أورتاغوس إلى بيروت برسائل حاسمة ومهلة زمنية محددة… فهل يتحرّك لبنان قبل فوات الأوان؟!

تترقب الساحة اللبنانية زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، وسط مناخ إقليمي متوتر. وتأتي الزيارة بعد جولة ميدانية لأورتاغوس على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي، ما يضفي على مهمتها طابعًا سياسيًا وأمنيًا بالغ الدقة، خصوصًا أنها تسبق اجتماع اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (الميكانيزم)، الذي يُنتظر أن يشكل محطةً مفصليةً في تحديد مسار المرحلة المقبلة من المفاوضات والتهدئة.
وفي التفاصيل، يُنتظر أن تصل أورتاغوس إلى بيروت قادمة من تل أبيب، تمهيدًا لمشاركتها في اجتماع اللجنة الخماسية الموكلة بالإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (الميكانيزم)، المزمع عقده الأربعاء المقبل. ولم تُسجّل بعد أي مواعيد لقاءات لها لدى المسؤولين اللبنانيين، حسبما قالت مصادر لـ”الشرق الأوسط”.
وأشارت مصادر لجريدة “الأنباء الالكترونية” إلى أن أورتاغوس ستنقل إلى المسؤولين اللبنانيين نتائج اتصالاتها مع المسؤولين الإسرائيليين، وهي تقوم على أمرين: الأول يتعلق بحصرية السلاح، والثاني بموقف لبنان من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وأنها قد تُمهل المسؤولين حتى نهاية الأسبوع لتسليم جوابهم النهائي الى الموفد الأميركي توم بارّاك الذي يزور لبنان في الأول من تشرين الثاني المقبل.
وتوقّعت المصادر أن تكون أجواء اجتماع لجنة “الميكانيزم” الأربعاء المقبل بحضور أورتاغوس حاسمةً لأن العضو اللبناني فيها قد يثير مسألة الخروق الاسرائيلية، بعد أن ارتفع مجموع القتلى الذين استهدفتهم إسرائيل منذ سريان اتفاق وقف اطلاق النار الى 370 قتيلًا معظمهم ينتمون إلى “حزب الله”.
في حين قالت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” إن زيارة أورتاغوس من شأنها أن تجيب عن اسئلة تتصل بكيفية تفعيل عمل لجنة الميكانيزم، ولفتت الى ان لبنان الرسمي سبق أن اعلن أهمية تفعيل هذا العمل ودعا الى تفعيل الاتصالات للضغط على اسرائيل لوقف خروقاتها المستمرة.
إلى ذلك، ذكرت هذه المصادر أن أورتاغوس بدورها ستطلع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على مهمتها وما تحمله من أفكار من أجل التقدم في هذه اللجنة.
وفي هذا السياق، نُقل عن مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية” تأكيدها، انّ الرسالة الأميركية التي تحملها أورتاغوس تتخطّى ملف حصرية السلاح إلى إيجاد آلية للتفاوض مع إسرائيل.
وأشارت هذه المصادر إلى أنّ الرسالة تحمل “هامشًا زمنيًا غير بعيد”، ما يعني أنّ المهلة المحدّدة لاتخاذ إجراءات ملموسة قد تكون “أسابيع وليس أشهرًا”. ولفتت المصادر إلى أنّ هذه الرسالة، تحمل إشارات واضحة إلى الأطراف اللبنانية حول حدود المهلة الزمنيّة وأهمية تحركهم السريع، مما يعكس الضغوط الدولية المستمرة على لبنان لتسريع التوصل إلى حل سياسي وأمني للأزمة القائمة.
جولة إسرائيلية عند الحدود مع لبنان برفقة أورتاغوس
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد جال، الأحد، عند الحدود مع لبنان، برفقة أورتاغوس، وفق بيان صدر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، حيث زارا القيادة الشمالية والحدود اللبنانية، بمشاركة السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هكابي، والسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل ليتر، وقائد القيادة الشمالية رافي ميلو، وممثلي القيادة المركزية الأميركية، وممثلي مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
وذكر البيان أن “قادة الجيش الإسرائيلي أطلعوا، في بداية الزيارة، وزير الأمن، والمبعوثة أورتاغوس على أنشطة حزب الله ومحاولاته لإعادة بناء بنيته التحتية العسكرية في لبنان”. وذكر أن كاتس وأورتاغوس “جالا لاحقًا، على الحدود اللبنانية…. حيث اطّلعا على الأراضي اللبنانية، واستمعا من القادة الميدانيين إلى جهود الجيش الإسرائيلي الدفاعية والهجومية في المنطقة، بما في ذلك القضاء على عنصرين من حزب الله خلال الزيارة”.
وأضاف البيان أن كاتس “شكر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والمبعوثة أورتاغوس، شخصيًا على دعمهما ومساندتهما لسياسة دولة إسرائيل في حماية حدودها ومناطقها تجاه لبنان، وأكد أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن المناطق الشمالية، ضد أي تهديد”.




