هدنة إنسانية تلوح في أفق السودان وسط تحفّظات حكومية ومخاوف من نوايا “الدعم السريع”!

عرب وعالم 8 تشرين الثانى, 2025

في ظلّ المساعي الإقليمية والدولية لوقف النزاع المستمر في السودان، برزت مؤشرات جديدة إلى إمكانيّة التهدئة بعد إعلان قوات “الدعم السريع” موافقتها على مبدأ الهدنة الإنسانية. وجاءت المواقف الحكوميّة لتؤكد انفتاح الخرطوم على أي مبادرة تهدف إلى إنهاء المعاناة الإنسانية، شرط أن تراعي السيادة الوطنية وتلتزم بالقوانين الدولية.

وفي هذا السياق، بعد إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على مبدأ الهدنة الإنسانية، أكد المستشار الإعلامي في وزارة الخارجية السودانية، عمار العركي، أنّ الحكومة السودانية “لا تتحفّظ على الهدنة بأبعادها الإنسانية”.
وأوضح العركي، في حديث لإذاعة “سبوتنيك”، اليوم السبت، أنّ “الحكومة منفتحة على هذه الهدنة، شرط أن تراعي السيادة الوطنية والضوابط والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان”.
وأشار إلى أن “تحفّظ الحكومة لا يتعلّق بمبدأ الهدنة، بل بإمكانيّة أن تستخدم قوات الدعم السريع هذه الموافقة كحجّةٍ لإعادة ترتيب أوضاعها العسكرية والسياسية”.
ولفت إلى أنّ “تلك القوات سبق أن رفضت كلّ نداءات مجلس الأمن ومبادرات الحكومة، بينما وافقت على الهدنة الآن بعد سيطرتها على دارفور، وفي ظلّ الجرائم التي أدانها المجتمع الدولي”.
وأضاف المستشار أن “القيادة السودانية تعتزم المضي في مسارات قانونية ودبلوماسية وعسكرية للاقتصاص لضحايا الانتهاكات، وفقًا لقوانين الاشتباك والمواثيق الدولية”.

هدنة إنسانية مقترحة بوساطة دولية

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، الخميس الماضي، موافقتها على مبادرة الهدنة الإنسانية التي طرحتها مجموعة الرباعية الدولية (السعودية، الإمارات، مصر، والولايات المتحدة)، وتنصّ على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، تمهيدًا لبدء حوار سوداني – سوداني يؤدّي إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلّة خلال تسعة أشهر.

في المقابل، صرّح مسؤول عسكري سوداني بأن الجيش يرحّب بمقترح الرباعية، لكنّه لن يوافق على الهدنة إلا بعد انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق المدنية وتسليم الأسلحة، وفقًا لمقترحات السلام السابقة، بحسبما نقلت وكالة “أسوشيتد برس”.

ويشهد السودان منذ منتصف نيسان 2023 صراعًا مسلحًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفر عن أكثر من 40 ألف قتيل، ونزوح نحو 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، وسط أزمة إنسانية حادّة ونقص حادّ في الغذاء.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us