تزايد التوتر بين روسيا والغرب… عقوبات أميركية جديدة ومناورات نووية روسية في ظلّ محادثات متعثّرة

تتصاعد التوتّرات بين روسيا والغرب في ظلّ استمرار الحرب على أوكرانيا، حيث أعلن وزير الخزانة الأميركي فرض عقوبات جديدة على شركتَيْن روسيتَيْن كبيرتَيْن لدعمهما آلة الحرب الروسية. وفي الوقت نفسه، تستمرّ المحادثات بين الرئيسَيْن الروسي والأميركي رغم التحدّيات، بينما تستعرض روسيا قوتها النووية عبر مناورات عسكرية تهدف إلى تأكيد جاهزيتها وسط أجواء توتّر دولي متصاعد.
هذه التطورات تعكس حالة عدم الاستقرار الإقليمي والدولي التي تحيط بالنزاع في أوكرانيا، وتبرز الصعوبات التي تواجه الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة.
وفي التفاصيل، أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، أمس، عن فرض عقوبات على أكبر شركتَيْن روسيتَيْن في قطاع النفط، مشيرًا إلى أنّ السبب يعود إلى “رفض الرئيس فلاديمير بوتين إنهاء هذه الحرب العبثية” في أوكرانيا.
وأوضح بيسنت أن العقوبات المفروضة على شركتَيْ “روسنفت” و”لوك أويل” تأتي نتيجة تمويلهما للآلات الحربية للكرملين، في حين يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إنهاء النزاع المستمرّ منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في شباط 2022.
ووصف وزير الخزانة الأميركي تصرفات بوتين بأنّها لم تكن صادقة مع ترامب، قائلًا في تصريح لقناة “فوكس بيزنس”: “لم يأتِ الرئيس بوتين إلى الطاولة بشكلٍ صادق وواضحٍ كما كنّا نأمل”.
وأضاف بيسنت أنّ ترامب “يشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء تطورات المحادثات”.
من جهتها، أكدت روسيا أن التحضيرات لعقد قمّة بين الرئيسين بوتين وترامب لا تزال مستمرة، رغم إعلان ترامب في اليوم السابق عن تأجيل اللقاء إلى أجل غير مسمّى.
وأعرب ترامب بشكلٍ متزايدٍ عن استيائه من رفض روسيا الموافقة على وقف إطلاق النار في الصراع الذي يستمرّ منذ نحو أربع سنوات في أوكرانيا، بعد فشله في إقناع بوتين بالتخلّي عن مطالبه الصعبة.
وكانت عُقدت قمّة بين الرئيسين في ألاسكا في آب الماضي، لكنّها لم تسفر عن أي اتفاق لإنهاء الحرب.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن ترامب نيته عقد لقاء مع بوتين في بودابست، لكنّه ألغى الخطة الثلاثاء، موضحًا أنه لا يرغب في الدخول في “محادثات غير مثمرة”.
وفي الوقت نفسِه، أشرف بوتين الأربعاء على اختبار شامل للقوات النووية الروسية في البر والبحر والجو، لتأكيد جاهزيتها وبنية القيادة.
وتضمن الاختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز “يارس” من قاعدة فضائية، بالإضافة إلى إطلاق صاروخ باليستي من نوع “سينيفا” من غواصة نووية في بحر بارنتس، وصواريخ كروز نووية من قاذفات استراتيجية.
وتُجري روسيا هذه المناورات بشكل دوري بهدف اختبار قدرات قواتها النووية، وتذكير خصومها بأنّها تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، في ظلّ توتّرات متصاعدة بين الشرق والغرب.