التاريخ يُكتب على عجل… والسلام ما عاد محرّمًا!

ترجمة هنا لبنان 4 كانون الأول, 2025

كتب Marc Saikali لـ”Ici Beyrouth”:

“الأسلحة تقتل أما التفاوض فيبني”… بهذه العبارة ودع البابا لاوون الرابع عشر اللبنانيين قبيل إقلاع طائرته من العاصمة اللبنانية بيروت…
عبارة مضيئة تختصر الكثير… كأنّ فيها مصباحًا دبلوماسيًا… وها هي تلك الكلمات القليلة تمنح دفعةً حاسمةً لمبادرة الرئيس جوزاف عون لإطلاق محادثات مع إسرائيل. وها هو رئيس الجمهورية يحظى بدعم كامل من المجتمع الدولي للسير بلبنان وإنقاذه من خمسين عامًا من الحروب ومن قبضة طهران.

وبينما كان اللبنانيون يلتقطون أنفاسهم، سُجّل إعلان دبلوماسي ثانٍ على بعد ساعات قليلة: تعيين السفير السابق في واشنطن، سيمون كرم، على رأس الوفد المفاوض مع إسرائيل… خطوة جسّدت قرارًا تاريخيًا من شأنه أن يغيّر مستقبل البلاد، وربما مستقبل المنطقة بأسرها.

هذا المسار لم يأتِ من فراغٍ أبدًا… فخلال الأيام الثلاثة لزيارة البابا، ختم الرئيس عون خطبه بعبارته المتكررة: “يحيا السلام… يحيا لبنان”.
وها هي المباحثات مع إسرائيل قد انطلقت رسميًا. والسلام الذي طالما حلم به اللبنانيون لم يعد وهمًا أو مجرد خيال… بل احتمالًا واقعيًا أقرب من أي وقت مضى.

أمّا حزب الله، فأمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا المضي بنزع سلاحه بالكامل، وإمّا جر لبنان إلى عملية عسكرية إسرائيلية واسعة وخطيرة العواقب. وبالنسبة للحزب، تمامًا كما بالنسبة للقيادة الإيرانية، دقت لحظة الحقيقة!

في المقابل، لا بدّ من الاعتراف بجرأة وشجاعة الرئيس اللبناني.

فبين معسكر يبني وآخر يهدم، اختار تموضعه بوضوح.

لبنان يستحق السلام… سلامًا حقيقيًا، ثابتًا ومعلنًا من دون أي تردّد. سلام ينهض باقتصاده من الركام، ويمنح شبابه سببًا للبقاء. كل العناصر جاهزة، وكل الفرص متاحة أمامه. لا ينقصه إلا أن يفهم البعض أن زمن استغلال الشعب والدولة والحياة نفسها… قد ولّى.

التاريخ يُكتب اليوم بخطى متسارعة ولا تهاون بأي شكل مع مَن يصرّ على الوقوف بوجهه…

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us