“أول خطاب لبناني متكامل منذ سنوات”… الرئيس عون يطرح مبادرة شاملة للأمن والسيادة

لبنان 23 تشرين الثانى, 2025

تحوّل خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بمناسبة عيد الاستقلال إلى أول خطاب متكامل يعكس موقف لبنان الرسمي منذ سنوات، بعدما شكّل مناسبة لعرض مقاربة شاملة للأزمة الأمنية المتفاقمة على الحدود الجنوبية. فقد طرح الرئيس عون مبادرة واضحة المعالم تفضي إلى وقف الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة، وإلى وضع إطار عملي لحصر السلاح بيد الدولة، في محاولة لفتح نافذة سياسية وأمنية يمكن البناء عليها لإخراج البلاد من دائرة التصعيد وإعادة تثبيت الاستقرار الوطني.

وفي التفاصيل، أشار مصدر سياسي رفيع لـ”الأنباء” الكويتية، إلى أن مبادرة الرئيس عون «هي أول طرح لبناني متكامل منذ سنوات يقدم خريطة طريق واضحة ومترابطة لإنهاء الاستهدافات الإسرائيلية  بشكل نهائي، ويضع الدولة والجيش في قلب المعادلة، ويفتح الباب أمام تسوية تاريخية تستعيد السيادة وتعالج جذور النزاع المزمن في الجنوب”.

ورأى المصدر “أنّ جوهر المبادرة يكمن في نقل النقاش من ميدان المواجهة المفتوحة إلى ميدان الحل السياسي المنظم، حيث تتقدم الدولة بخطة جاهزة، قابلة للتطبيق، ذات مراحل محددة، قوامها تولي الجيش مسؤولية جميع النقاط فور انسحاب القوات الإسرائيلية، بما يؤسس لمعادلة جديدة قائمة على قدرة المؤسسات الشرعية وحدها على إدارة الحدود وضبط الأمن ومنع تفجر المواجهة مجدداً”.

وأكد المصدر “أنّ المبادرة تذهب أبعد من الطرح المكرر حول تنفيذ القرار الدولي 1701، فهي تضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات واضحة ومباشرة، وتحول اللجنة الخماسية إلى جهة راعية وملزمة بآليات تنفيذ ومراقبة ميدانية، ما يخرجها من الدور الاستشاري إلى دور الضامن للالتزامات، ويجعلها شاهداً مباشراً على التزام الدولة اللبنانية واحترافيتها، وعلى مسؤولية إسرائيل في حال تعطيل المسار أو تعطيل وقف الخروقات”.

وأشار المصدر إلى “أنّ تأكيد جهوزية الجيش اللبناني لتسلم جميع النقاط، هو إعلان جهوزية عملياتية تم العمل عليها منذ أشهر، وتجسدها خطط انتشار مفصلة في الجنوب، مع طلب واضح بربط هذا الانتشار بمسار دعم دولي منظم ومضمون لتحقيق الاستقرار”.

وأكد المصدر أنّ “مبادرة الرئيس تشكل أول إعلان رسمي لتسوية لبنانية شاملة تدار بعقل الدولة، لا منطق المواجهة، وتجعل من الذكرى الثانية والثمانين للاستقلال محطة انتقال من واقع الحرب المفتوحة إلى مشروع سلام مدعوم بتعهدات دولية لإعادة الإعمار ودعم القوات المسلحة، وتمكينها من القيام بواجبها كاملاً على الحدود، بما يمهد لتحول استراتيجي قد يغير وجه الجنوب، ويضع لبنان على أعتاب مرحلة سياسية جديدة عنوانها الاستقرار الدائم”.

دعم رئاسي للجيش

في سياق متصل، أفادت “الأنباء” الكويتية أنّ مناسبة الذكرى الـ82 للاستقلال تحوّلت إلى تأكيد المؤكد من تلاحم بين رئاسة الجمهورية والجيش اللبناني، عبر مد الرئيس العماد جوزاف عون قائد الجيش العماد رودولف هيكل والمؤسسة العسكرية بأوسع جرعة دعم، في وجه ما طالعت به الدوائر الأميركية قيادة الجيش من سلبية أدت إلى إلغاء العماد هيكل زيارته التي كانت مقررة إلى واشنطن الأسبوع الماضي.

وعلمت “الأنباء” الكويتية أن الرئيس عون سيتواصل مع الجانب الأميركي عبر السفير ميشال عيسى، لإعادة وصل ما انقطع، خصوصاً أنّ الولايات المتحدة تتولى تسليح الجيش اللبناني ومده بالعتاد منذ 1983. ولطالما جمعت الرئيس عون من أيام توليه قيادة الجيش بين 2017 و9 كانون الثاني 2025، أفضل العلاقات بين قادة الجيش اللبناني والإدارة السياسية والعسكرية الأميركية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us