لبنان على حافة اشتعال جديد… عمليات إسرائيلية متوقّعة ومؤشرات ميدانية تنذر بمرحلة خطرة!

لبنان 15 تشرين الثانى, 2025

يشهد المشهد اللبناني–الإسرائيلي توتراً متصاعداً في المرحلة الأخيرة، مع تزايد التصريحات والعمليات الميدانية التي تعكس هشاشة الوضع الأمني على جانبي الحدود. فقد عادت لغة التهديد والاتهامات المتبادلة لتتصدر الواجهة، في ظل حديثٍ إسرائيلي عن استعدادات عسكرية متقدمة، مقابل تأكيدات أممية على خروقات مستمرة لقرارات الشرعية الدولية.

وفي هذه الاثناء استمر التهويل والتهديد الإسرائيلي بعمل عسكري ضد حزب الله، وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ الجيش الإسرائيلي يستعدّ لتنفيذ عملية هجومية محدودة ضدّ حزب الله في لبنان، تتضمّن سلسلة من الغارات الجوية على مواقع إنتاج السلاح المنتشرة في عددٍ من المناطق، ولا سيّما في منطقة البقاع ومدينة بيروت.

وبحسب التقرير، فإنّ المواقع التي يعلن الجيش الإسرائيلي استهدافها هي منشآت تحت الأرض أو داخل مناطق سكنية، تُستخدم من قبل الحزب لتحويل صواريخ غير موجّهة (بدائية) إلى صواريخ دقيقة، عبر تعديل رؤوسها الحربية وإضافة أنظمة توجيه متقدّمة. وتُقدّر إسرائيل أنّ حزب الله لا يزال يمتلك عشرات آلاف الصواريخ التقليدية، إلى جانب آلاف الصواريخ الدقيقة، فضلاً عن إنتاج آلاف الطائرات المسيّرة الانتحارية منذ انتهاء الحرب الأخيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ قدرة حزب الله الهجومية على التوغّل داخل الأراضي الإسرائيلية، وخاصة قوات “الرضوان” الخاصة، تشهد حالياً إعادة تنظيم، رغم الاتفاق الذي ينصّ على وقف إطلاق النار وانسحاب المقاتلين من مناطق الحدود. وأضاف التقرير أنّ الحزب يعود تدريجياً إلى مناطق قريبة من الخطّ الحدودي، لا سيّما في القطاع الممتدّ بين نهر الليطاني والحدود، وخصوصاً في مدن كبيرة مثل النبطية، حيث يجري إعادة انتشارٍ تدريجي لعناصره.

وأكدت الصحيفة أنّ الحديث عن “اتفاق أمني” مع الحكومة اللبنانية استند إلى قرار سياسي لبناني نادر اتُّخذ قبل نحو ستة أشهر يقضي بنزع سلاح حزب الله، غير أنّ الجيش الإسرائيلي اكتشف لاحقاً أنّ هذه المهمة تفوق قدرات الجيش اللبناني، وأنّها تتقدّم ببطءٍ شديد.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها: “مقابل كلّ قاذف صواريخ يصادره الجيش اللبناني من حزب الله، هناك قاذف آخر يتم تحويله في البقاع إلى منصّة لإطلاق صواريخ دقيقة”.

وأضافت المصادر: أنّ هناك “تساهلاً واضحاً من قبل الجيش اللبناني وتعاوناً غير مباشر في ما يُعرف بعملية “درع الجنوب” التي تنفّذها القوات اللبنانية، معتبرةً أنّ إسرائيل تضطرّ مراراً إلى تدمير منشآت إنتاج الأسلحة الاستراتيجية التابعة للحزب في البقاع، ومن ضمنها الموقع الذي تمّت مهاجمته هذا الأسبوع للمرة التاسعة منذ بدء وقف إطلاق النار.

وفي السياق، أعلنت قوات اليونيفيل في بيان أنه “في تشرين الأول الماضي، قامت قوات حفظة السلام بمسح جغرافي لجدار خرساني على شكل T أقامه جيش الدفاع الإسرائيلي جنوب غرب بلدة يارون”. وأوضحت أن المسح أكد أن “الجدار تجاوز الخط الأزرق، مما جعل أكثر من 4000 متر مربع من الأراضي اللبنانية غير متاحة للشعب اللبناني”. وقالت: أنها أبلغت الجيش الاسرائيلي بنتائج المسح مطالبة بنقل الجدار المذكور.

كما لفتت إلى أنه “في تشرين الثاني، لاحظ حفظة السلام أعمال بناء إضافية لجدار على شكل T في المنطقة، وأكد المسح أنّ جزءًا من الجدار جنوب شرق يارون تجاوز أيضًا الخط الأزرق”. وأكدت اليونيفيل أنها ستقوم بإبلاغ الجيش الإسرائيلي رسميًا بنتائج المسح هذا أيضًا، أما الجدار الجديد بين عيترون ومارون الراس فهو يقع جنوب الخط الأزرق.

وقالت: “إنّ الوجود الإسرائيلي وأعمال البناء في الأراضي اللبنانية تشكل انتهاكًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ولسيادة لبنان وسلامة أراضيه”.

وكانت “اليونيفيل” قد دعت إسرائيل،الجمعة، إلى “الوقف الفوري لهجماتها وجميع انتهاكات القرار رقم 1701″، و حثت “الجهات الفاعلة اللبنانية على الامتناع عن أي رد”. وقالت: إنّ الغارات الإسرائيلية في “طير دبا” و”الطيبة” و”عيتا الجبل” في منطقة عملياتنا جنوبي لبنان تعد انتهاكات واضحة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والوجود الإسرائيلي وأعمال البناء في الأراضي اللبنانية تشكل انتهاكاً للقرار 1701 ولسيادة لبنان.

لكن الجيش الإسرائيلي وردّاً على سؤال لوكالة فرانس برس في شأن هذا الاتهام، قال: إن “الجدار جزء من خطة أوسع نطاقاً بدأ تنفيذها العام 2022. منذ بداية الحرب، وفي إطار الدروس المستخلصة منها، وواصل الجيش اتخاذ سلسلة من الإجراءات، بينها تعزيز الحاجز المادي على طول الحدود الشمالية”.

وأضاف: ينبغي التأكيد أنّ الجدار لا يتجاوز الخط الأزرق الذي يشكل الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وكانت قد لفتت مصادر أمنية عبر “الأنباء الالكترونية” مواكبة للتطورات الميدانية مقارنة مع الاستعدادات الإسرائيلية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي من خلف الحدود لشن هجوم مباغت ضد “حزب الله” في أماكن وجوده في مناطق شمال الليطاني وفي الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، حيث تعتقد اسرائيل أنّ الحزب أعاد تسليح نفسه وأصبح جاهزاً لشن عمليات عسكرية باتجاه مستعمراتها الشمالية وفي مناطق عدة من البلاد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us