مصر تكثّف جهودها وتحذّر: على لبنان اغتنام الفرصة قبل اتساع رقعة الحرب!

تواصل مصر تأكيد وقوفها إلى جانب لبنان في مواجهة تصاعد التهديدات الإسرائيلية، وتسعى لحمايته من الانزلاق إلى مواجهة أوسع. لكن هذا الدعم يأتي مع تحذير مصري واضح بعدم تضييع الفرصة الأخيرة لإنقاذ الاستقرار، خاصة في ظل تعنّت حزب الله ورفضه تسليم السلاح ووضعه تحت سلطة الدولة.
وتأتي زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت هذه المرّة محمّلة برسائل واضحة حول خطورة المرحلة. فقد نقل لمسؤولي الدولة قلقًا إقليميًا من إمكان توسّع الحرب الإسرائيلية، مؤكدًا استعداد القاهرة للمساعدة في منع الانفجار. كما شدّد على ضرورة التقدّم في ملف حصر السلاح بيد الدولة، مع التعويل على أدوار داخلية قادرة على دفع حزب الله إلى التجاوب قبل فوات الأوان.
المبادرة المصرية تعثرت
في السياق، كشفت مصادر مطلعة أنّ المبادرة المصرية تعثرت، ولكنها لم تسقط.
وقالت المصادر لصحيفة “اللواء” إنّ “حزب الله رفض العرض المصري سواء الذي حمله مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد ثم وزير الخارجية بدر عبد العاطي، وتركز الرفض على نقطتين:
– النقطة الأولى تتعلق برفض الحزب العرض الأول الذي قدمه مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد والذي تناول بشكل أساسي سحب سلاح الحزب جنوب نهر الليطاني وتجميد العمل به شماله أي ليس نزعه بالكامل… ورغم ذلك، تبلغت القاهرة نهار الثلاثاء في ٤ تشرين الأول رد الحزب السلبي على مقترح رشاد، أي قبل يوم من مهلة الأسبوع التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين لدرس المقترحات.
– النقطة الثانية: وضع الحزب قاعدة ذهبية تتمثل برفضه أي ورقة أو اتفاق أو مبادرة أو حتى إعلان تتجاوز اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 تشرين الثاني 2024.
رسالة تحذيرية من مصر إلى لبنان
من جانب آخر، أكد مصدر وزاري لـ”الجمهورية” أنّ عبد العاطي أبدى تفهماً لما سمعه من الرئيس عون، حول عدم تلقيه أي جواب من الولايات المتحدة وإسرائيل على دعوته للتفاوض السلمي للتوصل إلى اتفاق يعيد الاستقرار إلى لبنان من بوابته الجنوبية، رغم أنه جدّد دعوته هذه في مبادرته التي أطلقها من صور بمناسبة مرور 82 عاماً على استقلال لبنان.
ورأى المصدر “أنّ الرسالة التحذيرية التي حملها عبد العاطي للبنان مماثلة للرسائل العربية والدولية التي تلقاها وتدعوه لعدم إضاعة الفرصة الأخيرة بالإسراع بتطبيق حصرية السلاح لتطويق تهديدات إسرائيل”. وأضاف أنّ الرؤساء الثلاثة، “عرضوا أمام عبد العاطي واقع الحال في ظل رد إسرائيل على مبادرة الرئيس عون، بتوسعة الحرب، وآخرها اغتيالها للقيادي في حزب الله هيثم علي الطبطبائي في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، رغم امتناع الحزب عن الرد على الخروق.
وفي المقابل، رأى مصدر سياسي، أنّ عبد العاطي حمل معه نصائح للبنان لتطويق لجوء إسرائيل لتوسعة الحرب. وقال لـ”الشرق الأوسط”: “هي بمثابة النداء الأخير لدرء الأخطار المترتبة على التهديدات غير المسبوقة للبنان”، داعياً في الوقت نفسه، ومن وجهة نظره، حزب الله للتقدم بمبادرة يضعها بتصرف الرئيس عون للإسراع بتطبيق حصرية السلاح قبل فوات الأوان، خصوصاً وأنه لم ينقطع عن التواصل مع قيادته التي ما زالت تتصرف وكأنّ لبنان لم يشهد تحولات في المنطقة ولم يتأثر بالمفاعيل السلبية لإسناد غزة.
مواضيع ذات صلة :
دعم مصري متجدد للبنان يقابله تحذير خطير: الوقت لنزع سلاح “الحزب” ينفذ! | عبد العاطي: المنطقة على شفا التصعيد.. وندعم حصر السلاح! | مرقص غادر إلى مصر |




