بولا يعقوبيان عميلة “الحزب”

هنيئاً لبولا الارتماء في أحضان “الحزب”، فكل شيء بات مكشوفاً! ولم يعد من داعٍ للجلوس تحت الطاولة وفي الغرف المغلقة، بات واضحاً أنّك يا سيدة والحزب في خندق واحد، ولا نعلم ربما نراك في الانتخابات المقبلة على لائحة كتلة الوفاء للمقاومة متّشحة باللون الأصفر وصارخة “لبيك“!
كتبت إليونور أسطفان لـ”هنا لبنان” :
من أين يبدأ الحديث عن “أكاذيب” نائبة الصدفة بولا يعقوبيان، من جمعية دفى والتساؤلات والشبهات المحيطة بها؟ من استغلال حزب “سبعة” للوصول إلى المجلس النيابي؟ أم من ركوب موجة ثورة 17تشرين؟ أم من زواج المتعة الذي تعيشه وحزب الله بين الآونة والأخرى؟
غريبة هي يعقوبيان، تجيد التمثيل أكثر من السياسة ويليق بها تبديل الأقنعة!ً فها هي تخرج علينا ذات يوم وتطرح موضوع السلام بأريحية وتدعو لكسر التابوهات، وفي يوم آخر تدّعي قضائياً على من يدعو إلى السلام؟
غريبة هي!
مرة تشيطن البيئة الشيعية وتسيء إليها، وفي مرة ثانية تتملّق وتحاول استعاطفها!
يعقوبيان التي تخطّت في ملف حزب الله حدود النفاق، وقدمت القرابين له ألف مرة، تُطرح حولها ألف علامة استفهام، فما سرّ هذا التقلّب وما سرّ هذه العلاقة! ولماذا رغم بعض مشاهد الخلافات العلنية التي يتم تصديرها للإعلام، نراها في جلسات مغلقة مع شخصيات من حزب الله، وتجمعها بهم صداقات، وتربطها بهم علاقات وطيدة مناقضة لما نراه في المجلس النيابي.
وهنا، لا بدّ من استحضار ما قامت به يعقوبيان حين لم تُدعَ إلى عشاء وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، لأنّ وزنها السياسي “صفر” على الشمال، وكيف ذهبت زحفاً إلى البازورية وأخذت تنتقد من هناك من حضروا العشاء وتتباهى بأنّها الحرة السيدة المستقلة الممانعة الخ… التي أتت إلى بلدة سيد المقاومة حسن نصرالله، وأخذت تتبجّح من هناك بتوجيه التحية لنائب الحزب آنذاك نواف الموسوي!
في تلك الزيارة كان التصفيق لبولا مرتفعاً من قبل جمهور الحزب، وكأنّ من تخاطبهم حليفة في الموقف لا خصماً سياسياً!
وهنا أيضاً، لا بدّ أن نتذكر إطلالة بولا المؤرخة منذ 8 شهور والتي دعت فيها إلى خوض حوار السلام في لقاء مصوّر ومسجّل ومتداول، لتعود اليوم وتسابق جمهور الحزب في لعن من ينادي بالسلام في مقابلات جديدة، وأيضاً من خلال دعاوى قضائية!
مواقف بولا، التي تصبّ في خانة حزب الله وتخدمه، إن دلت على شيء فعلى توافق وتنسيق بينها وبين حزب الله، وإن كان من متهم بالعمالة في هذا الملف، فهي بولا التي بات واضحاً أنّها عميلة لـ”الحزب”.
فهذا القبول الذي تلقاه بولا من جمهور الحزب عند أيّ موقف يتماهى معهم لا يفسر إلا بالرضا الشيعي عنها، وهذا ليس بديهياً بالنسبة لجمهور الحزب الذي اعتاد على أن يسخّف مواقف الخصوم عندما تتماهى معه ويضعها في خانة الرياء، فما السبب الذي يجعل بولا “مميزة”؟
إلى ذلك فإنّ المواقف التي تتخذها النائبة المغمورة غبّ الطلب، لا يمكن وضعها إلاّ في إطار تنفيذ ما يأمر به حزب الله، إن من حيث التوقيت أو المناسبة أو حتى الجهات المستهدفة!
وفي العديد من المحطات، كانت بولا أقرب لسياسة الحزب من نوابه أنفسهم، وكانت مجاهرة بصوتهم، مثلها مثل الذي يسترضي مشغليه!
وليس بعيداً عن ذلك، الدعوى القضائية التي قدمتها بولا مؤخراً ضد السيد أنطون صحناوي والتي جاءت بإيعاز مباشر من “حزب الله”، إن لم نقل بأمر منه!
ختاماً، هنيئاً لبولا الارتماء في أحضان حزب الله، فكل شيء بات مكشوفاً! ولم يعد من داعٍ للجلوس تحت الطاولة وفي الغرف المغلقة، بات واضحاً أنّك يا سيدة والحزب في خندق واحد، ولا نعلم ربما نراك في الانتخابات المقبلة على لائحة كتلة الوفاء للمقاومة متشحة باللون الأصفر وصارخة “لبيك”!




