تصعيد عنيف على الجبهة الروسية – الأوكرانية… كييف تستهدف منشآت نفطية وموسكو ترد بهجوم “هائل”!

تشهد الحرب الروسية – الأوكرانية موجةً جديدةً من التصعيد العنيف، مع تبادل الطرفين هجمات جوية واسعة بالطائرات المُسيّرة والصواريخ، استهدفت منشآتٍ حيويةً ومراكز مدنية على جانِبَيْ الجبهة. وبينما تتسارع المواجهة الجوّية فوق البحر الأسود وداخل المدن الكبرى، ترتفع المخاوف الدولية من اتساع رقعة الصراع، خصوصًا مع تأكيد كييف استخدام صواريخ بعيدة المدى وتزايد الخسائر البشرية والمادية في كلا البلدين.
وفي آخر التطورات، هاجمت طائرات مُسيّرة أوكرانية ميناء نوفوروسيسك العملاق على البحر الأسود في روسيا، الليلة الماضية، ممّا تسبّب في نشوب حريق في محطة نفط.
وفي وقتٍ سابقٍ، قال مسؤولون روس إنّ هجومًا أوكرانيًا بطائرات مُسيّرة وقع، في وقت مبكر من اليوم الجمعة، ألحق أضرارًا بسفينةٍ ومبانٍ سكنيةٍ ومستودع نفط في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود.
وأضافوا أنّ الهجوم تسبّب أيضًا في إصابة ثلاثة من أفراد طاقم السفينة.
وقالت قيادة العمليات في منطقة كراسنودار على “تيليغرام” إنّ أفراد الطاقم الثلاثة المصابين يتلقّون العلاج في المستشفى.
وأضافت أنّ شظايا المُسيّرات أصابت أربع شقق على الأقل، ممّا أدّى إلى تحطّم النوافذ لكن من دون وقوع إصابات.
وقالت خدمة الطوارئ الإقليمية على تطبيق “تيليغرام”، في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، إنّ سقوط حطام طائرة مُسيّرة تسبّب في نشوب حريق في المستودع الروسي الواقع في محطة شيخاريس النفطية التابعة لشركة “ترانسنفت”، كما ألحق أضرارًا بسفينة راسية ومبانٍ سكنية. وبحسب السلطات المحلية، تسبّب الهجوم أيضًا في إصابة ثلاثة من أفراد طاقم السفينة.
وتمّ إخماد الحريق بعد نشر أكثر من 50 وحدة من معدّات مكافحة الحرائق في الموقع، طبقًا لما ذكرته السلطات، لكن لم تقدّم أي تفاصيل بشأن الأضرار.
من جهة أخرى، قال مصدران لوكالة “رويترز” إنّ ميناء نوفوروسيسك أوقف صادرات النفط اليوم، بينما أوقفت شركة “ترانسنفت” إمدادات الخام إلى الميناء.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، إنّ كييف استخدمت صواريخ كروز من طراز “لونغ نبتون” لضرب أهدافٍ في روسيا خلال الليل.
وكتب زيلينسكي على منصّة “إكس”: “استخدم محاربونا بنجاح صواريخ من طراز لونغ نبتون خلال الليل لقصف أهدافٍ محددةٍ على الأراضي الروسية، وهذا هو ردّنا العادل تمامًا على الإرهاب الروسي المتواصل”، بحسب تعبيره.
وتابع: “الصواريخ الأوكرانية تحقّق نتائج مهمةً ودقيقةً بشكل متزايد كل شهر تقريبًا”.
وفي هذا الإطار، أفادت وكالة “رويترز”، اليوم الجمعة، بأنّ صادرات النفط من ميناء نوفوروسيسك الروسي توقفت بسبب هجوم بمسيرات.
وقالت مجموعة “ديلو”، المشغّلة لمحطة حاويات في ميناء نوفوروسيسك الروسي، اليوم الجمعة، إنّ حطام طائرة مُسيّرة سقط على المحطة مما أدّى لاندلاع حريق.
وأضافت أنّه تمّ إخماد الحريق ولم تقع إصابات نتيجة للهجوم، وأنّ المحطة تعمل بشكل طبيعي، وفقًا لـ “رويترز”.
وارتفعت أسعار النفط بما يتجاوز 2% اليوم الجمعة بعد أن ألحق الهجوم الأوكراني أضرارًا بمستودع نفط في ميناء نوفوروسيسك الروسي على “البحر الأسود”.
فبحلول الساعة 02:27 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.34 أو 2.13% دولار إلى 64.35 دولارًا للبرميل، فيما زاد خام “غرب تكساس الوسيط الأميركي” 1.40 دولار أو 2.39% إلى 60.09 دولار للبرميل.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أنّها أسقطت أكثر من 200 مُسيّرة أوكرانية، ليل الخميس – الجمعة. وذكرت الوزارة على تيليغرام “خلال الليلة الماضية، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي ودمّرت 216 مُسيّرة أوكرانية من بينها 66 فوق منطقة كراسنودار و45 فوق ساراتوف” في جنوب روسيا.
وشنّت روسيا هجومًا “هائلًا” على كييف، أحدث انفجارات عديدة في العاصمة الأوكرانية، حيث دوّت صفارات الإنذار تحذيرًا من غارة جوية، حسب صحيفة “أوبشيستفينويه.نوفوستي” المحلية.
وبحسب الصحيفة شملت “المنطقة الحمراء” عددًا من المقاطعات الأخرى، من بينها دنيبروبتروفسك وكييف وأوديسا وسومي وخاركوف وتشيرنيغوف.
وشنّت القوات الروسية هجومًا “هائلًا” بطائرات مُسيّرة وصواريخ على كييف، ما أسفر عن سقوط ضحايا واستهداف مبانٍ وإحداث انفجارات وحرائق، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت أكثر من 200 مسيّرة أوكرانية ليل الخميس/الجمعة.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أنّ الصواريخ الروسية تستهدف كييف ومناطق أخرى.
وقال رئيس الإدارة العسكرية للمدينة تيمور تكاتشينكو “يقصف الروس مَبَانٍ سكنية… هناك العديد من المباني المرتفعة التي تضرّرت في كل أنحاء كييف، وفي كل منطقة منها”.
وسمع مراسلو وكالة “فرانس برس” دوي انفجارات قوية في وسط المدينة، وشاهدوا تفعيل أنظمة الدفاع الجوي ضدّ ضربات المُسيّرات والصواريخ.
وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، على تيليغرام “قوات الدفاع الجوي تعمل في كييف”، متحدثًا عن “هجوم واسع النطاق على العاصمة”، داعيًا السكان إلى دخول الملاجئ.
وقُتل شخص وأصيب ما لا يقل عن 15 آخرين في الهجوم، وفق جهاز الطوارئ الأوكراني الذي أفاد بأنّه أنقذ “أكثر من 40 شخصًا” من الحرائق والدمار في أنحاء المدينة.
وكان كليتشكو أعلن أنّ حرائق اندلعت في أحياء عدّة بعد الضربات، وتمّ استدعاء أجهزة الإنقاذ، لافتًا إلى أنّه من بين المصابين الذين نقلوا إلى المستشفى امرأة حامل، بالإضافة إلى رجل في “حالة خطرة”.
وأشار إلى أنّ “أجزاء من شبكات التدفئة تضرّرت في منطقة ديسنيانسكي، وبسبب حالة طوارئ في خط التدفئة الرئيسي، انقطعت التدفئة موقتا عن بعض المباني”.




