نعيم قاسم المستفِزّ!


خاص 15 كانون الأول, 2025

مخطئ تمامًا في اعتقادك أنّ اللبنانيين، بأكثريتهم، “متعمشقون” بصواريخ الحزب ومندهشون بمسيّراته وعاشقون لأنفاقه. مخطئ أكثر إنْ اعتبرتَ البيئة الحاضنة هي كل لبنان. ومخطئ ألف مرّة إنْ آمنت بأنّ الثلاثية الذهبية المفروضة في البيانات الوزارية على مدى عقود تُعبّر عن قناعةٍ تتخطّى “الثنائي الوطني”.

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

لو أنّ “مراجل” الحكواتي قابلة للصرف، لكنّا حجزنا بطاقة سفر إلى القدس، وأقمنا، مسيحيون ومسلمون، صلاةً متوازيةً في كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، لا في الآتي من الأيام إنّما قبل سنتين، لا بل قبل سنين طوال. كاد البلد أن ينهار ويتفتّت وما زال الصوت الملوّث للأسماع يخرج على الشاشة من مخبأٍ ما، لينضح سمًّا وكراهيةً ومواعظَ ومعادلاتٍ وتخرّصاتٍ وعنتريات.

يكبّر الشيخ الحكواتي الحَجَرَ كثيرًا، وهو، كما سلفه، ينتميان إلى عصر الخرافات والغيبيّات والشعارات، وليس نواب كتلة “رسالات” أكثر تبصرًا وفهمًا للواقع منهما. فإيهاب حمادة أو محمد رعد أو حسن فضل الله طبعات واحدة غير منقّحة عن قادة منفصلين عن الواقع وعن الدولة.

في واحدةٍ من مسلسل المناسبات التعبوية، طلع مع الحكواتي الأوّل “إنّ حصرية السلاح بالصيغة التي تُطرح الآن هو مطلب أميركي – إسرائيلي” إن صحّ الأمر، فهو ترجمة لمطلب لبناني صميم يعود تاريخه إلى ما يناهز ثلاثة عقود ونصف العقد. وما قبول الحكومات المتعاقبة منذ العام 1990 بسلاح ميليشيوي وبكيانٍ مستقلٍّ قائمٍ بذاته، سوى ترجمة لأمرَيْن: خضوع تام للاحتلال السوري – الإيراني، وانعكاس لوهن الدولة وعجزها التام عن تطبيق الدستور والنظام.

أيها الأمين المستفِزّ. مخطئ تمامًا في اعتقادك أنّ اللبنانيين، بأكثريتهم، “متعمشقون” بصواريخ الحزب ومندهشون بمسيّراته وعاشقون لأنفاقه. مخطئ أكثر إنْ اعتبرتَ البيئة الحاضنة هي كل لبنان. ومخطئ ألف مرّة إنْ آمنت بأنّ الثلاثية الذهبية المفروضة في البيانات الوزارية على مدى عقود تُعبّر عن قناعةٍ تتخطى “الثنائي الوطني” وأن تزيد على الخطأ خطيئة، وعلى المعادلة معادلة، وعلى الثلاثية ثلاثية، فذلك إيغال في الاستفزاز.

“الأرض والسلاح والروح”، قلت؟ و”إنّ المسّ بأيّ منها يعني المسّ بالثلاثة معًا، وهو ما لن يحصل”؟ ما هو حاصل أنّ إسرائيل مسّت بالثلاثة معًاً وأنتم في حال أقرب إلى الهذيان. “الأرض والسلاح والروح” ثلاثيّة جديدة سيدرجها الشيخ أحمد قبلان في خطبه ويقصف بها معارضي النهج المقاوِم ويدكّ مواقعهم. وقد يضطرّ سماحة المفتي أن يقصف الدستور إنْ لزم الأمر.

أطاح الشيخ المستفزّ فرحة اللبنانيين بولادة حزب “الراية الوطني” لصاحبه علي حجازي، وضيّع على الحكومة اللبنانية محاولاتها الحثيثة في إقناع المجتمع الدولي أن الدولة… دولة. لا بل واصل في التحدّي وممارسة الفوقيّة وتمسكه بالسلاح “ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان”. أتفهّم الشيخ إنْ لم يكن السلاح قضية الحزب الأولى والحرب أعز أمانيه فبما يهتم؟ أبـ”التحول الرقمي”؟ أو بحدائق الذكاء الاصطناعي؟ أو بالتنمية البيئيّة المستدامة؟ أو بتوسعة أوتوستراد جونية – طبرجا أو بقوانين الياس جرادة لتنظيم الحياة الزوجية؟.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us