رسالة حزب الله مكتوبة بالحبر الإيراني… ردّ عابر للقارات من طهران: أنا ساحة المفاوضات!


خاص 7 تشرين الثانى, 2025

الحزب يسعى إلى إعادة بناء قدراته السياسية، والتأكيد أمام بيئته أنّه قادر على عرقلة المفاوضات وإن اضطرّه ذلك إلى استخدام الشارع، إن من خلال التظاهر أو من خلال حركةٍ على غرار فعّالية الروشة أو 7 أيار جديد، بدعمٍ إيرانيّ وبعض القوى السياسية في لبنان.

كتبت إليونور أسطفان لـ”هنا لبنان”:

شكّلت الرسالة المفتوحة التي وجّهها حزب الله إلى كلٍّ من رئيس الجمهورية ورئيسَيْ مجلسَيْ النواب والوزراء خضّةً على الساحة الداخلية، خصوصًا لناحية التوقيت الحسّاس الذي يرتفع فيه التهديد الإسرائيلي للبنان، والذي يعمل رئيس الجمهورية جاهدًا لإبعاد الكأس المرّة عن البلاد. كما أنّ الردّ الإسرائيلي لم يتأخر كثيرًا، إذ عادت نغمة التحذيرات لعددٍ من القرى الجنوبية، والاستهدافات لما اعتبرته إسرائيل مراكزَ للحزب.

فالحزب في رسالته كان واضحًا لجهة رفضه تسليم السلاح والدخول في المفاوضات، ما يعني فعليًّا العرقلة والدخول في مستنقع جديد كما حصل في محطات كثيرة، ما سيؤدّي حتمًا إلى إعطاء واشنطن الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بعمل عسكري كبير بدأت تجلّياته تظهر فيما جرى مساء أمس في الجنوب، خصوصًا أنّ ردّ الحزب لا يأتي فقط على الدولة اللبنانية، بل على الأميركيين والإسرائيليين على حدٍّ سواء.

وفي هذا الإطار، تُشير مصادر سياسية، عبر “هنا لبنان”، إلى أنّ هذه الرسالة ليست وليدة ساعتها، بل تحمل نكهةً إيرانيةً، خصوصًا أنه كان مدروسًا من النواحي السياسية والميدانية وكل ما يحيط بها.

ولفتت المصادر إلى أنّ أكثر من جهة سياسية تؤكد أن البيان صدر من طهران، وحمل في طيّاته الكثير من الرسائل السياسية لقطع الطريق على المفاوضات، واصفةً الوضع بما كان عليه في عهد الاحتلال السوري عندما قطع الرئيس حافظ الأسد الطريق على اتفاق 17 أيار، وطلب من حلفائه آنذاك في لبنان إلغاءه.

واعتبرت المصادر أنّ التاريخ اليوم يُعيد نفسه، فإيران تسعى إلى عرقلة المفاوضات التي من الممكن أن تجري بين لبنان وإسرائيل بطريقةٍ غير مباشرةٍ، كي تكون هي مَن يفاوض عن حزب الله، لا سيّما في ضوء الاتصالات التي تقوم بها مع الولايات المتحدة الأميركية لإعادة وضع المفاوضات النووية على سكّة البحث، مُشدّدةً على أنّ طهران مدركة تمامًا أنّ أيّ مفاوضات، سواء أكانت مباشرة أو غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، ستؤدّي حتمًا إلى انتفاء دورها كلّيًا في لبنان بعدما فقدت الورقة السورية والعراقية، إضافةً إلى سقوط حركة حماس في غزّة، وبالتالي لم تعد تملك سوى ورقة الحزب للضغط بها.

وتتابع المصادر: “أمّا حزب الله، فهو اليوم في مرحلة المناورة السياسية، حيث يسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب، وإلى أخذ حصته والخروج بشروطه بعد أن خسر حربه مع إسرائيل، وأُجبر على التراجع إلى ما بعد الليطاني، حيث يسعى إلى إعادة بناء قدراته السياسية، والتأكيد أمام بيئته أنّه قادر على عرقلة المفاوضات وإن اضطرّه ذلك إلى استخدام الشارع، إن من خلال التظاهر أو من خلال حركةٍ على غرار فعّالية الروشة أو 7 أيار جديد، بدعمٍ إيرانيّ وبعض القوى السياسية في لبنان، كما يمكنه أن يعمل على تجييش بعض القوى السياسية الأصولية لإعادة شدّ العصب داخل الطائفة الشيعية”.

وعليه، تؤكد المصادر أنّ ما قبل رسالة حزب الله لن يكون كما بعدها، وبالتالي فإنّ لبنان بات اليوم أمام مفترق طرق، لا سيّما أن التصعيد الإسرائيلي كان متزامنًا ومترافقًا مع بيان حزب الله، وبمعنى أوضح أنّ هذا الردّ الذي حصل والذي سيتفاعل إنّما جاء ردًّا على بيان حزب الله، تزامنًا مع قناعة باتت راسخةً لدى المجتمع الدولي بأنّ الدولة تتلكّأ في موضوع السلاح، حيث باتت اللعبة مفتوحةً على الأصعدة والاحتمالات كافّة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us