لبنان بين ضغوط الحرب ورهانات الوساطات… الدولة أمام امتحان السيادة والخيارات المصيرية!

تُواصل إسرائيل قرع طبول الحرب على الحدود الجنوبية، حيث تُصعّد خطابها العسكري في محاولةٍ واضحةٍ لفرض وقائع ميدانية جديدة، في وقت يواجه فيه لبنان، دولة ومؤسسات، تحدّيات كبيرة على مختلف الأصعدة.
وسط هذا المشهد المتوتّر، تتحرك القاهرة وباريس كل وفقًا لمقاربتها.
فالمبادرة المصرية تعود إلى الواجهة كمسارٍ قابل للحياة، مستندةً إلى شبكة اتصالات واسعة مع الأطراف اللبنانية والإسرائيلية على حدٍّ سواء، فيما تواصل باريس جهدها الدبلوماسي، على الرغم من تراجع زخم مبادرتها الأصلية، وعلى الرغم من أنّ كِلا الطرفين يدركان أنّ أي مسار سياسي لن ينجح ما لم تُجمّد اللعبة العسكرية أولًا، وما لم تفتح واشنطن نافذةً تُتيح تعاملًا أكثر تساهلًا ثانيًا.
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، أمام وفد مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف قصيفي “إنّه لا مبرّر على الإطلاق ألّا يكون موقف اللبنانيين موحّدًا حول ما قامت وتقوم به إسرائيل وما تضمره للبنان واللبنانيين”.
وقال: “أعطوني وحدةً، عندها لا خوف على لبنان مهما كانت التحديات من أي جهة أتت”.
وأكد “أن لا خوف من فتنةٍ داخليةٍ على الإطلاق”، قائلاً: “لا خلاص ولا مناص أمامنا إلّا الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة”.
ووصف الأزمة الراهنة التي يمرّ بها لبنان بأنّها “الأخطر التي يواجهها شخصيًا وكذلك هي الأخطر في تاريخ لبنان”.
إلى ذلك، برز تصريح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي رفع منسوب خطابه، مُحمِّلًا الدولة كما حزب الله مسؤوليّات تتجاوز الميدان، إلى طبيعة الخيارات الاستراتيجية للبلاد، مستندًا إلى شعورٍ متزايدٍ لدى معراب بأنّ لبنان يتّجه نحو لحظة مفصلية، تشبه في رأيها، “الامتحان الأكبر للدولة والسيادة”، مع ما يعتبره “الخيارات التي تجر لبنان إلى عزلة عربية ودولية”، وسبق له أن حذر منذ أشهر من مهلة السماح التي تنتهي نهاية السنة.
وبين هذا كلّه، يقبع اللبنانيون في انتظار القرار الكبير: هل تكتب المنطقة فصلًا جديدًا من الاشتباك؟ أم تذهب إلى تسويةٍ تعيد ترتيب الأدوار قبل الانفجار؟!.
مواضيع ذات صلة :
مكالمة هاتفية بين بوتين ونتنياهو | إسرائيل تخشى هجوماً لـ”الحزب”… وإجراءات جديدة عند الحدود | “الحزب” في جوف “الميكانيزم” |




