شبح الحرب يخيّم على الجنوب… رسائل نارية إسرائيلية ومخاوف لبنانية متزايدة!

لبنان 10 كانون الأول, 2025

في ظلّ اشتداد التوتّر على الجبهة الجنوبية وتضارب الإشارات بين مساعي التهدئة ومؤشرات التصعيد، يبرز المشهد اللبناني في مرحلةٍ دقيقةٍ تتداخل فيها الحسابات السياسية مع التطورات العسكرية.

وعلى الرَّغم من بروز بعض الملامح التي توحي بانخفاض نسبي في منسوب التشاؤم، إلا أنّ مصادر سياسية تؤكد أنّ الخطر لم يُرفع بعد، وأنّ شبح الحرب ما زال حاضرًا بقوة بفعل استمرار الغارات الإسرائيلية واتساع دائرة الخروقات.

وفي المقابل، تتكاثر التقارير الإسرائيلية التي تتحدّث عن استعداداتٍ ميدانيةٍ وتحضيراتٍ لعملياتٍ محتملةٍ بعد فترة الأعياد، ما يعكس حجم الغموض الذي يكتنف المرحلة المقبلة. وبين الضغوط الميدانية والتحذيرات الدولية، يواصل الجنوب دفع ثمن التوتّر، فيما تزداد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع مع كل تطور أمني جديد.

وقال مصدر سياسي بارز لصحيفة “الجمهورية”: “بدأنا نلمس خفض منسوب التشاؤم، لكن هذا لا يعني أنّنا أبعدنا شبح الحرب عن لبنان، لأن إسرائيل مستمرة في قصفها، ووصلتنا رسالتها أنّها لن توقف النار للتفاوض، والنار بالنسبة إليها هي فوق التفاوض”.

تل أبيب تلوّح بعملية بعد الأعياد

وعلى المقلب الآخر، أفادت صحيفة “معاريف” بأنّ تقديرات في تل أبيب تُشير إلى إمكان تحرّك الجيش الإسرائيلي بعد تحسن الأحوال الجوية وانقضاء أعياد الميلاد ورأس السنة، وذلك بهدف استكمال عملية نزع سلاح “حزب الله”.

وحذرت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي من أنّ الظروف الجوية القاسية المتوقّعة خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك الضباب وانخفاض مستوى الرؤية، قد تمنح “حزب الله” فرصةً لنقل أسلحة وذخائر أو تحريك وحدة “قوة الرضوان” لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنّه رفع مستوى الجاهزية والاستعداد على الحدود الشمالية لمواجهة أي تحرك محتمل.

وفي ظلّ الجهود الدوليّة الرامية إلى منع التصعيد، نفّذ الجيش الإسرائيلي، أمس، عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة انطلقت من تلة حمامص باتجاه سهل مرجعيون.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، شنّ منتصف ليل الإثنين – الثلاثاء، سلسلة غارات عنيفة على مواقع جنوب لبنان، مستهدفًا ما لا يقل عن ثمانية مواقع منها مرتفعات إقليم التفاح، وجبل صافي، ووادي رومين، وأطراف بلدة جباع، ووادي عزة بين قضاءَي النبطية وصيدا، مع تحليق مكثف للطيران في أجواء المنطقة.

إلى ذلك، تسللت قوة إسرائيلية، فجر أمس، إلى وسط بلدة عديسة وفجّرت منزلًا على الطريق العام، كما تسلّلت قوة أخرى إلى أطراف مدينة الخيام، وفجرت منزلًا آخر.

وفي غضون ذلك، أعلنت قوات “اليونيفيل” في منشور على حسابها عبر منصة “إكس”، أنّ جنود حفظ السلام يواصلون تنفيذ المهمات الموكلة إليهم على الرّغم من المخاطر الأمنية المتكرّرة التي تواجههم خلال الدوريات. وأشارت إلى أنّ عناصرها يرصدون الانتهاكات للقرار 1701 ويرفعون تقارير في شأنها إلى مجلس الأمن، مؤكدة أنّ أي انتهاك، مهما كان صغيرًا، قد يهدّد التقدم نحو الاستقرار على المدى الطويل.

كاتس

في غضون ذلك، زار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس صباح أمس قيادة المنطقة الشمالية يرافقه نائب رئيس هيئة الأركان اللواء تامير يدعي، وقائد المنطقة الشمالية اللواء رافي ميليو، إلى جانب عدد من القادة الآخرين.

وتلقّى كاتس إحاطةً عملياتيةً واستخباراتيةً شاملةً حول المواضيع ذات الصلة بالمنطقة. وأشاد بنشاط القيادة الهجومي في مختلف القطاعات، مؤكدًا على أنّ الجيش الإسرائيلي يجب أن يبقى داخل المنطقة كحاجز يفصل بين “أعداء جهاديين” وبين سكان الجليل والجولان. وقال: “مهمتنا هي حماية مواطني إسرائيل من أي تهديد – وهذا ما سنفعله”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us