تصعيد إسرائيلي واسع في الجنوب والبقاع… غارات وتحليق مكثّف للمُسيّرات!

شهدت المناطق الحدودية والداخلية في جنوب لبنان والبقاع، منذ صباح اليوم، سلسلة استهدافات وغارات نفذها الطيران الحربي والمسيّر الإسرائيلي، تراوحت ما بين استهداف سيارات مدنية ومناطق حرجية وأطراف بلدات عدة.
ففي ساعات الصباح الأولى، شنّت مُسيّرة إسرائيلية غارةً جويةً قرابة الثامنة مستهدفةً سيارةً في منطقة عين السماحية على طريق زوطر الشرقية بصاروخين موجّهين.
وقد أدّى ذلك إلى مقتل الشاب كامل رضا قرنبش من بلدة زوطر الشرقية، الذي كان يقود سيارته من نوع “رابيد”.
كما توجهت فرق الإسعاف إلى المكان لمعالجة آثار الاستهداف.
وتمّ تسجيل غارة أخرى للمُسيّرات على سيارة في منطقة وادي السلوقي – قضاء بنت جبيل، ما أدّى إلى مقتل أحد المواطنين وفق بيان مركز عمليات طوارئ وزارة الصحة.
وتواصلت حركة الطيران المُسيّر الإسرائيلي خلال النهار، حيث ألقت محلقّة إسرائيلية عصر اليوم قنبلةً صوتيةً على بلدة مارون الراس، فيما نفّذت مُسيّرة أخرى غارةً جويةً استهدفت سيارة على طريق وادي نحلة بين بلدتَيْ شقرا ومجدل سلم، ما أدّى أيضًا إلى سقوط ضحية من بلدة حولا، بحسب مندوب “الوكالة الوطنية للإعلام”.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة “X”: “هاجم الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم في منطقة ميفدون بجنوب لبنان وقضى على المدعو كامل رضا قرنبش الذي كان يهم بمحاولات إعادة إعمار قدرات حزب الله في المنطقة”.
وأضاف: “في غارة إضافية على منطقة حولا بجنوب لبنان قضى الجيش الإسرائيلي على عنصر عمل مندوبًا محليًا لحزب الله في منطقة قرية حولا وكان مسؤولًا عن العلاقة بينه وبين سكان القرية في قضايا عسكرية واقتصادية”، مضيفًا: “كما عمل للاستيلاء على ممتلكات خاصة لأغراضٍ عسكرية”. ولفت إلى أنّ “أنشطة العنصرَيْن شكّلت خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان حيث سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل لإزالة أي تهديد ولحماية إسرائيل”.
وفي الجنوب، تصاعدت وتيرة الاستهدافات بعد الظهر، إذ شنَّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارةً جويّةً مستهدفًا منطقة حرجية بين راشيا الفخار وكفرحمام في قضاء حاصبيا.
ثم وسّع الطيران الإسرائيلي استهدافاته قرابة الثانية والنصف، حيث نفّذ غارةً على المنطقة الواقعة بين المحمودية والعيشية والجرمق عند الأطراف الشرقية لسهل الميدنة – كفررمان، مطلقًا صاروخَيْن جو – أرض.
ولم تمضِ سوى 15 دقيقة حتى تجدّد القصف، فتعرّضت أطراف الجبل الرفيع لجهة عربصاليم لغارةٍ جديدةٍ، تبعتها غارة أخرى على منطقة المحمودية.
كما أعاد الطيران الحربي قرابة الثالثة إلا ربعٍ تنفيذ غارات إضافية على الجبل الرفيع باتجاه عربصاليم، وسط تحليق مكثّف للطيران المُسيّر على علو متوسط في أجواء بلدات النبطية.
وفي السياق نفسِه، أفاد مراسل “الوكالة الوطنية للإعلام” في البقاع بأنّ الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارتَيْن على أطراف بلدة شمسطار غرب بعلبك، مُوَسِّعًا رقعة الاستهدافات باتجاه الداخل اللبناني.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي أنّ الجيش الاسرائيلي هاجم منصات صاروخية ومواقع عسكرية تابعة لحزب الله في البقاع وجنوب لبنان.
وأوضح في منشور على منصة “إكس” أنّ الجيش أغار قبل قليل على منصّات صاروخية لحزب الله والتي تمّ رصدها أخيرًا وتمّ وضعها داخل مواقع عسكرية في جنوب لبنان.
وأشار إلى أنّهم هاجموا أيضًا موقعَيْن عسكريَيْن لحزب الله في منطقة البقاع، كانوا قد رصدوا داخلهما نشاطات لعناصر حزبية بالإضافة إلى مستودعات أسلحة ومبانٍ عسكرية أخرى.
وأكد أنّ وجود المنصات الصاروخية والأنشطة العسكرية داخل المواقع المستهدفة يُشكّلان خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان حيث سيواصل جيش الاسرائيلي العمل على إزالة أي تهديد لإسرائيل.
كما سُجِّلَ تحليقٌ لمُسيّرات إسرائيلية على علو منخفض في أجواء الصرفند، البابلية، الخربة، الغسانية، الزهراني ومحيطها، بالتزامن مع استمرار التصعيد الجوي.
وفي ختام اليوم، أعادت مُحلّقة إسرائيلية إلقاء قنبلة صوتية ثانية على مارون الراس، في مؤشرٍ إلى استمرار التوتر الأمني والتصعيد في معظم المناطق المستهدفة.




