هل تبدأ شرارة تطهير المخيمات بعد مقتل إيليو؟


خاص 28 تشرين الأول, 2025

حادثة شاتيلا يجب أن تكون الإنذار الأخير للسلطة السياسية في لبنان، لتبسط سيطرتها على كامل التراب اللبناني وتدخل إلى جميع المخيمات وتجردها من أي سلاح مهما كلّفها الأمر، تمامًا كما حصل في مخيم نهر البارد، مع فارق زمني طويل، ومع اختلاف الأسباب، لكن، تبقى النتيجة واحدة

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

حادثة مؤلمة جدًا هزّت الرأي العام وأودت بحياة شابٍ واعد في ربيع العمر، “جريمته” الوحيدة أنّ الـ”غوغل ماب” لم تكن تعلم أنّ تلك “الزاروبة” هي بوابة العبور إلى الحياة الأبدية بكبسة زر من عنصر نازح يحمل سلاحًا غير شرعي، في بلد شرّع أبوابه ليستقبل من هجّرتهم الحروب، ويدفع أغلى الأثمان من اتفاق القاهرة مرورًا بكل الحروب، وصولًا إلى مقتل الشاب المغدور إيليو أبو حنا، الخارج لتوِّه من جامعة الروح القدس إلى حياة لم يكن يعلم أنها معبدة برصاصات الغدر.

وعلى الفور، تحركت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لكشف ملابسات الحادثة المؤلمة، والتي تُثبت أنّ الحادث لم يكن مدبرًا ولم يكن عملية استدراج أو محاولة خطف أو سرقة، لكنه ببساطة نتيجة وجود سلاح غير شرعي لا يمكن تبرير حمله بأي شكل من الأشكال، مهما كثرت الاستنكارات.

حادثة شاتيلا يجب أن تكون الإنذار الأخير للسلطة السياسية في لبنان، لتبسط سيطرتها على كامل التراب اللبناني وتدخل إلى جميع المخيمات وتجردها من أي سلاح مهما كلّفها الأمر، تمامًا كما حصل في مخيم نهر البارد، مع فارق زمني طويل، ومع اختلاف الأسباب، لكن، تبقى النتيجة واحدة، وهنا يصحّ المثل: تعددت الأسباب والموت واحد.

مصادر مطلعة أكدت لـ”هنا لبنان” أنّ الجريمة المروعة لن تمر مرور الكرام، ولن تنتهي بتسليم مطلق النار ومحاكمته وسجنه.. ويجب أن تكون الشرارة للانتهاء من أي وجود مسلح في المخيمات أو خارجها.

على الدولة بكامل أجهزتها أن تتحرك في هذا الاتجاه، لعدم تكرار ما حدث، على قاعدة “اليوم إيليو بكرا مين”.

بدا ملفتًا ما قاله والد إيليو في أول تعليق على خسارته إبنه الوحيد: “ماذا أجيب شقيقته إن سألتني لماذا لا يحق لنا التجوال على أرضنا، وكيف لمن احتضنتهم أرضنا أن يقتلونا بسلاح ليس سلاح الجيش وعلى أرض لبنانية في عاصمتنا بيروت”؟

سؤال يختصر كل ما قيل أو سوف يقال، وعلى كل مسؤول في هذه الدولة أن يضع نفسه موضع والد إيليو، لنعرف كيف ستكون ردة فعله لا سمح الله.

الرأي العام ينتظر من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء تعليمات صارمة تصب في خانة إنهاء هذه المهزلة “المعضلة” مهما كلف الأمر ومهما بلغت التضحيات..

على كل مسؤول أن يتصرف من منطلق أنّ “ولده” معرّض في أي وقت لما أصاب إيليو أبو حنا وعائلته المفجوعة وجامعته (الروح القدس) التي شعرت بخسارة ولد من أولادها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us