي يعكس شجاعته وإيمانه


خاص 20 تشرين الأول, 2025

الكنيسة الأرمنية هي رسولية وطنية شاملة، والكنيسة الأرمنية الكاثوليكية جزء لا يتجزّأ منها، وتقوم الكنيسة بالواجبات الروحية في خدمة المسيح وشعوبنا، وأصبح المطران إغناطيوس شاهدًا أبديًّا حاملًا وصيّة إيمانه المسيحي.

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

تحوّل حدث إعلان قداسة مطران الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في ماردين إغناطيوس مالويان في حاضرة الفاتيكان إلى حدث ديني وعالمي بامتياز جمع حوله رجال الدين والسياسة في مشهدٍ يعكس أهمية المكانة التي احتلّها المطران مالويان، المدافع الأول عن إيمانه ورعيّته في أقسى الظروف.

كلّ شيء كان يليق بالتقديس وبهذا الحدث الجلل. أمّا من تابع مسيرة المطران إغناطيوس الطويلة، فوجد نفسه أمام حياة رجل كان قدوةً لرعيّته وشعبه، ومقاومًا إلى أبعد حدود وثابتًا في الإيمان، وهو من رفض إنكار إيمانه عندما بدأت أعمال تنفيذ وارتكاب الإبادة الجماعية التي طالت الأرمن في أراضيهم أيام السلطنة العثمانية.

لا يمكن لأحد نسيان أبرز أقواله ألا وهي “إنّ الإيمان أغلى من الحياة والموت في المسيح له ولادة جديدة”. كان المحتفى به متفانيًا في خدمة الرعيّة وحريصًا على تثقيف المؤمنين في الإيمان والتعليم المسيحي. وفي العام 1911 عُيّن مطرانًا على أبرشية ماردين الأرمنية الكاثوليكية، وبعد سلسلة طويلة من التعذيب والاضطهاد تمّ إعدام المطران مالويان في حزيران 1915 ليُصبح رمزًا للشهادة المسيحية وللثبات على القيم الروحية.

في التاسع عشر من تشرين الأول من العام 2025، احتفل لبنان والعالم بقداسة المطران إغناطيوس الذي بذل نفسه من أجل أحبّائه وعاش مسيرة أمانة، وفي هذا التاريخ رفع المؤمنون الصلوات على نيّة أيقونة الشجاعة كما كان يُسمّى، فإعلان قداسته على يد قداسة الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر يجسّد الاعتراف بدوره ومكانته الدينية.

وكان لافتًا حضور رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون القدّاس الذي أُقيم في ساحة القدّيس بطرس بمشاركة عدد من الرؤساء والمسؤولين من مختلف دول العالم، إضافةً إلى الكرادلة والبطاركة ومنهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وكاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان. وهذه دلالة واضحة على اتحادهم في الفرح والصلاة لمَن كان علامة رجاء حيّ في الكنيسة. أمّا قداسته فتحملُ، وفق قراءات أوساط مراقبة لـ”هنا لبنان”، إقرارًا تاريخيًا بمعاناة الشعب الأرمني وتكريمًا لضحايا الإبادة الذين رفضوا الظلم.

وفي تصريحات متفرّقة للبطريرك ميناسيان، فإنّه يشير إلى أنّ الكنيسة الأرمنية هي رسولية وطنية شاملة، والكنيسة الأرمنية الكاثوليكية جزء لا يتجزّأ منها، وتقوم الكنيسة بالواجبات الروحية في خدمة المسيح وشعوبنا، معتبرًا أنّ المطران إغناطيوس أصبح شاهدًا أبديًّا حاملًا وصيّة إيمانه المسيحي.

إعلان قداسة الطوباوي المطران مالويان مع ستّة طوباويين آخرين في حاضرة الفاتيكان هو تقدير لمسيرة هؤلاء الحافلة بالإيمان، وللبنان حصّته من هذه القداسةِ التي تمنح الرجاء والأمل للبنانيين الذين هم بأمَسّ الحاجة إليهما في هذه الظروف.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us