“حزب السلاح” يطالب بالمساواة… “هلّق عم تحكينا بالليسترين؟”…

عن أي مساواة يتحدّث صاحب مقولة “بِلّ مقرّرات الحوار واشرب مياهه”، الذي شارك ووافق على كلّ بند من بنود “إعلان بعبدا”، ومن ثم تنكّر له قبل صياح الديك، عندما أتت الأوامر الإيرانية بالدخول إلى سوريا، لتصبح القاعدة “حيث يجب أن نكون سنكون”…
كتب بشارة خير الله لـ”هنا لبنان”:
إن عدنا ربع قرنٍ إلى الوراء، لا شكّ أننا نتذكّر الكثير من الحملات الدعائية المُتلفزة التي انطبعت في ذاكرتنا وتحوّلت إلى جمل أو أمثال نردّدها في يومياتنا… “هلّق عم تحكينا بالليسترين؟”… من منّا لا يتذكر تلك الدعاية اللطيفة للحفاظ على الأسنان، بعد فوات الأوان…
مناسبة هذا الاستذكار، مقابلة أجراها أحد نواب “حزب الله” قال فيها الكثير من المغالطات، وادّعى الكثير من البطولات، لكنّ الملفت إصراره على تحقيق المساواة عملًا بأحكام الدستور… إنه المضحك المبكي.
وردًّا على سؤال “لماذا تخافون انتخابات المغتربين”، قال “المُشرّع الكريم”: “نحن لا نخاف من انتخابات المغتربين، لكن مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين اللبنانيين منتقص، وهذا يخالف مقدمة الدستور، إذًا كيف نخوض انتخابات لا نستطيع فيها أن نُرسل مندوبًا ولا نستطيع القيام بحملتنا الانتخابية في أميركا وفي الدول العربية، فيما يُسمح لباقي الأفرقاء بتنظيم الحملات الانتخابية في هذه الدول… ابتسمت المذيعة من دون أي سؤال أو تعليق”.
وهنا يبرز مئة سؤال وسؤال: “لماذا لا يستطيع هذا الحزب تنظيم حملاته في الخارج؟ لأنّه ببساطة مصنّف إرهابيًا وفقًا للمعايير العالمية بعد سلسلةٍ من العمليات الانتحارية وخطف الطائرات وتهريب الممنوعات”…
واستنادًا إلى هذا المنطق، تعود بنا الذاكرة إلى الانتخابات النيابية في لبنان، حيث منع “حزب الله” بالترهيب والترغيب واستعمال العنف، خصومه السياسيين في مناطق نفوذه من دون أي مراعاة للمساواة، هذا المُرشح ضُرب وذاك المرشح احترقت سياراته، والكثير الكثير من الذين مُنعوا من إدخال أي مندوب إلى غرف الاقتراع التي تعجّ بالناخبين، ومن بينهم أموات…
يُحاضر هذا الفريق بالعفّة وهو لم يترك دولة في حال سبيلها، من تفجير “المارينز” مرورًا بخلايا في مصر والكويت والأردن والإمارات، وصولًا إلى إرسال “خبراء” لضرب “أرامكو” في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى إرسال “الرمّان المحشي بالكبتاغون”، ناهيك عن إرسال جحافل من عناصره إلى سوريا لمساندة النظام السابق في عملية قتل شعبه.
يُطالب هذا الفريق بالمساواة، وهو أوّل من ضرب المساواة عندما حمل السلاح خلافًا لرغبة جميع الشركاء في الوطن، وصادر قرار “الحرب والسلم” رغمًا عن أنف الدولة والشعب، واحتكر “المقاومة” بعد عمليات كثيرة لتصفية قادتها غير المنتمين إلى “ولاية الفقيه”…
عن أي مساواة يتحدّث صاحب مقولة “بلّ مقرّرات الحوار واشرب مياهه”، الذي شارك ووافق على كلّ بند من بنود “إعلان بعبدا”، ومن ثم تنكّر له قبل صياح الديك، عندما أتت الأوامر الإيرانية بالدخول إلى سوريا، لتصبح القاعدة “حيث يجب أن نكون سنكون”…
من يريد المساواة، عليه قبل أي شيء، تسليم سلاحه طوعًا للدولة اللبنانية والانضواء تحت كنف الدستور قبل فوات الأوان، لأنّ الحرب المقبلة وفقًا للقراءة والتحليل، وبعد المناورة الإسرائيلية والانتهاء من غزّة، لن تُبقيَ أي شيء، لا حجر ولا بشر ولا حزب ولا أصدقاء للحزب، ولا جرّافات ولا كميونات ولا جبّالات ولا انتخابات… من لا يريد أن يُصدِّق، عليه أن يقرأ بتمعّن تغريدة توم باراك الأخيرة عن الحرب المقبلة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() هكذا خرج “الحزب” من “مولد حماس” من دون استعادة الأسرى | ![]() لبيكِ يا “رسالات”.. فما علاقة القرض الحسن؟ | ![]() انتصار على صخرة الانتحار! |