أوكار المخدرات انتقلت من شاتيلا إلى برج البراجنة والمريجة… ماذا بعد “مسرحية” مطاردة الأمن الفلسطيني لها؟!

التنسيق كان كاملًا مع الأمن الفلسطيني ما ساهم في هروب التجّار من شاتيلا إلى برج البراجنة، حيث لا تتخطّى المسافة بين المخيّمَيْن الكيلومترات القليلة، وغابت كلّ مظاهر الرقابة والملاحقة بشكلٍ علنيّ، الأمر الذي أطلق الفضيحة وجعل المخيّمات ساحاتٍ مفتوحةً لنشاطات غير قانونية.
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
عاد مخيّم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين ليبرز من جديد كمرتعٍ للمخدرات، وبؤرةٍ أمنيةٍ تضمّ كل أنواع المهرّبين والمطلوبين للعدالة، وتجّار المخدرات الذين يشتبكون في معظم الأحيان ضمن معارك تُستخدم فيها كلّ أنواع الأسلحة، التي من المفترض أن تكون قد سُلّمت في أواخر شهر آب الماضي إلى الجيش اللبناني، ضمن دفعات من السلاح سُلّمت من بعض المخيّمات الفلسطينية. لكن على ما يبدو، فقد تمّ تسليم جزءٍ بسيطٍ وغير صالحٍ وفق المعلومات التي انتشرت في اليوم التالي، بعد مشاهدة عددٍ ضئيلٍ جدًّا من الشاحنات التي حوت أسلحةً، والدليل تلك المعارك التي حصلت قبل فترة وجيزة في مخيّم شاتيلا بين تجّار المخدرات، الذين كانوا يشعلون المخيّم بالنيران كلّ فترة، الأمر الذي استدعى تدخّلًا من قوات الأمن الفلسطيني، فسيطرت على الأماكن الخفية من مخابئ ودهاليز كانت تُستعمل لترويج المخدرات.
في هذا الإطار، لا بدّ من التذكير بحادثة مقتل شابة لبنانية في 27 تشرين الأول الماضي، أمام ما يُعرف بـ”غرفة المخدرات” في مخيّم شاتيلا، والتي نُقلت جثتها إلى مستشفى الساحل وجرى إخفاء كلّ الدلائل التي تشير إلى كيفية حصول الجريمة، ليتبيّن لاحقًا أنّها قُتلت على يد أحد أبرز بائعي المخدرات في المخيّم. كما أنّ مقتل الشاب إيليو أبو حنا على حاجز فلسطيني في شاتيلا قبل ساعات من مقتل الشابة، بسبب عدم امتثاله للتوقف، يُلقي الضوء من جديد على عدم نزع سلاح المخيّمات بالجدّية المطلوبة، ويطرح سؤالًا حول كيفية مقتل مواطن لبناني على حاجز فلسطيني غريب في قلب العاصمة بيروت؟ الأمر الذي يستدعي الإسراع في سيطرة الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية، مع نزع كل سلاحٍ غير شرعيّ وتنفيذ حصرية السلاح بيد الدولة فقط.
بالتزامن مع هاتَيْن الجريمتَيْن وبعد تكاثر الشكاوى من قاطني المخيّم، استنفرت قوات الأمن الفلسطيني بالتنسيق مع الجيش اللبناني، لتنفيذ حملةٍ أمنيةٍ تستهدف شبكات ترويج المخدرات، فكانت النتيجة هروب تجار السمّ الأبيض إلى مخيّم برج البراجنة والمريجة، فاُقفلت تلك الأوكار وانتشرت أخبار عن ملاحقة المطلوبين، فيما ووفق معلومات “هنا لبنان”، كان التنسيق حاضرًا بين الطرفَيْن من خلال الإشارات المسرّبة لتفكيك شبكات الترويج، ورحيلها قبل مداهمتها من قبل الأمن الفلسطيني، حيث كشفت المعلومات أنّ أوكار المخدرات في مخيّم شاتيلا كانت متصلةً ببعضها من خلال سلالم حديدية وممرّات خفيّة بين المنازل للهروب عند الحاجة.
إلى ذلك، ما زالت قوات الأمن الفلسطيني تتباهى بالسيطرة على المبنى المختصّ بالترويج في مخيّم شاتيلا، مع إعلانها المتواصل عن عملها في إطار الرصد والمراقبة، لكن ما نفع كل هذا طالما بات المروّجون في برج البراجنة والمريجة في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يوجد تجمّع للاجئين الفلسطينيين يُعرف بـ”تجمّع المريجة” ويحوي العديد من المطلوبين للعدالة، ممّا يعني أنّ الآفة انتقلت إلى مكان آخر ولم يحصل أي تغيير سوى بالمكان، وبالتالي فالمخاطر ما زالت سائدة والمطلوب إجراءات أمنية غير مسبوقة من الجيش اللبناني لملاحقتهم، خصوصًا أنّهم ينتشرون في مناطق أخرى من ضمنها قرى بقاعية وصولًا إلى الحدود السورية، حيث لا رقابة بل معابر غير شرعية يتنقّل ضمنها هؤلاء، ويسترزقون من خلال موت شبّانٍ في ربيع العمر.
في غضون ذلك، ووفق معلومات “هنا لبنان”، فالتنسيق قائم بين بعض المجموعات الفلسطينية لتهريب تجّار المخدرات، وهؤلاء يعملون بغطاءٍ سياسيّ من جهات فلسطينية معروفة، ما يمنع سيطرة الأمن والقانون إلّا على قلّة توجد داخل المخيّمات، فيما الكلمة للفاعلين ولمن يقوم بالنشاطات الممنوعة. وأُفيد بأنّ التنسيق كان كاملًا مع الأمن الفلسطيني ما ساهم في هروبهم إلى برج البراجنة، حيث لا تتخطّى المسافة بين المخيّمَيْن الكيلومترات القليلة، وغابت كلّ مظاهر الرقابة والملاحقة بشكلٍ علنيّ، الأمر الذي أطلق الفضيحة وجعل المخيّمات ساحاتٍ مفتوحةً لنشاطات غير قانونية، بالتزامن مع “مسرحية” المطاردة التي أُسدلت الستارة عليها بعد ساعاتٍ قليلةٍ جدًّا!.




