“فجر السلام حطّ رحاله في لبنان”.. وتعويل دولي على الإجتماع الثاني للجنة “الميكانيزم” بصورتها الجديدة!

لبنان 9 كانون الأول, 2025

بين تقدّم خطة “حصرية السلاح” في جنوب الليطاني والتحرّكات الدبلوماسية المتسارعة، تشهد الساحة اللبنانية حراكاً سياسياً مكثفاً يعكس انتقال البلاد إلى مرحلة تفاوضية جديدة.

وفي الوقت الذي يستعد به الجيش اللبناني لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة “حصرية السلاح” في منطقة جنوب الليطاني الحدودية مع إسرائيل قبل نهاية هذا العام، كشف السفير الأميركيّ لدى لبنان ميشال عيسى عن وجود “اتصالات لعودة زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن”.
وبينما أعرب عن اعتقاده أنّ “الزيارة ستتم”، قال إثر زيارته وزير الخارجية يوسف رجي، إنّ “الأمور تصبح أوضح بالنسبة إلى زيارة قائد الجيش لواشنطن، ولكن لا شيء محدّداً حتى الآن”.
وعن اجتماعات لجنة “الميكانيزم”، قال عيسى: “لم ننتظر السلام من الاجتماع الأوّل، فعلى الأطراف أن تلتقي، ومن ثمّ يقدمون على الطاولة ما يمتلكون”.

في السياق، كشفت “البناء” أنّ اتصالات تجري على الخطوط الرئاسية للتشاور بمسألة التفاوض مع إسرائيل عبر لجنة الميكانيزم وتقييم الاجتماع الأول بعد تعيين السفير كرم رئيساً للوفد اللبناني.
كما علمت “البناء” أن دوائر القصر الجمهوريّ أجرت سلسلة اتصالات بأعضاء في لجنة الميكانيزم وبمسؤولين أميركيين وأوروبيين لاستنكار الغارات الإسرائيلية بعد يوم واحد على اجتماع الميكانيزم.
في حين كشفت مصادر مقرّبة من الأميركيين لـ”البناء” أنّ المسار التفاوضي يختلف عن مسار التصعيد العسكري، والضربات الأخيرة التي أعقبت تعيين كرم واجتماع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار كانت بمثابة رسالة تؤكد ذلك، موضحة أنّ “إسرائيل” لن تتراجع عن مسارها العسكري حتى تحقيق أهدافها وهي تفاوض لبنان تحت النار حتى نزع سلاح حزب الله.
وتوضح المصادر أنّ الولايات المتحدة مرتاحة للخطوة الرئاسية بتعيين عضو مدني في اللجنة، كاشفة أنّ الأميركيين قد يطلبون من الحكومة اللبنانية فتح مسار تفاوضي موازٍ للجنة الميكانيزم والانتقال إلى مستوى متقدّم في المفاوضات لحلّ النزاع العسكري والتعاون على الصعد الاقتصادية والنفطية.

والواضح دولياً، أنّ الإجتماع الثاني للجنة “الميكانيزم” بصورتها الجديدة، يُقارَب دولياً على أنّه يُشكّل تأسيساً لبلورة حلول، وهو ما أكّد عليه مصدر دبلوماسي غربي لـ”الجمهورية”، بضرورة تعزيز الفرصة المتاحة عبر “الميكانيزم” لفتح مسار ترسيخ الأمن والاستقرار بين لبنان وإسرائيل، مشيراً إلى أنّ “الولايات المتحدة الأميركية جادة في الدفع بهذا المسار لتحقيق هذه الغاية بما يحقق مصلحة جميع الأطراف”.

وأشار الدبلوماسي عينه، إلى أنّه “متفائل بمرحلة إيجابيات تلوح في الأفق”، مضيفاً: “المرحلة ليست مظلمة بالقدر الذي يُروَّج له، صحيح أنّ الوضع دقيق إنّما هناك أمل في انتقال الأمور إلى الأفضل، فيما لو استُغِلّت الفرصة المؤاتية والمتاحة عبر لجنة “الميكانيزم”، لتبديد هواجس الجميع، وذلك لا يمكن أن يتحقق سوى بحوار جدّي وموثوق بين مختلف الأطراف”.

في سياق آخر، بحث البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مع الرئيس جوزاف عون الأوضاع على الساحة المحلية والتطورات بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة “الميكانيزم”، وترؤسه أول اجتماع لها بوجود مفاوضين مدنيين يوم الأربعاء الماضي.

وقال الراعي بعد لقائه عون: “نحن نفرح اليوم بأنّ فجر السلام حطّ رحاله في لبنان بعد زيارة بابا الفاتيكان لاوون الرابع عشر”، مضيفاً أنه “من الجدّي أن تحصل المفاوضات؛ لأنها على الأقل تبقى أفضل من الحرب، وخصوصاً بعد تعيين السفير كرم الذي يحظى بثقة دولية بشخصه، وهذا نقرأه على أنه من نتائج زيارة البابا، فنحن في زمن سلام وعلينا أن نعيشه، وهو ما يشكل فرحة للبنانيين؛ فعهد الحرب والنزاعات والصدامات قد ولّى، وبدأ عهد الجلوس والتفاوض معاً، وهو أمر مدعوم دولياً”.

وتابع الراعي: “لا خوف لديّ من اندلاع حرب؛ لأن اللغة حالياً هي لغة التفاوض والدبلوماسية والسياسة وليست لغة الحرب التي لا يريدها أحد، وخصوصاً أن الجيش اللبناني يقوم بالمهام الموكلة إليه”.

وأضاف: “نعتبر السفير كرم شخصية ممتازة للمفاوضات، ومن المفترض أن يكون من عيّنه الإسرائيليون في المقابل شخصاً قادراً على التفاوض. الأمور تحتاج إلى بعض الوقت، ولا يمكن الاستعجال، ولكن هذا هو الجو السائد؛ جو المفاوضات والسلام وليس جو الحرب، وهذا هو الأهم”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us