ما هو لون بولا يعقوبيان المفضّل؟

غالبيّة الناس اكتشفت يعقوبيان على حقيقتها، فخفُت وهجها كثيراً، إذ أنّ الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتفاعلوا مع خطوتها، كما أنّ إطلالاتها عبر وسائل الإعلام تراجعت كثيراً، لأنّ المرحلة تستدعي أصحاب مواقف واضحة لا متلوّنة، وفق الأهواء والجغرافيا فإن تكلّمت من الجنوب حيّت المقاومة، وإن أطلّت في البترون هادنت جبران باسيل، وإن رأيناها في بشري سايرت “القوات”…
كتب ميشال عيد لـ “هنا لبنان”:
أتابع، من بعيد، أحوال البلد. “في حرب أو ما في حرب؟”، وماذا ينتظرنا بين عامٍ يوشك على الرحيل، مع أزماته وخيباته كما آماله، وعام نترقّبه قد يكون حاسماً بين مواجهةٍ أو سلام، أو الإثنين معاً.
ولكن، ما صدمني، بعيداً عن “القضايا الكبرى”، هو ادّعاء النائبة بولا يعقوبيان على أنطون صحناوي.
لن أتوقّف عند هذا الحدث كأنّه منفصل عن مسيرة يعقوبيان التي تنقّلت في حياتها الإعلاميّة والعامّة بين أكثر من محطّة وموقع، من العمل في وسيلة إعلاميّة أميركيّة مموّلة من دافعي الضرائب الأميركيّين، وغالبيّتهم الساحقة من مؤيّدي إسرائيل وداعميها، إلى محطّات أخرى من بينها تلفزيون “المستقبل” قبل انقلابها على آل الحريري باسم المجتمع المدني.
مع الإشارة إلى أنّه، طيلة هذه المسيرة الإعلاميّة، لم نسمع مرّةً موقفاً ليعقوبيان معارضاً للاحتلال السوري للبنان، أو مهاجماً لحزب الله. سمعنا، للصراحة، مواقف إنشائيّة، أو “صفّ كلام” شعبوي ضحكت عبره يعقوبيان على الناس، فانتخبوها نائبة، لتكون إسماً على مسمّى.
والأنكى من ذلك كلّه، أنّ يعقوبيان “الديمقراطيّة” كما يُفترض، وصفت من ينتقدها بـ “الذباب” وهو من أنواع الحشرات الطائرة الذي يحوم غالباً على الأوساخ. لم تتقبّل الرأي الآخر، وهي في ذلك تشبه حزب الله تماماً، مع فارق أنّها لا تقتل، ولو أنّها تدرّب إعلاميّاً على القتل المعنوي.
وما اكتشفته، وبتّ واثقاً منه خصوصاً في الأيّام الأخيرة، هو أنّ غالبيّة الناس اكتشفت يعقوبيان على حقيقتها، فخفُت وهجها كثيراً، إذ أنّ الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتفاعلوا مع خطوتها، كما أنّ إطلالاتها عبر وسائل الإعلام تراجعت كثيراً، لأنّ المرحلة تستدعي أصحاب مواقف واضحة لا متلوّنة، وفق الأهواء والجغرافيا، فإن تكلّمت من الجنوب حيّت المقاومة، وإن أطلّت في البترون هادنت جبران باسيل، وإن رأيناها في بشري سايرت “القوات”…
لكلّ مقامٍ مقال، قيل قديماً. ويعقوبيان تطبّق هذا القول بالفعل، فتقدّم للمشاهد والمستمع ما يحلو له سماعه. ذكيّة هي، نعترف، ولكنّ الناس ليسوا أغبياء، ومن ارتكب خطأ انتخابها مرّةً لن يكرّر ذلك، إذ قيل قديماً أيضاً إنّ المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرّتين.
متلوّنةٌ هي بولا يعقوبيان، أو بوليت لا فرق. والشاطر من يعرف لونها المفضّل…




