وسط الوسطاء والتوتّرات الإقليمية… المفاوضات النووية الإيرانية – الأميركية بين الرسائل والنفي!

وسط استمرار التوتّرات الإقليمية والتطورات المتلاحقة حول البرنامج النووي الإيراني، تتباين التصريحات بين طهران وواشنطن بشأن إمكانيّة استئناف المفاوضات. ففي حين أشارت الحكومة الإيرانية إلى تلقّي دعوات من واشنطن لإعادة إطلاق المحادثات، جاء نفي وزارة الخارجية الإيرانية ليؤكّد عدم انطلاق أي جولة تفاوضية رسميّة حتى الآن، ما يعكس حساسيّة الموقف وتعقيد العلاقات بين الطرفين.
فبعد أن أكّدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أمس، تلقّي طهران رسالةً من واشنطن لاستئناف المفاوضات، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أي بدءٍ لعملية تفاوضية بين البلدين.
وأوضح بقائي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، اليوم الاثنين، أنه “خلال زيارة تخت روانجي إلى سلطنة عُمان، لم يتمّ نقل أي رسالة من الجانب الأميركي إليه”.
وفي الوقت نفسه، اعتبر أنّ “استمرار الوسطاء في جهودهم ومحاولاتهم لتقريب وجهات النظر يعد أمرًا شائعًا وطبيعيًا”.
وأشار إلى وجود تبادل للرسائل عبر الوسطاء، لكنّه شدد على أنّ “ذلك لا يعني في أي حالٍ من الأحوال انطلاق العملية التفاوضية بين إيران والولايات المتحدة”.
دعوات لاستئناف المحادثات
وكانت المتحدثة باسم الحكومة كشفت، أمس الأحد، أنّ طهران تلقّت دعوات لاستئناف المحادثات النووية. وقالت مهاجراني في تصريحات صحافية، إن وزارة الخارجية تلقّت رسائل لاستئناف المفاوضات.
أتت تلك التصريحات، بعدما أعلن وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، خلال جلسة نقاش ضمن فعّاليات مؤتمر حوار المنامة السنوي الذي ينظّمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين، السبت، أنّ بلاده “ترغب في رؤية استئناف للمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة”.
وأوضح أنّ بلاده استضافت خمس جولات من المحادثات بين واشنطن وطهران هذا العام، لافتًا إلى أنّه “قبل ثلاثة أيام فقط من الجولة السادسة، التي كان يمكن أن تكون حاسمةً، أطلقت إسرائيل قنابلها وصواريخها في عملٍ تخريبيّ غير قانوني وفتّاك”، بحسب وكالة “فرانس برس”.
يذكر أن الجانبَيْن الإيراني والأميركي عقدا سابقًا 5 جولات من المحادثات غير المباشرة حول الملف النووي، وفيما كان يستعدّ الوفد الإيراني للجولة السادسة، شنّت إسرائيل حربًا في يونيو/حزيران الماضي، استمرّت 12 يومًا، واستهدفت مواقع عسكرية ونووية إيرانية، كما اغتالت عشرات العلماء النوويين.




