الحدود تغلي والدبلوماسية تتحرّك… هل ينجح لبنان في تفادي الحرب؟!

تعيش الحدود اللبنانية – الإسرائيلية حالةً من التصعيد المتنامي في ظلّ تحوّلات سياسية مفصلية تشهدها المنطقة، في وقتٍ تسعى فيه كلٌّ من الرياض وواشنطن إلى تكثيف نفوذهما في الملف اللبناني، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي تعزيز استعداداته العسكرية على طول الحدود مع لبنان.
وإزاء الضغط المتزايد على لبنان من الجانبَيْن؛ الأميركي المتمثّل بالموقف الأخير الذي عبّر عنه الموفد توم باراك قبل أيام، والإسرائيلي الذي بدأ يكثّف استباحته للأجواء اللبنانية بمُسيّراته التي لم تفارق سماء لبنان، تتواصل المناورات العسكرية التي يُجريها الجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل وعلى طول الحدود مع لبنان.
هذا الجو الضاغط يترافق مع التهديد بتجدّد الحرب على لبنان، بحسب ما شدّد عليه رئيس الأركان الإسرائيلي الذي كان يتابع سير هذه المناورات، ومطالبته الضبّاط بضرورة العودة للتدريب والاستعداد للحرب على الجبهات كلها والحفاظ على الجاهزية التامّة، في وقتٍ تشهد فيه إسرائيل زحمة موفدين أميركيين رفيعي المستوى، للتأكيد على الدعم الأميركي المُطلق لإسرائيل.
وفي هذا الإطار، تحدثت معلومات موثوقة لصحيفة “الجمهورية” عن حركة اتصالات مكثفة، في اتجاهات خارجية متعددة، ولا سيما مع الأميركيين وكذلك مع لجنة “الميكانيزم”، لردع إسرائيل ومنع انزلاق الأمور إلى التصعيد.
وبحسب المعلومات، فإنّ “الموقف اللبناني الذي جرى التأكيد عليه في هذه الاتصالات، ولا سيما لجهة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، لم يُقابَل بإجابات تُبدّد المخاوف، والصورة غير مُطَمْئِنَةٍ وفق ما يرسمها مصدر معني مباشرة بحركة الاتصالات.
كما نصحت مصادر مراقبة عبر “الأنباء الإلكترونية” المسؤولين اللبنانيين بإطلاق حملة دبلوماسية واسعة تشمل كل عواصم القرار الدولي بدءًا من الولايات المتحدة الأميركية وانتهاءً بالفاتيكان وحتى إيران، وذلك لشرح الموقف اللبناني في ظلّ التهديدات الإسرائيلية بنقل سيناريو غزّة إلى لبنان، وذلك من أجل العمل على تجنّب ما قد تقدم عليه إسرائيل بذريعة عدم قدرة الدولة على حلّ مسألة السلاح لأنّ حزب الله يرفض رفضًا قاطعًا المسّ بسلاحه، وقد أعلن ذلك نائبه الشيخ نعيم قاسم أكثر من مرة.
وبالنسبة للتواصل الفرنسي – الأميركي الذي جرى مؤخرًا في باريس بين وزير الخارجية جان-نويل بارو والموفد الأميركي توم باراك، فلم يصل إلى نتيجةٍ لوقف الخروقات حسبما علمت “اللواء” من مصادر دبلوماسية متابعة عن قرب، بينما تمّ التركيز في اللقاء على تسريع انعقاد مؤتمر دعم الجيش الذي ثبت حصوله مبدئيًا في تشرين الثاني المقبل في العاصمة السعودية الرياض، ما لم تطرأ تطوّرات سياسية تؤخر انعقاده. وتردّد في هذا المجال أن باراك قد يزور لبنان أواخر الشهر المقبل.
تدخّل أوروبي
في المقابل، أكدت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية”، أن جهات دبلوماسية أوروبية دخلت في الساعات الأخيرة على خط الاتصالات غير المعلنة، إذ تواصلت مع مسؤولين كبار، واستمزجت الرأي في احتمالات الحلّ السياسي على جبهة لبنان.
وأشارت إلى أن الجواب الذي تلقّته تمحور حول ما يلي: “الوقف الفوري للخروقات الإسرائيلية، الانسحاب من الأراضي اللبنانية، الإفراج عن الأسرى اللبنانيين، ما يعني الامتثال الكامل لاتفاق وقف الأعمال الحربية المعلن في تشرين الثاني 2024، ولبنان على التزامه الكلّي قولًا وفعلًا بهذا الاتفاق، وقيام لجنة “الميكانيزم” بمهمّتها في الإشراف على حسن تنفيذ هذا الاتفاق، وكذلك البت النهائي للنقاط الخلافية على الخط الأزرق، والاستعداد لترسيم الحدود البرية وفق الآلية التي اتّبعت في ترسيم الحدود البحرية”.