واشنطن تؤكد تمسّكها بوقف النار في غزة… رد إسرائيلي محدود وبضوء أخضر أميركي!

شهدت الساعات الأخيرة حراكًا دبلوماسيًا أميركيًا مكثفًا حول قطاع غزة، حيث شددت واشنطن على تمسّكها باتفاق وقف إطلاق النار، معتبرة إياه إنجازًا حساسًا على الصعيد الدبلوماسي. في الوقت نفسه، أوضحت الإدارة الأميركية موقفها الداعم لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسط إشارات إلى حدود محسوبة للرد على حماس، في محاولة للحفاظ على استقرار التهدئة ومنع انهيار الاتفاق، كما أعلن الجيش الإسرائيلي استئناف وقف النار وسط تهديد بالعودة للقصف بحال خرقت حماس الاتفاق.
وفي التفاصيل، أعلن الجيش الإسرائيلي استئناف وقف النار. وأوضح الجيش في بيان اليوم الأربعاء أن قواته ستواصل تطبيق اتفاق غزة، لكنه شدد في الوقت عينه على أنها “سترد بقوة على أي خرق”، وفق تعبيره.
كما أضاف أنه “استهدف أكثر من 30 مسلحاً في مستويات قيادية في غزة“.
بدوره، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس من أن “لا حصانة لأي من قادة حركة حماس”. وأكد أن كل “من يهاجم جنود بلاده وينتهك الاتفاق سيدفع الثمن كاملاً“.
كما أشار إلى أن “الجيش تلقى تعليمات بالتعامل بقوة ضد أي هدف لحماس”. ولفت إلى أن القوات الإسرائيلية هاجمت منذ أمس عشرات البنى العسكرية في غزة.
أتى ذلك، بعدما أشار مسؤول إسرائيلي مطلع في وقت سابق اليوم إلى أن الهجمات شارفت على الانتهاء. وأكد أن القوات الإسرائيلية هاجمت جميع الأهداف التي كانت على قائمتها في القطاع، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
وكانت قد، أكدت الإدارة الأميركية خلال الساعات الماضية تمسّكها باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرةً إياه إنجازًا دبلوماسيًا بالغ الحساسية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبيل وصوله إلى كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء، إنّ “لا أحد يعرف ما الذي حدث للجندي الإسرائيلي، لكن الجانب الإسرائيلي أفاد بأنه تعرّض لإطلاق نار من قناص، وردّت قواته على ذلك، وأعتقد أن لهم الحق في فعل ذلك”، مضيفًا في الوقت نفسه أنّ “لا شيء سيعرّض اتفاق غزة للخطر”.
وفي السياق نفسه، ألمح نائبه جي دي فانس مساء أمس إلى “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، مؤكداً في المقابل أنّ “الاتفاق ما زال صامدًا رغم بعض الخروقات”، في إشارة فسّرها مراقبون على أنّها ضوء أخضر أميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرد على حركة “حماس” ضمن حدود محسوبة ومدروسة.
ضغط أميركي
من جهتهم، كشف مسؤولون إسرائيليون أنّ الأميركيين أعربوا خلال اتصالاتهم مع نتنياهو أمس عن خشيتهم من ردّ إسرائيلي عنيف قد يهدّد بانهيار الاتفاق، مشيرين إلى أنّه “من الأفضل اعتماد نهج أكثر حذرًا وذكاءً يمكن أن يزيد الضغط على حماس لإعادة جثث الرهائن القتلى”، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية.
وأضاف المسؤولون أنّ المحادثات التي جرت بين مكتب نتنياهو والبيت الأبيض قبيل الهجوم الإسرائيلي على رفح، شهدت ضغوطًا أميركية مكثفة لثني إسرائيل عن ردّ قاسٍ على ما اعتُبر مماطلة من حماس في تسليم جثث الرهائن.
وفي هذا الإطار، اقترح مستشارو البيت الأبيض أن يوجّه ترامب إنذارًا جديدًا وأكثر صرامة إلى حماس، لإعادة جثث الرهائن الذين تتوافر معلومات عن أماكن وجودهم خلال أيام قليلة.
في المقابل، أكد مسؤول إسرائيلي أنّ “الضربات الأخيرة على غزة لن تؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار، بل ستساهم في تنفيذ الاتفاق بشكل كامل”.
مواضيع ذات صلة :
فريق مصري يدخل غزّة لاستخراج جثث الرهائن… وإسرائيل تعتبر أنفاق حماس “هدفها الاستراتيجي”! | رقابة أميركية مشدّدة لحماية اتفاق غزّة “الهشّ” وسط توتّر داخلي إسرائيلي! | إسرائيل تتسلّم رفات رهينة من غزة |




