بعد عام على وقف إطلاق النار… إسرائيل تمضي باستهداف الجنوب اللبناني وتوجيه رسائلها “بالنار”

في تصعيد لافت في وتيرة الغارات الجوية، ومع مرور عام على اتفاق وقف إطلاق النار، وسّع الطيران الحربي الإسرائيلي نطاق عملياته في الجنوب اللبناني، مُنفّذا سلسلة ضربات مكثّفة امتدّت هذه المرة إلى مناطق آهلة وعلى مقربة من الطرق العامة، متجاوزًا ما كان يُعرف بالمناطق المفتوحة شبه الخالية من السكان.
فقد استهدفت الغارات قرى في إقليم التفاح والنبطية وجزين ومرجعيون، بينها المحمودية والجرمق ونبع الطاسة والعيشية وكفررمان، وصولًا إلى أطراف طريق عام كفررمان – الخردلي – مرجعيون، بعد مستديرة نصب الحزب الشيوعي، في مؤشر إضافي إلى ارتفاع منسوب التوتّر واتساع رقعة الاستهداف.
وترددت أصداء الغارات في إقليم الخروب والساحل اللبناني.
وأفاد مراسل “القناة 12” الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي شنّ سلسلة هجمات في جنوب لبنان.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الغارات على لبنان هي أول ضربة كبيرة منذ تصفية رئيس أركان حزب الله هيثم علي الطبطبائي.
وفي هذا الإطار، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عبر منصة “X”: “أغار الجيش الإسرائيلي قبل قليل على بنى تحتية تابعة لحزب الله في مناطق مختلفة بجنوب لبنان”.
وتابع: “في إطار الغارات استهدف الجيش الإسرائيلي عددًا من مواقع الإطلاق التي خُزّنت فيها وسائل قتالية تابعة لحزب الله”.
وأضاف: “كما هاجم الجيش الإسرائيلي مستودعًا احتوى على وسائل قتالية إلى جانب مواقع عسكرية استخدمها عناصر حزب الله للدفع بمخططات ضد القوات الإسرائيلية، إلى جانب بنى تحتية إضافية”.
ولفت إلى أن ”وجود هذه البنى التحتية ونشاط عناصر حزب الله في هذه المناطق يشكل خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”.
وختم أدرعي: “الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على إسرائيل، وسيبقى ملتزمًا بالتفاهمات التي تم الاتفاق عليها بين إسرائيل ولبنان.”
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، نفذ الجيش الإسرائيليى عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بعض المزارعين في أطراف منطقة الوزّاني من دون وقوع إصابات.
وسُجّل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي على علو متوسط فوق الجنوب والبقاع والهرمل.
على صعيد متصل، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عددًا من وزرائه إلى اجتماع أمني مساء اليوم الخميس لبحث التطورات في لبنان، وفقًا لإذاعة الجيش الإسرائيلي.
من جانبها، دعت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت إلى تحاور الأطراف على جانبي الخط الأزرق، موضحةً أنه يساعد على إرساء تفاهم متبادل في شأن الالتزامات العالقة ويمهد الطريق للأمن والاستقرار اللذين يسعى إليهما الطرفان.
وذكّرت، في بيان، أنّه منذ عام واحد، دخل تفاهم وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مما أدى إلى تهدئة سريعة بعد شهرين من الحرب المدمرة والمعاناة الإنسانية على جانبي الخط الأزرق.
ولفتت إلى أنّ هذا الترتيب قدم بعضًا من الأمل وزاد من التوقعات بإمكان التوصل الى حلول أكثر استدامة، في خضمّ فترة من التحوّلات في المنطقة.
وقالت: “لكن فيما الوجود المعزز للقوات المسلحة اللبنانية في جنوب البلاد فضلاً عن القرارات المهمة التي اتخذتها الحكومة شكلتا حجر الأساس لمسار نحو وضع طبيعي، فإن حالة عدم اليقين لا تزال قائمة”.
وأضافت: “في الواقع، بالنسبة لكثير من اللبنانيين، لا يزال الصراع مستمرًا – وإن كان بوتيرة أقل حدة. ولا يحتاج المرء إلى بلورة سحرية ليفهم أنه طالما استمر الوضع الراهن الحالي، سيظل شبح تجدد الأعمال العسكرية يلوح في الأفق”.
وكان مركز “ألما” الإسرائيلي قد أفاد في تقرير، بأنه بعد مرور عام على وقف إطلاق النار، يواصل الحزب إعادة بناء البنية التحتية، وإنتاج وإصلاح الأسلحة والذخائر، إضافة إلى عمليات التهريب.
وأشار المركز إلى أن الجيش الإسرائيلي نجح في تصفية نحو 20% من “قوة الرضوان” التابعة للحزب منذ تنفيذ هذا الاتفاق.
وقالت “يسرائيل هيوم” إن 48% فقط من سكان المطلة وشتولا الحدوديتين عادوا إلى منازلهم منذ توقيع وقف إطلاق النار مع لبنان.




