لبنان يرحّب بالخطوة السعودية المرتقبة: بوادر انفراج تجاري وتفاؤل رسمي

لاقَت الخطوة السعودية المُرتقبة ترحيبًا واسعًا من مختلف الأوساط السياسية في لبنان، باعتبارها مؤشرًا إيجابيًا إلى عودة الزخم إلى العلاقات الثنائية وفتح صفحة جديدة من التعاون بين بيروت والرياض. وفي التفاصيل، كشف مسؤول سعودي رفيع المستوى لوكالة “رويترز” أَنَّ وفدًا سعوديًا سيزور لبنان قريبًا لبحث إزالة العوائق التي تُعطّل الصادرات اللبنانية إلى المملكة، مشيرًا إلى أَنَّ الرياض تُتابع عن كثب التطورات المتصلة بضبط الحدود ومنع التهريب.
في هذا السياق، نوّه رئيس الجمهورية جوزاف عون بالموقف السعودي لتعزيز العلاقات التجارية مع لبنان.
وقال الرئيس عون: “نحن بانتظار المملكة، وحماية لبنان تأتي من محيطه العربي”.
كما صدر عن وزارة الداخلية والبلديات أحمد الحجار البيان الآتي: “لبنان يُرحب دائمًا بالأشقاء السعوديين والخطوة السعودية المرتقبة رسالة إيجابية الى كل العالم، وبداية الطريق أمام مرحلة جديدة من ازدهار لبنان واستقراره.
نمتلك الإرادة الصلبة لتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية وتطويرها ، فلبنان كان وسيبقى في عمق الحضن العربي، مُتمسكًا بروابطه الأخوية مع الدول الشقيقة، وعلى رأسها المملكة.
لقد تحقّقت إنجازات مهمّة في الآونة الأخيرة على صعيد بسط سلطة الدولة، وتعزيز الاستقرار، ومكافحة تهريب المخدرات، وضبط الحدود، وستتواصل هذه الجهود بإذن الله”.
وأعرب السفير السعودي وليد بخاري، بعد زيارته مقر نقابة المحررين، عن سعادته بلقاء مجلس النقابة، مشيدًا بـ”دور النقابة الوطني والصحافي وروح المسؤولية التي تتحلّى بها”، ولفت الى أن “لبنان هو بلد رسالة، وليس قليلًا أن تكون أول زيارة للبابا لاوون إلى الخارج له”، مشيرًا الى أنّ “لبنان مقبل على خير كبير، ولست أرى تشاؤمًا”.
وردًّا على سؤال، أكّد بخاري أنّ المملكة “تقف إلى جانب لبنان وجميع اللبنانيين، وهي منفتحة على مكوّناته كافة ويهمّها استقراره وازدهاره، وهي تدعمه وستشهد الايام المقبلة إِنْ شاء الله نتائج هذا الدعم”.
من جهته، اعتبر رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، أنّ “إعلان المملكة العربية السعودية عن خطوات لتعزيز العلاقات التجارية مع لبنان أكثر ما يحتاجه لبنان وهي مبادرة تفتح جميع الأبواب لا سيما الأبواب الاقتصادية والتعاون التي فقدها لبنان منذ زمن طويل، وهي مبادرة مهمّة في هذا التوقيت على طريق استعادة العلاقات الضرورية بين لبنان والمملكة العربية السعودية. وننظر الى هذا الأمر بالكثير من الاهتمام وننتظره منذ انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون وتشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام”.
واعتبر كنعان، في حديثٍ الى قناة “الحدث”، أنّ “الزيارة يجب أن يُبنى عليها وموضوع التبادل التجاري بين لبنان والسعودية ودول الخليج يُعيد ثقة اللبنانيين والأشقاء العرب والأجانب بالاقتصاد اللبناني وهو أمر ضروري في مرحلةٍ يسعى لبنان لبناء مؤسّساته واستعادة ثقة الدولة على كامل الأرض”.
ولفت كنعان الى أنّ “مُعدّل الاستثمارات في موازنة لبنان اليوم التي تناقش في لجنة المال والموازنة لا تتخطى 11% في ضوء غياب الثقة في الوضعَيْن المالي والاقتصادي. والثقة تحتاج الى مبادرات كبيرة على غرار ما تقوم به المملكة. وهذه المبادرة تعزّز عملية الاستثمار وتفتح الأبواب لزيادة معدل الاستثمارات فيصبح لبنان قادرًا على الدفع بمعدلات النموّ قدمًا وتمويل مشاريع اساسية يحتاجها”.
وأشار كنعان الى أنّ “لبنان اتّخذ خطوات عدة على صعيد استعادة سلطته والمراقبة الشديدة للحد من عمليات التهريب وقد وضعت المرافئ تحت رقابة شديدة وبدأت عملية الحدّ من التهريب. لذلك نرى أن المبادرات، ومنها السعودية، تأتي بناءً على معطيات ملموسة وهو ما يحتاج الى دعم وتقدير. وبالتالي، ما يحصل وما نرتقبه من زيارة الى لبنان يصب في هذه الخانة”.
كما كتب النائب ايهاب مطر عبر منصة “إكس”: ” دائما نتطلّع الى السعودية باعتبارها الأخ الأكبر للبنان إذ كانت خير سند له في شدائده الكثيرة، لذا أفرحنا الإعلان عن نيّتها اتخاذ خطوات وشيكة لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، من مُنطلق أنّ حكومتنا وقوى الأمن أظهرت كفاءةً في الحدّ من تهريب المخدرات خلال الأشهر القليلة الماضية. وفي هذه الأيام الصعبة، وسط السيناريوهات المُتشائمة للبنان، يأتي هذا الإعلان ليرفع روح التفاؤل عند اللبنانيين بأنّهم ليسوا متروكين وحدهم وسط العواصف وأنّ يد “مملكة الخير” ممدودة لهم في كلّ ما ينفع استقرارهم السياسي والاقتصادي، طالما التزمنا بمنع استخدام بلدنا منصةً لتهديد أمن الأخوة العرب”.
بدورِه، كتب رئيس الهيئات الاقتصادية ورئيس “تجمع كلنا بيروت” الوزير السابق محمد شقير على حسابه عبر منصة “إكس”: “نُثَمِّنُ عاليًا المبادرةَ الهامةَ للمملكة العربية السعودية بالإعلان عن اتخاذ خطوات قريبة لإعادة تصدير المنتجات اللبنانية إلى أسواقها. وباسمي وباسم الهيئات الاقتصادية والقطاع الخاصّ اللبناني، أتوجّه بالشكر الجزيل إلى القيادة السعودية على هذا القرار الذي طال انتظاره، آملين أن يشكّل بدايةً لعودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي، وخصوصًا لجهة عودة الاستثمارات السعودية والأشقاء السعوديين إلى بلدهم الثاني لبنان. كما نقدّر عاليًا إشادة المملكة بأداء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة اللبنانية، وهو ما يشكّل مؤشرًا إيجابيًا إلى استعادة الثقة العربية والدولية بلبنان، هذه الثقة التي تُعدّ الممرّ الإلزامي لتعافي بلدنا ونهوضه. مرة جديدة، كلّ الشكر لمملكة الخير التي وقفت ولا تزال تقف إلى جانب لبنان في السرّاء والضرّاء”.
من جهته، أوضح وزير الزراعة نزار هاني أن “الحكومة قدمت الاقتراح المعجّل المكرر بشأن قانون الانتخاب، بهدف تشجيع مجلس النواب على الالتئام وإقراره”، مُشدّدًا على “وجوب إِجْرَاءِ الانتخابات في موعدها”.
وبالنسبة الى الملف الأمني مع إسرائيل، رأى هاني في حديث الى “صوت كل لبنان” أنّ “لبنان يقوم بخطوات متقدمة جدًا عبر تنفيذ خطة الجيش لحصر السلاح، إذ بدأت تصل هذه الإيجابية إلى شركاء لبنان الذين دخلوا على خط الوساطة”، لافتًا إلى “الرسالة الإيجابية من جانب السعودية”.
وعوّل على “الرسالة السعودية الأخيرة”، آملًا في “ترجمتها عبر عودة الرعايا السعوديين الى لبنان قريبًا”، ورأى أنّها تأتي في هذا السياق، وأنَّ القطاع الزراعي اللبناني سيعاني من أزمة تصريف كبرى إذا لم يتمّ فتح الخط البري من السعودية باتجاه الخليج، خصوصًا ان الصادرات الزراعية والغذائية الأكبر الى السعودية”.
وكان رئيس الحكومة نواف سلام قد كتب، عبر منصة “إكس”، رسالة تقدير إلى المملكة العربية السعودية وقيادتها، مؤكّدًا حرص الرياض الدائم على استقرار لبنان وازدهاره. وأشار إلى المبادرة الطيّبة التي أعلنتها المملكة، والقاضية بالاستعداد لاتخاذ خطوات قريبة هدفها تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين ورفع العوائق أمام الصادرات اللبنانية. كذلك، ثمّن عاليًا تقدير السعودية لجهود رئيس الجمهورية والحكومة في منع استخدام لبنان منصةً لزعزعة أمن الأشقاء العرب، وفي مكافحة تهريب المخدرات.




