أحمد مالك: فيلم “كولونيا” الأقرب لقلبي

يواصل الفنان أحمد مالك ترسيخ مكانته كواحد من أبرز الوجوه الشابة في السينما المصرية والعربية، بفضل اختياراته الجريئة وميله الدائم إلى تقديم شخصيات مركبة تطرح أسئلة أكثر مما تقدم إجابات. من بداياته وصولاً إلى أحدث أعماله “كولونيا”، ظل مالك حريصاً على خوض مغامرات سينمائية تتجاوز حدود المألوف، ما جعله أحد الأصوات الجديدة التي تمزج بين الحس الإنساني والوعي الاجتماعي في الأداء والاختيار.
وفي تصريحات لـ”العربية.نت”، قال الفنان أحمد مالك إن فيلم “كولونيا” يُعد من أقرب المشاريع إلى قلبه، موضحاً أنه يقدم من خلاله شخصية مختلفة تماماً عما اعتاد الجمهور رؤيته. وأضاف أن الفيلم يتناول عالماً شديد الخصوصية، يمزج بين القسوة والحنين، ويطرح تساؤلات حول الهوية والانتماء والذاكرة في سياق إنساني مفتوح على أكثر من قراءة.
تحدٍ فني ونفسي
وأشار مالك إلى أن تجربته في “كولونيا” كانت تحدياً على المستويين الفني والنفسي، إذ يتناول الفيلم قصة شاب وعلاقته مع والده، يواجه صراعاً داخلياً مع ذاته ومع الماضي الذي يحاول نسيانه. وقال إن أكثر ما جذبه في الدور هو عمقه النفسي وحقيقة أن الشخصية لا تنتمي إلى الأبيض أو الأسود، بل تتحرك في منطقة رمادية تعكس هشاشة الإنسان في مواجهة الخوف والذنب.
وتحدث مالك عن علاقته بالفنان كامل الباشا داخل الفيلم، مؤكداً أن التعاون بينهما أضاف إلى التجربة عمقاً إنسانياً كبيراً. وأوضح أن العلاقة بين الشخصيتين في “كولونيا” هي علاقة معقدة تجمع بين الأب والابن، تقوم على التوتر العاطفي والصراع الداخلي أكثر من المواجهة المباشرة.
وأضاف أن الباشا من الفنانين الذين يمتلكون حضوراً قوياً وإحساساً صادقاً، مما جعل المشاهد المشتركة بينهما محمّلة بطاقة شعورية عالية.
وأشار مالك إلى أن القصة نفسها كانت من أكثر العوامل التي جذبته للمشاركة، لأنها تتناول تصدّع العلاقة بين جيلين في ظل واقع قاسٍ يجعل التواصل بين الأبناء والآباء محفوفاً بالأسئلة والخيبات، معتبراً أن الفيلم في جوهره رحلة بحث عن المصالحة مع الماضي أكثر منه حكاية درامية تقليدية.
“الغربة الداخلية”
كما أعرب مالك عن سعادته بعرض الفيلم في مهرجان الجونة السينمائي، مشيراً إلى أن المهرجان أصبح منصة مهمة للأفلام التي تبحث عن لغة مختلفة في السرد البصري. وأوضح أن المشاركة في المهرجان تمنح العمل فرصة للوصول إلى جمهور متنوع، وأنه يعتز كثيراً بوجود الفيلم في هذه الدورة لما يحمله من طاقة إنسانية صادقة.
وأكد مالك أن “كولونيا” لا يقدم إجابات جاهزة، بل يفتح الباب أمام التأمل في معنى الغربة الداخلية، والقدرة على التعايش مع الماضي.




