حرب السودان: محمد بن سلمان يرسم المسار وترامب يُطلق مبادرة لإنهاء النزاع

عرب وعالم 20 تشرين الثانى, 2025

في 26 تشرين الأول الماضي، استولت “الدعم السريع” على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور (جنوب غرب السودان)، وارتكبت انتهاكات ومجازر بحقّ مدنيين، بحسب منظمات محلية ودولية.

وبعدها بأيّام، أقر قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث “تجاوزات” من قواته في الفاشر، مدّعيًا تشكيل لجان تحقيق.

ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر “الدعم السريع” حاليًا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربًا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم.

وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث منذ أيام، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” أدّت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جرّاء حرب دامية مستمرة بين الجيش و”الدعم السريع” منذ نيسان 2023، أدّت إلى مقتل عشرات الآلاف، وتشريد نحو 13 مليون شخص.

وفي هذا الإطار، جدّد مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، التأكيد على أنّ الولايات المتحدة ملتزمة بإنهاء الحرب في السودان، وذلك بعدما أعلن ترامب، مساء أمس الأربعاء، أنه سيبدأ في تسوية النزاع بطلب من الأمير محمد بن سلمان.

وقال بولس في منشور على حسابه عبر “إكس”، الخميس، “كما أعلن الرئيس الأميركي فإنّ الولايات المتحدة ملتزمة بإنهاء الصراع المروع في السودان”.
وأضاف أنّ “الولايات المتحدة تعمل مع شركائها لتسهيل هدنة إنسانية ووضع حدٍّ للدعم العسكري الخارجي للأطراف المتنازعة، بما يؤجّج العنف”.
واعتبر بولس أنّه “مع إرساء السلام والاستقرار، يمكن للشعب السوداني العودة إلى الحكم المدني في بلادٍ موحدةٍ”.

وكان ترامب كشف أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أدّى دورًا لافتًا في إطار تغيير خطط واشنطن تجاه الخرطوم. وقال: “سنبدأ العمل بشأن السودان بعدما طلب مني الأمير محمد بن سلمان الذي سيكون له دور قوي في إنهاء النزاع هناك”. كما أوضح أن هذا الملف لم يكن سابقًا ضمن الأولويات الأميركية.
وفي هذا السياق، رأى المحلل السياسي السوداني محمد جميل أنّ تجديد “الضغوط على طرفي الحرب في السودان وحملهما على الالتزام باتفاق جدّة بات أكثر إمكانيةً بعد أن أولى كل من الأمير محمد بن سلمان وترامب أهمية متجدّدة له إثر الزيارة التاريخية إلى واشنطن”.
وأوضح في تصريحات لـ”العربية.نت/الحدث.نت” أنّ “أهمية اتفاق جدّة تكمن في أنه اتفاق برعاية السعودية وأميركا، وهذا يعني أن للطرفين الراعيين أوراق ضغط مهمة يمكن استخدامها”.

إلى ذلك، أشار إلى أنّ تصريحات ترامب الأخيرة حول الوضع في السودان أثبتت أنّ هذا الملف كان من بين الملفات الحيوية التي طرحها الأمير محمد بن سلمان، إذ يُدرك ولي العهد السعودي الخطورة الجيوسياسية لاتساع رقعة الحرب، وأثرها على كافة منطقة القرن الأفريقي ووسط أفريقيا”.
كما شدّد على أنّ “اهتمام ترامب بوقف الحرب، استجابةً لطلب الأمير محمد بن سلمان يعكس التأثير الإقليمي والدولي للمملكة العربية السعودية”.

يذكر أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان كان أكد أمس استعداده للتعاون مع واشنطن والرياض لتحقيق السلام، عقب تعهّد الرئيس الأميركي بالعمل على إنهاء الحرب.
وقال مجلس السيادة الذي يترأسه البرهان في بيان إنّ الحكومة السودانية “تؤكد استعدادها للانخراط الجاد من أجل تحقيق السلام”، مرحبًا بالجهود السعودية والأميركية من أجل إيقاف “نزيف الدم السوداني”.

وكتب البرهان عبر منصة “إكس”: “شكرًا سمو الأمير محمد بن سلمان، شكرًا الرئيس دونالد ترامب”، بعد انتهاء لقاء جمع الزعيمَيْن في واشنطن.

وفي وقتٍ سابقٍ، قال ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين، أمس الأربعاء، إنّه من المتوقع أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوباتٍ على عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع السودانية، المتهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأضاف الدبلوماسيون أنّه من المتوقع أن يوافق وزراء خارجية الاتحاد على العقوبات في اجتماع في بروكسل اليوم الخميس.
وتشمل العقوبات حظر السفر إلى دول الاتحاد، ومُصادرة أي أصول مملوكة له في التكتّل.

وأعلنت النيابة العامة في السودان، الاثنين الماضي، تسجيل 1365 بلاغًا من نازحي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور وولايات كردفان (غرب) تتعلّق بانتهاكات قوات الدعم السريع بحقهم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us