الدولة الهدف!


خاص 12 كانون الأول, 2025

ليس المطلوب الاستمرار في شعارات وعناوين دفع اللبنانيون والجنوبيّون تحديدًا ثمنها، فقد حان الوقت لمعرفة أنّ المزيد من الخسائر يُمكن تفاديها وأنّ عودة الحياة إلى الجنوب وإلى لبنان ككل هي السبيل الوحيد للعيش بكرامة تضمنها دولة تتمتّع بالشرعية المحلية والإقليمية والدولية وليست أبدًا هدفًا لمَن يأتي من حدودها الشمالية الشرقية ومن حدودها الجنوبية.

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

لا تواجه الحكومة اللبنانية فقط المطالب الإسرائيلية في المفاوضات المرتقبة ولكنّها تواجه أيضًا وضعًا غريبًا في التعاطي بينها وبين حزب الله.

الحزب ممثلٌ في الحكومة بوزيرَيْن وهذه الحكومة اتّخذت في الخامس من آب الماضي قرارًا بحصر السلاح في كل الأراضي اللبنانية يصفه الحزب بالخطيئة، ولم تقفْ الأمور عند هذا الحدّ فالحزب يُمارس من خلال نشاطه على الأرض ومن خلال تصريحات أمينه العام الشيخ نعيم قاسم وباقي المسؤولين والقيادات فيه، نوعًا من التمرّد على هذا القرار الحكومي، فهو يعتبر أنّ حصر السلاح هو في جنوب الليطاني فقط وهو يُعيد بناء ترسانته العسكرية ويهدّد بشنّ المزيد من الهجمات في توقيتٍ ما ضدّ القوات الإسرائيلية في المناطق المحتلة والانتقام لمَن سقط في صفوفه جرّاء الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية.

هذه التصريحات والمواقف لا تشكل سندًا للمفاوض اللبناني في “الميكانيزم”، بل تشكّل ورقةً يتمسّك بها الإسرائيلي من أجل مواصلة رفض الانسحاب ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى، فهو يعتبر أنّ التهديد الذي يشكّله حزب الله بالنسبة له ما زال قائمًا وبالتالي لن يرتدعَ عن وقف ما يقوم به من أعمال عسكرية، ويبدو أنّ الأميركيين يقتنعون معه في استمرار هذا المسار فيفصِلون بين مسار المفاوضات ومسار الأعمال العسكرية.

في تداعيات هذه المواقف أيضًا أنّ عملية إعادة الإعمار ستتأخّر أكثر فأكثر وأنّ الحديث الإسرائيلي عن منطقةٍ عازلةٍ في جنوب لبنان سيصبح مقبولًا أكثر لدى المجتمع الدولي وهذا ما سيؤثر سلبًا في كل ما تقوم به الحكومة من حركةٍ دبلوماسيةٍ لتفادي المزيد من التداعيات السلبية العسكرية والسياسية التي ستطال لبنان ككل.

إنّ المطلوب اليوم هو قراءةٌ واقعيةٌ للأحداث والتطورات، وليس المطلوب الاستمرار في شعارات وعناوين دفع اللبنانيون والجنوبيّون تحديدًا ثمنها، فقد حان الوقت لمعرفة أنّ المزيد من الخسائر يُمكن تفاديها وأنّ عودة الحياة إلى الجنوب وإلى لبنان ككل هي السبيل الوحيد للعيش بكرامة تضمنها دولة تتمتّع بالشرعية المحلية والإقليمية والدولية وليست أبدًا هدفًا لمَن يأتي من حدودها الشمالية الشرقية ومن حدودها الجنوبية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us