رسالة “مفخخة” من “الحزب” للرؤساء الثلاثة.. والرئيس عون يؤكد: “لا خيار إلّا التفاوض”!

لا يزال المشهد السياسي في لبنان “معكّراً”، بسبب رسالة حزب الله، التي حملت بين سطورها المكتوبة بحبر إيراني، الكثير من العنهجية والتهديد والتلويح باستئناف الحرب.
الحزب الذي توّجه إلى الرؤساء الثلاثة بكتاب طويل أخفى خلف حروفه المنمقة نبرة تهديدية، حذّر من “التورط والانزلاق إلى أفخاخ تفاوضية مطروحة”، معتبراً أنّها تمنح “المزيد من المكتسبات لمصلحة الجيش الإسرائيلي الذي يأخذ دائماً ولا يلتزم بما عليه، بل لا يعطي شيئاً”.
ورأى الكتاب: “أن لبنان معني راهناً بوقف الحرب، وليس معنياً على الإطلاق بالخضوع للابتزاز العدواني والاستدارج نحو تفاوض سياسي مع الجيش الإسرائيلي على الإطلاق، فذلك ما لا مصلحة وطنية فيه وينطوي على مخاطر وجودية تهدد الكيان اللبناني وسيادته”.
واشار إلى أنّ “موضوع حصرية السلاح لا يُبحَث استجابة لطلب أجنبي أو ابتزاز إسرائيلي وإنما يُناقَش في إطار وطني يتم التوافق فيه على استراتيجية شاملة للأمن والدفاع وحماية السيادة الوطنية”.
ملخص رسالة الحزب أو الكتاب المفتوح، أو مهما كانت مسمياته، لا يمكن وضعه إلّا في إطار التصعيد السياسي وضرب سيادة الدولة وقطع الطريق على أيّ محاولة لمنع الإنجرار مجدداً إلى حرب مفتوحة!
إلى ذلك، سجّلت أوساط رسمية عبر “الجمهورية” استياءً رئاسياً من كتاب “حزب الله” إلى الرؤساء الثلاثة، مشيرة إلى أنّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تحديداً، الذي كان ينتظر أن يتبلّغ مساء أمس الأول ردّ الحزب على موضوع التفاوض عبر بعض الأقنية الرسمية، فوجئ بأنّ الردّ جاء عبر جهاز العلاقات الإعلامية في الحزب.
في السياق، وتعليقاً على هذه الرسالة المفتوحة، رأت مصادر سياسية مطلعة لـ”الأنباء”، أنّ “رئيس الجمهورية ومن خلال مبادرته للتفاوض لمنع الدخول في الحرب مجدداً يمارس حقًّا منحه له الدستور اللبناني”.
وأضافت المصادر: “إنّ الدول هي صاحبة القرار بالتفاوض من عدمه. لطالما اتفق الرؤساء الثلاثة على هذا الخيار، كما أنّ حزب الله هو من فاوض على قرار وقف إطلاق النار من خلال الرئيس نبيه بري، ووافق على تسليم سلاحه والانسحاب من جنوب لبنان، ووقف أعماله العسكرية على الأراضي اللبنانية كافة، وبالتالي لا يحقّ له اليوم الانقلاب على الدولة وقرار وقف إطلاق النار”.
وأشارت المصادر إلى أنّ “توقيت توجيه حزب الله لرسالته، مرتبط بالنقاش المحتدم حول قانون الانتخابات بحيث يرفض الحزب تصويت المغتربين، كما أنه يريد تحقيق مكتسبات سياسية داخلية مقابل تسليم سلاحه، وبالتالي فإنه يخشى من التحولات المتسارعة في المنطقة التي قد تفوّت عليه ذلك”.
في حين أوضحت مصادر مطلعة لـ”نداء الوطن” أنّ مثل هذه الرسائل، تضع لبنان اليوم على شفير فقدان الدولة ومؤسساتها من الوجود على خريطة المجتمعين الدولي والعربي.
ولفتت المصادر إلى أنّ إصرار “الحزب” على مصادرة قرار الدولة وتوريط لبنان في مواجهات لا قرار له فيها، يستوجب ردًّا عمليًا حاسمًا وحازمًا في ملفي السلاح والتفاوض من السلطة التنفيذية.
وأشارت المصادر إلى أنّ الرد الواضح على بيان “الحزب” حول المفاوضات أتى من رئيس الجمهورية في خلال جلسة مجلس الوزراء، حيث أكد الاستمرار بالمفاوضات، موضحة أنّ ثمة قناعة لدى المسؤولين جميعًا وليس عون وحده بأن لا حل إلا بالتفاوض، وما حصل من غارات في الجنوب يؤكد أنّ الحل الدبلوماسي هو الخيار الأفضل.




