الجنوب اللبناني على صفيح ساخن… اغتيال الطبطبائي يشعل مخاوف التصعيد!

لبنان 24 تشرين الثانى, 2025

في ظل تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية، تعيش المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل حالة من الاستنفار غير المسبوق، عقب اغتيال القيادي البارز في حزب الله هيثم الطبطبائي في غارة إسرائيلية. ومع ارتفاع منسوب القلق من ردّ محتمل، اتخذ الجيش الإسرائيلي سلسلة خطوات ميدانية وأمنية تعكس حجم المخاوف من توسّع دائرة المواجهة، فيما تتابع الأوساط السياسية والعسكرية التطورات عن كثب ترقباً لما ستؤول إليه الساعات المقبلة.

وفي التفاصيل، رفعت إسرائيل مستوى التأهب على الحدود اللبنانية، في ظل مخاوف من ردّ محتمل بعد اغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله هيثم الطبطبائي.

وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ رئيس الأركان الإسرائيلي قام اليوم بجولة ميدانية في شمال البلاد للاطلاع على جاهزية القوات المنتشرة على الحدود اللبنانية، حيث أصدر أوامره برفع مستوى التأهب وتعزيز الاستعدادات العسكرية. وبحسب القناة 12، جاءت زيارة رئيس الأركان في إطار الإشراف على مناورات مفاجئة أطلقها الجيش بهدف اختبار الجهوزية ورفع قدرات الوحدات القتالية في المنطقة الشمالية.

وفي سياق التصعيد، نقل الجيش الإسرائيلي رسالة مباشرة إلى حزب الله والحكومة اللبنانية، مفادها أنّ إطلاق أي صاروخ من لبنان سيقابل برد “غير متناسب”، وفق ما ذكرت القناة نفسها. ورغم ذلك، أكدت القناة أنه لا توجد تعليمات استثنائية للسكان في شمال إسرائيل حتى الآن، رغم عدم استبعاد الأجهزة الأمنية احتمال الرد من عدة جبهات، بما فيها سوريا، أو الحدود الأردنية، أو حتى عبر عمليات تستهدف إسرائيليين في الخارج.

كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن فتح الملاجئ في بعض البلدات الحدودية مع لبنان، وسط أجواء من التوتر المتصاعد بعد عملية الاغتيال.

وفي الأجواء اللبنانية، سُجّل تحليق كثيف جداً لطائرات الـMK فوق بيروت وجبل لبنان، في مؤشر واضح على حالة الاستنفار الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إنه اتخذ قراراً بتعزيز ورفع درجة الجهوزية في منظومة الدفاع الجوي في الشمال بشكل كبير، مؤكداً أنّ إسرائيل “ستواصل جولة إضعاف حزب الله والهجمات داخل لبنان لمنع الحزب من إعادة بناء قوته أو تعزيز قدراته التسليحية”.

من جانبها، أفادت إذاعة الجيش بأنّ التقييمات العسكرية تشير إلى وجود عدة سيناريوهات محتملة لرد حزب الله على اغتيال الطبطبائي. وتشمل هذه السيناريوهات إطلاق وابل من الصواريخ باتجاه العمق الإسرائيلي، أو تنفيذ محاولة تسلل إلى داخل إسرائيل أو نحو مواقع الجيش في جنوب لبنان.

ومن جهتها، أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” بأنه “من المرجح أن يسعى حزب الله إلى تجنب جولة أخرى واسعة النطاق من القتال مع إسرائيل”.
كما أشارت إلى أنه “من المرجح أيضًا، أن يختار حزب الله تأجيل رده بسبب الضغط الداخلي أو الاكتفاء بعمل رمزي محدود”.
ونقلت “يسرائيل هيوم” عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “إيران حولت ما يقرب من مليار دولار إلى حزب الله لإعادة الإعمار في العام الماضي”.

كما لفتت التقديرات إلى احتمال تفعيل الحوثيين لخطط عملياتية ضد إسرائيل، نظراً للعلاقة الوثيقة التي ربطت الطبطبائي بالجماعة في اليمن. وفي المقابل، لم تستبعد التقييمات الإسرائيلية أيضاً خيار امتناع حزب الله عن الرد المباشر في هذه المرحلة.

وفي ظل هذه الاحتمالات المتعددة، يستمر الجيش الإسرائيلي في رفع مستوى الاستنفار، وسط ترقب واسع لما قد تحمله الساعات والأيام المقبلة على الحدود الشمالية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us