حادثة “مغارة جعيتا” تتفاعل: جدل بيئي وشعبي واسع وقرارات حاسمة لوزارة السياحة!

أثار حفل زفاف أُقيم داخل مغارة جعيتا موجةً واسعةً من الجدل والاستنكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقاطع مصوّرة توثّق احتفالًا فاخرًا نُظِّم في عمق أحد أبرز المعالم الطبيعية في البلاد وأهم الوجهات السياحية البيئية في الشرق الأوسط.
وأظهرت المقاطع المنتشرة ضيوفًا يصلون عبر القوارب إلى أعماق الكهف حيث أُقيم الاحتفال، وسط أضواء ملوّنة وموسيقى صاخبة انعكست على جدران المغارة الكلسية المعروفة بتكويناتها الدقيقة. كما بدت الزينة الممتدّة على الممرّات الحجرية مشهدًا غير مألوف في موقع يخضع لحماية بيئية مشددة ويُعدّ رمزًا وطنيًا للبنان.
وعلى هذا الأثر، أعلنت وزيرة السياحة لورا الخازن لحود “إقفال معلم مغارة جعيتا السياحي بصورة موقتة، حيث تمّ تشكيل لجنة خبراء تضم ممثلًا عن النادي اللبناني للتنقيب في المغاور تهدف إلى الكشف عن أي ضرر قد لحق بمقدرات المغارة الآنفة الذكر والناجم ضمنًا عن مخلفات إحياء حفلة زفاف فيها”.
وتعهّدت، في حديث إلى “صوت لبنان”، بـ”وضع إمكانات دوائر وزارة السياحة كافة في خدمة استكمال مسار التحقيق وإبصاره النور عملًا بقرار رئيس الحكومة نواف سلام”، مؤكدةً “اتخاذ أقصى التدابير القانونية والإدارية المرعية الإجراء إزاء المخالفين والمرتكبين حمايةً للمعلم السياحي المشار إليه وحقوق الدولة والشعب اللبناني”، لافتة إلى “تسريع الخطى الآيلة إلى إنجاز مضمون دفتر الشروط الخاص بآليات إشغال المواقع السياحية والأثرية المحلية”.
حقيقة الفيديو المتداول عن وزيرة السياحةا
بعد التداول بفيديو لوزيرة السياحة لورا لحود في مغارة جعيتا، أوضحت الوزارة في بيان أنّ الفيديو المعني تم تصويره خلال الافتتاح الرسمي لمغارة جعيتا في 21 تموز.
ولفتت الوزارة إلى أنّ مجموعةً صغيرةً من الموسيقيين كانت حاضرة لعزف موسيقى خلفية هادئة بهذه المناسبة، بالتنسيق التام مع الفريق وتحت إشراف الخبراء الذين قادوا حفل إعادة افتتاح المغارة.
وقالت: “أي تفسير آخر مضلّل ومجتزأ من سياقه، ويُرجى التأكد من المعلومات ومصادرها قبل نشرها، شكرًا لتعاونكم”.
“البيئة” تتحرّك
وكانت وزارة البيئة قد أعلنت في بيان، أنّها “تتابع ببالغ الاهتمام ما تم تداوله عن الحادثة التي طالت مغارة جعيتا، هذا الموقع الطبيعي الفريد والمصنّف وطنيًا كمعلم طبيعي وسياحي يستوجب أعلى درجات الحماية والعناية”.
وأوضحت الوزارة أن “مغارة جعيتا تخضع إداريًا وتنظيميًا لسلطة وزارة السياحة التي تتولى التنسيق المباشر مع بلدية جعيتا والجهات المعنية فيما يتعلق بإدارة وتشغيل الموقع. أمّا وزارة البيئة، فلا صلاحيات تنفيذية مباشرة لها في إدارة المغارة، إلّا أنّها معنية بمتابعة الآثار البيئية المحتملة لأي حادث أو نشاط قد يطال هذا المعلم”.
وأشارت إلى أنه “في هذا الإطار، ستشارك عبر خبراء متنوّعين في اللجنة التي تم تشكيلها من أجل تقييم الآثار البيئية الناتجة عما حصل، وتقديم التوصيات العلمية اللازمة لضمان حماية الموقع والمحافظة على سلامة تكويناته الجيولوجية”.
وختمت مؤكدةً حرصها الدائم على “صون الثروات الطبيعية وتعزيز التعاون والتنسيق بين الوزارات والمؤسسات المعنية لما فيه المصلحة العامة”.
وزارة السياحة توضح
في أعقاب الضجّة، كانت وزارة السياحة اللبنانية قد أصدرت بيانًا رسميًا أوضحت فيه أنّ إدارة المرفق السياحي تخضع حاليًا لعقدٍ بالتراضي مع بلدية جعيتا، يتيح للأخيرة تشغيل المغارة موقتًا والإشراف على صيانتها بعد فترة من الإقفال القسري الذي شهدته في الأشهر الماضية.
وجاء في البيان أنّ رئيس بلدية جعيتا كان قد طرح “شفهيًا” على وزيرة السياحة لورا الخازن لحود فكرة إقامة احتفال داخل المغارة، من دون تقديم تفاصيل مكتوبة أو تحديد طبيعة النشاط، مشيرةً إلى أنّ الوزيرة شدّدت في حينه على ضرورة تقديم طلب رسمي خطي إلى الوزارة قبل الموافقة على أي نشاط داخل الموقع.
وأكدت وزارة السياحة أنها ستوجّه إلى بلدية جعيتا كتاب إنذار رسمي يوضح المخالفات الإدارية والقانونية التي رافقت إقامة الحفل، مع التشديد على أن الوزارة تتحمّل كامل مسؤولياتها في حماية المعلم الوطني والإشراف على تشغيله بما يضمن الحفاظ على بيئته الفريدة من أي ضرر دائم.
وشدّد البيان على أنّ المغارة تُعدّ “كنزًا طبيعيًا للبنان وموردًا سياحيًا يجب التعامل معه بأقصى درجات الحذر والمسؤولية”، مؤكدةً أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه المخالفات مستقبلًا.
مواضيع ذات صلة :
إقفال مغارة جعيتا موقتاً… وزيرة السياحة توضح السّبب | بعد حفلة مغارة جعيتا… “البيئة” تتحرّك | بعد الاحتفال بعرس داخل مغارة جعيتا.. “السياحة” توضح |




