زيارة البابا لاوون إلى لبنان: خطوة تاريخية تعيد لبنان إلى خريطة السلام

استقبل لبنان البابا لاوون الرابع عشر وسط متابعة واسعة لما حملته كلمته من رسائل واضحة في لحظة وطنية دقيقة.
وقد شكّلت كلمة البابا من قصر بعبدا مصدر اهتمام لدى الأوساط اللبنانية، لما تضمنته من تشديد على السلام، وتثبيت لدور لبنان في محيطه المضطرب.
في السياق، أشارت النهار إلى أنّ “البابا لاوون الآتي للمرة الأولى إلى أرض لبنان فاجأ المنتظرين بأنه ذهب أعمق بكثير من مجرد الزيارة، ليوقظ في لبنان نبض اللبنانيين إلى القيامة وإلى الوحدة على اسم بلدهم الفذ”.
وأضافت: “تحت القول المقدس “طوبى لفاعلي السلام” فعّل البابا في أقل من ساعات من إطلالته الأولى في زيارة الأيام الثلاثة، فعّل الإيمان الكبير بلبنان مطلقاً نداء الثقة فيه، بل أدهش متابعيه بأن حضّ اللبنانيين على الثقة الراسخة بقدرتهم المدهشة على النهوض دوماً”.
وأوضحت الصحيفة أنّ “إطلالة البابا في الساعات القليلة منذ وصوله شكّلت إثباتاً راسخاً على توق اللبنانيين إلى لغة تخاطبهم بهذا الرقي وبهذه الثقة وبهذا الإيمان”.
في المقابل قالت صحيفة “نداء الوطن”: “أطلق البابا لاوون الرابع عشر أمس في مستهل زيارته التاريخية للبنان “نداء السلام” الذي تكررت كلمته 28 مرة في خطابه الأول من القصر الجمهوري في بعبدا. وانطوى هذا النداء الذي قصده الحبر الأعظم على رفض الحرب التي تُقرع طبولها وتهدد لبنان، وكأنه رسالة إلى من يعنيه الأمر في المنطقة والعالم مفادها، أن لبنان بلد يستحق السلام ما يتطلب تجنيبه وضعًا إقليميًا “معقدًا للغاية ومليئًا بالصراعات والغموض”، كما قال البابا في كلمته”.
وكشفت الصحيفة أنّ “الخلوة التي جمعت الرئيس عون بالبابا ركز فيها رئيس الجمهورية على وضع لبنان بعد اتفاق 27 تشرين 2024، وشرح له الصعاب والمخاطر. وقدم الرئيس عون شرحًا مركزًا عن كل ما يحيط بالوضع اللبناني والمبادرات التي قدمها وآخرها استعداد لبنان للذهاب إلى التفاوض مع إسرائيل، وطلب مساعدة البابا لحماية لبنان ومنع تجدد الحرب. من جهته، أكد البابا متابعته القضية اللبنانية والعمل على صون البلد وحمايته”.
من جهتها توقفت صحيفة “الأنباء الكويتية” عند اللقاء الثاني الذي سيجمع قداسة البابا مع رؤساء المرجعيات الإسلامية: مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز د. سامي أبي المنى، ورئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور في مقر السفارة البابوية في حريصا مساء اليوم.
وبحسب معلومات مصادر المرجعيات، تم صرف النظر عن وثيقة كانت ستقدم خلال اللقاء، والاستعاضة عنها بالكلام المباشر مع البابا والاستماع إلى رده.
وشددت المصادر على أنّ “المرجعيات ستشرح وجهة نظرها بخصوص واقع الطوائف ضمن الحاضنة الوطنية. كما ستطلب تعاون حاضرة الفاتيكان، فيما يتعلق بحاجة لبنان إلى الاستقرار والصمود، وأن ينعم بالأمن والأمان”.
وأضافت: “الأهم من كل ذلك هو الدفع الجماعي للمرجعيات الدينية في كل المحافل، للوقوف بوجه الخطاب الديني المتطرف، الذي يسبب التباغض والتباعد. وكذلك إطلاق الدعوات للعمل على تحقيق نتائج على مستوى الحوار والانفتاح، وبناء جسور التواصل فيما بينها، انطلاقاً من القيم والمبادئ التي ينبغي أن تشكل الأساس لتلاقي الأديان حولها، والبحث عن المساحات المشتركة الجامعة بيننا”.
ورأت المصادر أنّ “لقاء ممثلي الطوائف الإسلامية في لبنان مع البابا في الفاتيكان في شهر أيلول الماضي، والرسائل المتبادلة التي حصلت، فعلت توجهات حاضرة الفاتيكان بخصوص الحوار وتعزيز الشراكة الإنسانية المطلوبة، وأهمية التطلع الجامع نحو تحقيق السلام المنشود”.
مواضيع ذات صلة :
دير مار مارون يهدي البابا مزامير وسراج للقديس شربل | سيمون أبي رميا: لقاء البابا في عنايا كان لحظة نعمة وسلام | البابا لاوون يصلّي من أجل لبنان من أمام ضريح القديس مار شربل: للعالم نطلب السلام! |




