أفيخاي يهدّد نعيم.. نعيم يهدّد كريم

حاكم مصرف لبنان لا يتصرف من عندياته، وليس بيدقًا من بيادق أميركا كما وصفه الشيخ نعيم قاسم.. حاكم المصرف المركزي عينته الحكومة اللبنانية، المؤتمنة بدورها على بيت المال وعلى قرار الحرب والسلم وعلى تكليف الجيش اللبناني حصر السلاح في كل لبنان، وليس في منطقة جنوب الليطاني كما يزعم “الحزب”..
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
ما إن وصل السفير الأميركي الجديد، اللبناني الأصل ميشال عيسى إلى لبنان، وانطلق في زياراته من قبر والديه في بلدته بسوس – قضاء عاليه تلاه قداس ولقاء مع أبناء البلدة والجوار، ثم بدأ يومه الرسمي الأول بزيارات تعارف بروتوكولية إلى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، وصولًا إلى “استقبال خاص” من أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في كلمته الأخيرة: “إذا أردت أن تعرف أكبر المصائب الموجودة في لبنان، ابحث عن أميركا، أميركا هي المصيبة وهي التي تقوم بهذا الأمر. اليوم إذا اردنا تسمية أركان الفساد المالي في المرحلة السابقة، وأيضاً المستمرون حالياً، أركان الفساد المالي والسياسي، تجدونهم بيادق بيد أميركا، ترعاهم، وهم معروفون، ليسوا مختبئين. من هنا أريد القول: انتبهوا، فأميركا تخرب حياة اللبنانيين، وهي مصيبة كبرى عليهم”. وقال: “منذ أيام عدة، أرسل وفد من الخزانة الأميركية، هدفه أن يضيّق مالياً على “حزب الله”. ولديه مشكلة بالقرض الحسن. فليعلم، القرض الحسن مؤسسة اجتماعية، هي لكل الناس وهي رئة التنفس الاجتماعي في هذا الوضع الصعب لتيسير حياة عموم الناس والفقراء والمحتاجين. لا يملك أحد سلطة منع الخير والمساعدة والتكافل. لا أحد يدخل بعدوان مجدد، لا أحد يكون أداة”. “أنصح الحكومة وحاكم مصرف لبنان وكل المعنيين: أوقفوا الإجراءات التي لا تضيق على حزب الله فقط، ولا على جمهوره فقط، بل تضيق على كل اللبنانيين”.
كلام الشيخ نعيم قاسم إلى حاكم مصرف لبنان، رأت فيه بعض القوى تهديدًا مبطنًا بوصفه عدوانًا على “المقاومة”.. واعتبرت أنّ هذا التهديد امتزج بالتضليل أيضًا، حين تحدث قاسم عن مساعدة الجمعية للمعوزين، في حين تمارس هذه الجمعية دور “المصرف” من دون أن تخضع لقانون النقد والتسليف، ما يعني أنها دويلة مالية ضمن الدولة اللبنانية صاحبة السيادة على مصرف لبنان.
ولأنّ حاكم المصرف المركزي كريم سعيد حريص على تطبيق قانون النقد والتسليف، فهو بالتالي ملزم بتطبيق القانون، بمعزل عن زيارة وفد الخزانة الأميركية، لأن ملف “القرض الحسن” عالق منذ سنوات، يوم رفضت القاضية غادة عون ملاحقته بناء على إخبارات عدّة، ويوم قامت قيامة أبناء منطقة عاليه والجوار بسبب فتح فرع “القرض الحسن” في بلدة سوق الغرب، قبل اندلاع حرب الإسناد وقبل عملية “الطوفان المشبوه”.
حاكم المصرف لا يتصرف من عندياته، وليس بيدقًا من بيادق أميركا كما وصفه الشيخ نعيم قاسم.. حاكم المصرف المركزي عينته الحكومة اللبنانية، المؤتمنة بدورها على بيت المال وعلى قرار الحرب والسلم وعلى تكليف الجيش اللبناني حصر السلاح في كل لبنان، وليس في منطقة جنوب الليطاني كما يزعم “حزب الله”..
وفي هذا المجال، أكدت مصادر متابعة لـ”هنا لبنان” أنّ “حزب الله” يفكر جديًا بتنظيم تظاهرات احتجاجية على قرارات صادرة عن مصرف لبنان، سوف تقابلها تظاهرات أخرى للدفاع عن قرارات الشرعية المالية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تسخين أمني وبرودة انتخابية | فوائد التفاوض المباشر بين لبنان وإسرائيل | هل تبدأ شرارة تطهير المخيمات بعد مقتل إيليو؟ |




