هجوم تدمر: الداخلية السورية تكشف معلومات جديدة!

لا تزال تداعيات هجوم تدمر الذي أسفر وفق القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) عن مقتل جنديين أميركيين بالإضافة إلى مترجم مدني وإصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح، تلقي بثقلها على المشهد السوري.
وفي جديد التطورات، أفادت معلومات صحافية بأنّ قوات أميركية وسورية، قد نفّذت فجر اليوم حملة تفتيش في تدمر.
وقالت إنّ حملة التفتيش تتزامن مع تحليق طائرات مروحية في سماء تدمر.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، السبت، أنّ منفّذ هجوم تدمر، لا يملك أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي ولا يعد مرافقًا للقيادة، مبيّنًا أنّ التحقيقات جارية للتأكد من صلته بتنظيم “داعش” أو حمله لفكر التنظيم.
وقال البابا، خلال اتصال هاتفي بقناة “الإخبارية السورية”: “إن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في التحالف الدولي حول معلومات أولية تشير إلى احتمال وقوع خرق أو هجمات من قبل تنظيم داعش، إلّا أنّ هذه التحذيرات لم تؤخذ بالاعتبار”، مشيرًا إلى أنّ الهجوم وقع عند مدخل مقر محصّن تابع لقيادة الأمن الداخلي بعد انتهاء جولة مشتركة بين الجانبين، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وأضاف البابا: “إن التحالف الدولي أعلن أن جنديَيْن قتلا إضافةً إلى مترجم، وهناك إصابتان من طرف قوات الأمن الداخلي السورية التي استطاعت تحييد المنفذ، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه ليس له أي توصيف قيادي داخل الأمن الداخلي، ولا يصنّف على أنه مرافق لقائد الأمن الداخلي، كما زعمت بعض الأخبار غير الدقيقة”.
وأوضح البابا أن “هناك أكثر من خمسة آلاف عنصر منتسبون لقيادة الأمن الداخلي في البادية، وهناك تقييمات للعناصر بشكلٍ أسبوعيٍّ، وبناءً على هذه التقييمات يتمّ اتخاذ إجراءات”، مضيفًا أنّ تقييمًا صدر في العاشر من الشهر الحالي بحقّ منفذ الهجوم، أشار إلى أنه قد يكون يملك أفكارًا تكفيريةً أو متطرّفةً، وكان هناك قرار سيصدر بحقه الأحد كونه أوّل يوم دوام في الأسبوع، لكن الهجوم وقع اليوم السبت الذي يعتبر يوم عطلة إدارية.
وكانت دورية مشتركة بين القوات الأميركية والأمن السوري قد تعرّضت لإطلاق نار كثيف قرب مدينة تدمر وسط سوريا.
وقُتل مطلق النار في المواجهة، من دون الكشف عن هويته أو دوافعه حتى الآن، مع تدخّل مروحيات أميركية لإجلاء المصابين إلى قاعدة التنف جنوبي البلاد.
وأفاد مسؤول عسكري بأنّ إطلاق النار وقع بينما كان ضباط سوريون وأميركيون مجتمعين داخل مقر تابع للأمن السوري في مدينة تدمر التاريخية. وقال شاهد عيان في المدينة إنّه سمع إطلاق النار داخل المقر الأمني، وفق ما نقلت وكالة “فرانس برس”.
فيما كشف مسؤول أميركي أنّ الهجوم وقع أثناء اجتماع بين ضابط أميركي ومسؤول بالداخلية السورية، حيث ظهر المسلح من نافذة وفتح النار، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وجاء الهجوم أثناء قيام الوفد المشترك بجولة ميدانية للاطلاع على خطط مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، وسط إغلاق موقت لطريق دير الزور – دمشق وتحليق مكثف للطائرات الأميركية، ممّا أثار قلق السكان المحليين.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ القوات المشتركة قطعت الطريق كإجراء أمني طارئ، مشيرًا إلى مغادرة الوفد المنطقة على وجه السرعة، متوجّهًا نحو قاعدة التنف، في ظلّ استنفار أمني واسع وتشديد للإجراءات في محيط المنطقة.
من جهته، تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بـ”الردّ الحازم” بعد مقتل الأميركيَيْن في هجوم تدمر.
وقال ترامب في منشور على “تروث سوشيال”: “ننعى ببالغ الحزن والأسى فقدان 3 من أبطالنا الأميركيين في سوريا، كما ندعو بالشفاء العاجل للجنود الثلاثة المصابين الذين تأكدت سلامتهم”. أضاف: “كان هذا هجومًا شنّه تنظيم داعش ضدّ الولايات المتحدة وسوريا، في منطقة بالغة الخطورة خارجة عن سيطرتهم الكاملة”.
وتابع: “لقد أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع عن غضبه الشديد واستيائه البالغ إزاء هذا الهجوم”، مشدّدًا على أن “الردّ سيكون حازما”.




