“الميكانيزم” يعود إلى الواجهة: واشنطن تطرح صيغةً جديدةً للحوار الأمني وتثبيت وقف إطلاق النار

لبنان 30 تشرين الأول, 2025

في ظلّ الحراك الدبلوماسي المتسارع الذي يشهده لبنان لاحتواء التوتر على الجبهة الجنوبية، برز في الساعات الأخيرة حديث متجدّد عن تفعيل لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار (الميكانيزم) كإطار عملي لمعالجة الملفات العالقة مع إسرائيل. هذا التوجّه، الذي ناقشته المستشارة الأميركية مورغان أورتاغوس مع كبار المسؤولين اللبنانيين، حظي باهتمام واسع لكونه يُطرح كـ”حلّ وسط” يتيح استئناف البحث في القضايا الأمنية والعسكرية ضمن آلية متعددة الأطراف، من دون إحراج داخلي، ومن غير تجاوز الثوابت الوطنية.

وفي التفاصيل، رأت مصادر لـ”الأنباء الالكترونية” في حديث أورتاغوس عن المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، أو من خلال اقتراحها توسيع “الميكانيزم” بشخصيات مدنية رفيعة المستوى، الحل الأنسب الذي يوافق عليه المسؤولون اللبنانيون، من دون أن يشكل ذلك إحراجًا لهم، وهو ما قد يوافق عليه “حزب الله” أيضًا. وكان الرئيس بري قد ألمح الى اعتماد مفاوضات “الميكانيزم” قبل أسبوع.

وتوقعت المصادر أن يجري تطعيم لجنة “الميكانيزم” بثلاث شخصيات رفيعة المستوى يفترض أن تمثل الرؤساء الثلاثة وقد تكون من بين الوزراء في الحكومة أو من وجوه مستقلة ومعروفة بتجرّدها واستقلاليتها، مضيفةً أن لبنان قد يشترط للموافقة على تكليف شخصيات مدنية للمشاركة في “الميكانيزم” انسحاب اسرائيل من النقاط الخمس كبادرة حسن نية لجدّية المفاوضات، لكن ذلك يتطلّب ضغطًا أميركيًا مشابهًا تمامًا للضغوط التي مارسها الرئيس دونالد ترامب على رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو للقبول باتفاق شرم الشيخ.

المصادر اعتبرت أن عرض “الميكانيزم” الذي ناقشته أورتاغوس مع المسؤولين اللبنانيين يعد الفرصة الأخيرة التي قد توفر على لبنان المواجهة مع اسرائيل، وهذا يتوقف على مدى قبول “حزب الله” بفكرة التخلي عن سلاحه.

من جانبه قال مصدر لـ”الجمهورية”: “بخصوص المفاوضات المباشرة، فموقفنا معروف برفضها شكلًا ومضمونًا، حيث هناك إطار موجود لمناقشة كل الامور، في لجنة “الميكانيزم” التي تضمّ ضباطًا اميركيين، وضباطًا فرنسيين، وقيادة “اليونيفيل”، وثلاثة ضباط لبنانيين وثلاثة ضباط إسرائيليين، يعني لجنة خماسية تشكّل المكان المناسب لإثارة كل الامور ومعالجتها، وبالتالي لا توجد حاجة لأي اطار آخر”.

“الميكانيزم” والإشادة بالجيش

وكان الاجتماع الثاني عشر للجنة الاشراف على وقف الأعمال العدائية على لبنان (الميكانيزم) قد عقد أمس وذلك للاطلاع على التقدم الذي أحرزه الجيش اللبناني في الحفاظ على ترتيبات وقف هذه الأعمال وتعزيز جهود نزع السلاح في لبنان.
وفي هذا السياق، وزعت السفارة الاميركية بيانًا أشارت فيه إلى أن جميع الأعضاء المشاركين في اللجنة أكّدوا التزامهم المشترك بدعم الاستقرار في لبنان، واتفقوا على تنظيم اجتماعاتهم بشكل أكثر منهجية.

وأوضح البيان أن رئيس اللجنة الجنرال جوزيف كليرفيلد قال إن احترافية الجيش اللبناني والتزامه جديران بالملاحظة، مضيفًا: “لقد شاهدته ينفذ مجموعة واسعة من العمليات بدءًا من توفير الحماية لحصاد الزيتون، وصولًا الى عمليات معقدة لتجديد موقع منشاَت خبيثة، ما يعكس أداء قوة الجيش اللبناني وعزيمته الراسخة لتأمين مستقبل وطنه”.

وقالت المستشارة أورتاغوس: “إننا نواصل متابعة التطورات في لبنان، ونرحب بقرار الحكومة وضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة بحلول نهاية العام. ويتعين على الجيش اللبناني الآن تنفيذ خطته بشكل كامل”.

وختم البيان مشيرًا الى ان “لجنة الإشراف على وقف الأعمال الحربية (الميكانيزم) لا تزال تضطلع بدور محوري في رصد الالتزامات التي تعهد بها كل من إسرائيل ولبنان، والتحقق منها، والمساهمة في إنفاذها”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us