إحباط أخطر عمليات تهريب الكبتاغون إلى السعودية مُموَّهةً بعلب الدهان


خاص 17 تشرين الثانى, 2025

فِعْلُ المدّعى عليهم مُنْطَبِقٌ على جنايات المادتَيْن 335 و288 من قانون العقوبات، والمادة 125 من قانون المخدرات، وتمّت إحالتهم إلى المحاكمة أمام محكمة الجنايات في لبنان الشمالي، وتسطير مذكرة تحرٍّ دائمٍ توصُّلًا لبيان كامل هوية المدعوين الواردة أسماؤهم في إفادات المدّعى عليهم والشهود.

كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:

خمسة لبنانيين وسوري انخرطوا في عصابة مُنَظَّمَةٍ نشطت في تهريب وترويج حبوب الكبتاغون عبر الأراضي اللبنانية وخارجها. توزَّع هؤلاء المهمّات فيما بينهم، بين من تولّى تأمين الحبوب ونقلها من البقاع، وبين من قام بتوضيبها داخل غالونات الدهان تمهيدًا لشحنها بحرًا إلى الخارج لا سيما المملكة العربية السعودية.

هذا التهريب غير الشرعي الذي كان يتمّ عبر المرور بِدُوَلٍ وسيطة أحيانًا، كشف الطرق الاحتيالية والمُمَوَّهَةَ التي كان يعتمدها أفراد العصابة من دون أي اعتبار للإضرار بسمعة لبنان أو تعكير علاقاته بالدول الشقيقة.

٦ متورطين وضبط شحنة ضخمة

ادّعت النيابة العامة الاستئنافية في الشمال على المدّعى عليهم الستة “أ.ص” و”ب.ش” و”م.ج” (موقوفون) و”ح.ج” و”أ.ج” و”س.خ” (سوري)، بجرم “تأليف جمعية أشرار امتهنت الاتجار بالمخدّرات لا سيما حبوب الكبتاغون، وتهريبها دوليًا”. وبحسب التحقيقات فقد جهَّز أفراد العصابة كمية 1405 كلغ بقصد تهريبها الى السعودية للاتجار بها وتعكير صلات لبنان بالمملكة، وضُبطت الكمية في بلدة بخعون في 6 أيلول الماضي، بناءً للتنسيق بين الأجهزة المختصة في السعودية ومكتب مكافحة المخدرات المركزي، بعد أن كانت الجهات المختصة في المملكة ضبطت بتاريخ سابق 4 حاويات بداخلها 1111 كلغ من الكبتاغون أي ما يعادل 6.875.000 حبة، في ميناء جدّة، قادمة من طرابلس في لبنان.

استدعاء صاحب المؤسسة

على الفور، تَمَّ استدعاء صاحب المؤسسة التي تمّ التصدير باسمها المدعو “ع.م”، بعد أن تبيّن أنَّ الشحنة موضوع التحقيق كانت قد أُرْسِلَتْ بحرًا من مرفأ طرابلس إلى دولة الكويت، قبل أن تصل لاحقًا إلى أراضي المملكة.

وبالاستماع إليه، أفاد بأنّ صاحب الشحنة الفعلي هو المدّعى عليه الثاني “ب.ش” الذي حضر إلى مكتبه في طرابلس، منتصف شهر تموز الماضي، وطلب منه تحميل أربع حاويات سعة عشرين قدمًا بلوازم معجون ودهانات ونقلها من دوّار الملعب البلدي إلى مرفأ المدينة. وأضاف أن “ب.ش” أبلغه بأنّ شهادة براءة الذمّة العائدة لشركته منتهية الصلاحية، طالبًا منه التصريح عن البضاعة باسم شركته هو، فوافق على ذلك بعد أن أعلم مركز مخابرات المرفأ بالأمر. وأكّد أنّ عمليات التحميل جرت تحت إشراف الجهات المعنية، حيث وُضِعَتْ الرصاصات الجمركية على الحاويات قبل نقلها إلى المرفأ، ليتمّ شحنها بعد التنسيق مع شركة نقل بحري. وأضاف أنَّ الباخرة غادرت المرفأ بتاريخ 22 تموز، واستغرق وصولها إلى الكويت نحو 36 يومًا، مؤكدًا أنّ وجهتها النهائية كانت الكويت وليست السعودية.

اعترافات بالتوضيب والتهريب

تمكّن عناصر مكتب مكافحة المخدرات المركزي بالتنسيق مع فرع المعلومات، من تحديد مكان وجود “ب.ش”، حيث جرى رصده وتوقيفه أمام مكتب الكاتب العادل في طرابلس، وضبط هاتفه الخلوي. وبالتحقيق معه، اعترف بقيامه بعملية تهريب حبوب الكبتاغون إلى دولة الكويت ضمن الحاويات الأربع، مؤكدًا أنّ صاحب الشحنة الفعلي هو ابن بلدته “أ.ص” وأنّ للأخير شريكًا في سوريا يلقّب “أبو سمرة”. وأوضح أن الثلاثة معًا قاموا بتوضيب حبوب الكبتاغون، داخل غالونات دهانات في مستودع عائد لـ “أ.ص”، فتمّ تحديد موقع المستودع بدقّة، ونُفِّذَتْ مداهمة من قبل العناصر الأمنية أُوْقِفَ بنتيجتها “أ.ص” في منزله وعُثر داخل المستودع على ثمانين شوالًا تحتوي على حبوب الكبتاغون، كما تمّ العثور على كمية كبيرة من غالونات الدهانات، عددها 489، مطابقة لتلك التي ضُبطت في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى ماكينتَيْ تفريغ، هواء وميزانَيْن. وقُدّرت الزّنة الإجمالية لحبوب الكبتاغون المضبوطة داخل المستودع بـ 1405 كيلوغرام وزنًا قائمًا.

تفاصيل عمليات النقل والتوضيب

بالتحقيق مع “ب.ش”، أفاد بأنه في منتصف شهر آذار الماضي، عرض عليه صديقه وابن بلدته “أ.ص”، مساعدته على تحسين وضعه المادي من خلال تنفيذ عملية تهريب حبوب كبتاغون من لبنان إلى الكويت.

وبعد الموافقة، بدأ “ب.ش” بنقل غالونات دهان من كفرشيما إلى المستودع، مُستخْدمًا عمّالًا سوريين وبأجرة 130 دولارًا عن كل نقلة، حتى بلغ مجموع ما نقله نحو 4750 غالونًا. تمّ تسليم دفعتَيْن من الحبوب إلى المستودع: الأولى 20 شوالًا ثم 14 شوالًا، وزن كل شوال نحو 17 كلغ. جرى توضيب الحبوب داخل الغالونات باستخدام آلات خاصة، بوضع 2 كلغ في كلّ غالون، وتهريب 540 غالونًا احتوت على 1080 كلغ من الكبتاغون التي ضُبِطَتْ لاحقًا في السعودية.

المدعى عليه أوضح أنه اتفق مع “ع.م” على 14.200 دولار مقابل شحن الحاويات، واستأجر 14 “بيك أب” لنقل الغالونات إلى قرب الملعب البلدي في طرابلس قبل إرسالها إلى المرفأ وشحنها إلى الكويت في 23 تموز.

وأشار إلى أنَّ “س.خ” (أبو سمرا) هو من عرّفهم على شركة الغالونات، وكان يحتفظ بنسخةٍ من مفتاح المستودع. أمّا العملية الثانية فكانت قيد التنفيذ، حيث تسلموا 80 شوالًا إضافيًا على دفعتَيْن في شهر آب الماضي، بينما لم يشارك “أبو سمرا” لسفرهِ.

قاضي التحقيق الأول في الشمال ناجي الدحداح، اعتبر أنَّ فعل المدعى عليهم الستة، مُنْطَبِقٌ على جنايات المادتَيْن 335 و288 من قانون العقوبات، والمادة 125 من قانون المخدرات، وأحالهم إلى المحاكمة أمام محكمة الجنايات في لبنان الشمالي، وأمر بتسطير مذكرة تحرٍّ دائمٍ توصّلًا لبيان كامل هوية المدعوين الواردة أسماؤهم في إفادات المدّعى عليهم والشهود وهم “أبو خالد” و”أبو فراس” و”أبو جاسم”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us