في أحد تجديد البيعة.. صلوات لتكريس الإيمان والمسؤولية تجاه الوطن

في وقت يمر لبنان بأحلك الأزمات، ربما يكون الإيمان هو الطريق الأمثل للخروج من واقعه المرير. وعليه، تتركز الاحتفالات والصلوات على تجديد الإيمان والالتزام الروحي، وارتباط هذه القيم برسالة السلام والعدالة، مع التأمل في دور الفرد والمجتمع في تعزيز الصدق والمسؤولية الوطنية.
وفي هذا الإطار، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد تجديد البيعة في بكركي، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، وحضور السفير الأوكراني ووفد رسمي وشخصيات دبلوماسية ومؤمنين. وفي عظته، أوضح الراعي أنّ هذا العيد يشكّل محطة لتجديد العبادة والإيمان في الكنيسة، شبيهًا بذكرى تجديد العبادة في هيكل أورشليم، داعيًا المؤمنين للوقوف أمام المسيح وتجديد الاعتراف بأنّه “ابن الله الحي”.
ووجّه الراعي تحية خاصة للوفد الأوكراني وصلّى من أجل السلام في أوكرانيا، التي تعاني الحرب والدمار والتهجير، مؤكدًا أنّ الكنيسة مدعوة دائمًا لترسيخ قيم السلام والعدالة في العالم. كما استذكر المرحوم عواد أبي عاد، طالبًا الراحة نفسه والعزاء عائلته.
وشدّد في عظته على أنّ الإيمان الحقيقي لا يقوم على الأقوال بل على الأعمال والشهادة لله من خلال المحبة والرحمة والحق. وربط هذا المعنى بواقع لبنان، معتبرًا أنّ أزمته الاقتصادية والمؤسساتية ليست قدرًا محتومًا، بل نتيجة خيارات بشرية افتقدت للأمانة الوطنية ووضع المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية. ودعا المسؤولين والمواطنين إلى تجديد ضميرهم الوطني والالتزام ببناء دولة قائمة على الصدق والعدالة.
كما تطرّق إلى قضية التلاعب بالامتحانات في أحد فروع الجامعة اللبنانية، موضحًا أنها حادثة موضع معالجة، ومشددًا على أهمية الحفاظ على سمعة المؤسسة الوطنية التي تضم أكثر من ستين ألف طالب وتتمتع بمكانة أكاديمية مرموقة.
وفي ختام العظة، صلّى الراعي كي يجدّد الله الإيمان في القلوب ويحفظ لبنان وشعبه من الانقسام والنزاعات.
من جانبه، توقف المطران إلياس عودة في عظته عند معجزة شفاء نازفة الدم وإقامة ابنة يايرس، موضحًا أنها تكشف قوة الإيمان الحي الذي يلامس المسيح فينال منه الشفاء والحياة الجديدة. فرأى في النازفة رمزًا للنفس المتألمة التي تلجأ إلى المسيح باتضاع وثقة، وفي ابنة يايرس إعلانًا أنّ الموت ليس نهاية بل عبورًا إلى الحياة الأبدية.
وربط المطران بين هذه النصوص وتعليم القديس نكتاريوس الذي حمل صليب الألم والظلم بصبر ومحبة، فحوّل جراحه إلى مصدر شفاء للآخرين، مؤكدًا أنّ الإيمان الحقيقي هو الثقة بأنّ المسيح حاضر حتى في الصمت والتأخر الظاهري في الاستجابة.
وانتقل إلى الواقع اللبناني، فشبه معاناة اللبنانيين بما عاشته النازفة من ألم طويل، نتيجة الحروب والفساد والانهيار واللامحاسبة. ودعا الدولة إلى اتخاذ خطوات حاسمة بدل الاستمرار في التردد، أسوة بالنازفة التي بادرت إلى ملامسة المسيح فنالت الشفاء.
وختم بأنّ الإيمان ليس شعورًا مؤقتًا بل مسيرة ثبات وثقة، تتجلى بالصلاة رغم الصمت، والمحبة رغم الظلم، والعمل الجاد، وحمل الصليب للوصول إلى القيامة والشفاء.
مواضيع ذات صلة :
دعوات إلى الإصلاح والعدالة وفتح القلوب من الراعي وعودة في عظات الأحد | عودة: مسيرة الخلاص صعبة لكنها تقود إلى التحرر من أسر الخطيئة ونير الإستعباد للشر | المطران عودة عرض وباراك للأوضاع |




