سلسلة لقاءات للرئيس عون: بحث في شؤون القطاع العام والأوضاع العامة والملفات الوطنية

لبنان 23 كانون الأول, 2025

أجرى رئيس الجمهورية جوزاف عون سلسلة لقاءات اليوم في قصر بعبدا، تناولت الأوضاع السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة الرّاهنة، إضافةً إلى عدد من الملفات الوطنيّة المطروحة.

في هذا السياق، استقبل رئيس الجمهورية، قبل الظهر، في قصر بعبدا، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر، مع وفد يضم ممثلين عن موظفي القطاع العام.
في مستهل اللقاء، تحدث الأسمر، مشيرًا إلى تراكم المشاكل الاقتصادية عبر السنين ما أدّى إلى كوارث على كلّ الأصعدة، بما فيها القطاع العام”. وقال في كلمة: “تمنّيتم علينا فخامة الرئيس في زياراتنا السابقة لكم أن يرفع القطاع العام الاضراب، وكان هناك تجاوب من قبل موظفي القطاع العام الذي يعتبر أكبر منتج للدولة اللبنانية، ويجب تعزيزه”.
وأضاف: “جئنا اليوم لوضع أزمة القطاع العام بين يديكم، وهناك دراسات مع مجلس الخدمة المدنية والوزراء المعنيين واتجاهات لزيادات معينة، إنّما أصحاب العلاقة غير موجودين في النقاش. وكذلك هناك دراسات تجري للقطاع العسكري، وأيضًا أصحاب العلاقة غير موجودين”.
ثم تحدّث بعدها عدد من أعضاء الوفد، عارضين واقع موظفي القطاع العام، وتآكل رواتبهم بفعل الظروف الحالية، ودعوا إلى أن يكون هناك تعاطٍ جدّي مع مطالبهم، وإشراكهم في النقاش حول الحلول المطروحة، كما لفتوا إلى وجود ملاحظات لهم على مشروع سلسلة الرتب والرواتب المطروح من قبل الحكومة، وعلى الرغم من هذه الملاحظات لو وضع هذا المشروع على السكة فهو يحلّ مشاكل عدة. وأشارت المداخلات إلى وجود بعض الرواتب المرتفعة جدًا في الهيئات الناظمة التي تمّ تشكيلها، وبعض الوزارات، ممّا يؤثر في مبدأ المساواة وفي مبدأ التكافل والتضامن الاجتماعي.
كما أشاروا إلى أنه في العام الحالي لم تطرأ أي إضافات على رواتب القطاع العام، وهو العام الوحيد الذي يحدث فيه ذلك منذ بداية الأزمة في العام 2019. وطالبوا بإعادة الانتظام إلى قطاع الرواتب.

وردّ الرئيس عون على كلمات الوفد، فأكد أنّه “ابن القطاع العام وعاش معاناة المؤسسة العسكرية، وأنه من حق موظفي القطاع العام المطالبة بإنصافهم”.
وأشار إلى “أن الدولة تُبنى من جديد، وتؤسّس نفسها، وهناك فكرة يتمّ تداولها في مجلس الوزراء ومع وزير المال لإعادة النظر برواتب القطاع العام، لأنّ هناك تفاوتًا كبيرًا بينها”. وقال: “سنشرككم معنا في النقاش، ولكن نريد تعاونكم، خصوصًا أن الاضراب يشل الدولة ويحرمها من المداخيل، وبالتالي لا يساهم في حل مشكلة رفع الرواتب”.
وأضاف: “أنتم العمود الفقري للدولة اللبنانية، ونريد التعاون معكم للوصول إلى حلّ يتوافق مع الإمكانات الحالية الموجودة”.

وبعد اللقاء، تحدث الدكتور الأسمر إلى الصحافيين، فقال: “وضعنا فخامة الرئيس في الأجواء الكارثية التي يعيشها القطاع العام بكل فئاته وأطيافه. وشارك في اللقاء رابطة موظفي القطاع العام، الموظفون المتقاعدون، العسكريون، المدنيون، المديرون العامون، المساعدون القضائيون، روابط الأساتذة العاملون في القطاع العام، والمتقاعدون أيضًا، المصالح المستقلة، المؤسسات العامة، وكل هذا الحضور اليوم للتأكيد لفخامة الرئيس أنّ القطاع العام هو قطاع مظلوم. طبعًا فخامته هو جزء مهم من القطاع العام، وأتى من لدنه، يشعر تمامًا بهول الكارثة التي يعيشها القطاع العام، لذلك بادر إلى تأليف لجنة، ودعانا لنكون فيها وهي ستكون تحت رعايته مباشرة، وتتألّف من كل القطاعات لمواكبة مسألة الرواتب والتعويضات في القطاع العام”.
أضاف: “باسم الجميع، نتوجه بالشكر لفخامة الرئيس على هذه الخطوة المهمّة، التي يفترض أن تُعطيَ نتائج سريعة أوائل العام المقبل، وتؤدّي بشكل أو بآخر إلى وقف الإضرابات والتحرّكات على الأرض، والتي تعطي انطباعًا بأنّ المجتمع ليس في حالة هدوء أمام الحوار الذي يحصل مع صندوق النقد الدولي أو مع البنك الدولي”.

وزاريًا، استقبل الرئيس عون وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة ورئيس شركة “مايكروسوفت” في الشرق الأوسط وأفريقيا نعيم يزبك، وعرض معهما التعاون القائم مع شركة مايكروسوفت، والمساعدات التي تقدّمها للبنان في مجالاتٍ عدّة. ونوه الرئيس عون بدور الشركة وبما يقوم به الوزير شحادة في سياق اعتماد التكنولوجيا في الإدارات والمؤسسات العامة وصولًا إلى الحكومة الإلكترونية”.
وبعد اللقاء تحدث الوزير شحادة ويزبك إلى الصحافيين، فقال الوزير شحادة: “نحن سعداء باستقبال رئيس شركة مايكروسوفت للشرق الأوسط وأفريقيا نعيم يزبك، وكان لنا الفخر بالاجتماع مع فخامة الرئيس، لإطلاعه على التقدم في تطبيق الخطة التي بدأت فيها وزارة الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومن أهم ركائزها إعادة بناء الثقة بين لبنان وشركات التكنولوجيا في لبنان والخارج، وخاصّة الشركات الكبرى”.
أضاف: “نفتخر اليوم بتوقيعنا اتفاقية مع شركة مايكروسوفت، لدعم القطاع الخاص والشركات الناشئة، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة. كما سنطلق معهم ورشةً ضخمةً لتدريب اللبنانيين في عدد من القطاعات، وخاصةً في مجال البرمجة على الذكاء الاصطناعي، وهناك جزء مخصّص لموظفي القطاع العام، سينفّذ عبر التنسيق مع وزارة التنمية الإدارية ومجلس الخدمة المدنية، وهناك أيضًا دعم للقطاع الخاص والشركات الكبرى والقياديين، ورؤساء مجالس الإدارة، بالإضافة إلى دورات للطلاب للتدرّب على برامج مايكروسوفت، والذّكاء الاصطناعي المطوّر من قبلها، والحصول بعدها على إفادة تدريب تسهّل لهم عملهم، وإمكان التطور في مجالهم. وهذا يعطي دفعًا قويًا للشباب اللبناني، خصوصًا أن أكثر من مئة ألف لبناني سيستفيدون من هذا المشروع”.
وختم شحادة: “هناك عمل كبير نقوم به مع مايكروسوفت لإعادة بناء الثقة معهم، وتشجعيهم على إعادة فتح مكتب لهم في لبنان في المدى القريب”.

بدوره قال يزبك: “تشرفت اليوم بلقاء فخامة الرئيس بحضور معالي الوزير، وأعلنّا عن شراكة جديدة بين شركة مايكروسوفت والوزارة. ومثلما ذكر معالي الوزير، هذه بداية اهتمام جديد، وثقة جديدة بلبنان. هذه الاتفاقية تتضمّن شقّيْن، الأول يتعلق بمساعدة الشركات الناشئة، والثاني يتعلق بتدريب القطاعين الخاص والعام على الذكاء الاصطناعي الذي هو مستقبل التكنولوجيا على مستوى العالم. وأعتقد أن لبنان لديه كل المقومات ليكون بلدًا رياديًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ونحن كشركة مايكروسوفت، ملتزمون بدعم لبنان ووزارة شؤون التكنولوجيا ومعالي الوزير”.

إلى ذلك، كانت للرئيس عون لقاءات نيابية، فاستقبل رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، وعرض معه الأوضاع العامة والواقع المالي في البلاد.
وبعد اللقاء، قال النائب كنعان: “جئت اليوم لأهنئ فخامة الرئيس بالأعياد. ومع كل التحدّيات التي نمرّ بها، الشعب اللبناني بحاجة لكل التمنيات الصادقة والإيجابية لفخامته، ولكل من يعمل لمصلحة البلد”.
أضاف: “كانت مناسبة عرضنا فيها لعدد من الملفات المطروحة. وأكرّر أن الموقف الثابت، والذي يشكّل بالنسبة لرئيس الجمهورية أساسًا للتعاطي مع الجميع، هو حقوق الشعب اللبناني، وسيادة دولته، وجيشه الذي نأمل أن يكون قد استعاد في السنة الجديدة كل الأرض اللبنانية، وانتشر على كامل الأرض”.
وتابع: “بهذه الأمنيات والروحية التي يعمل من خلالها فخامة الرئيس، والتي نحن، كل منا في مجاله، ندفع في اتجاهها، عايدت فخامة الرئيس وأعايد اللبنانيين، وأتمنى أن تتحقّق كل هذه النوايا والرغبات الصادقة، وتتحوّل إلى واقع في السنة المقبلة”.

كما استقبل الرئيس عون رئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية النائب سيمون أبي رميا، الذي قال بعد اللقاء: “هنأنا رئيس الجمهورية على الخطوات الجريئة التي يقوم بها، وإسقاطه الكثير من المحرّمات عبر فتح ملفات شائكة وكانت تعتبر من التابوهات، مثل حصرية السلاح وبسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية وتعيين السفير سيمون كرم في لجنة الميكانيزم”.
أضاف: “كلّ هذه الأمور تدلّ على جرأة الرئيس جوزاف عون في مقاربة كل هذه الملفات الدقيقة كما قدّمنا لرئيس الجمهورية التهنئة بمناسبة الأعياد المجيدة”.

لقاءات اخرى

واستقبل الرئيس عون الوزير السابق زياد المكاري الذي أشار بعد اللقاء إلى أنه “عرض مع الرئيس عون لمواضيع وطنية مختلفة”، مركّزًا على النظرة الصائبة التي يعالج بها الأوضاع في البلاد، بهدوء وبعد نظر، لا سيما في المواضيع الدقيقة والحسّاسة، وذلك خلافًا لآراء بعض الفرقاء، الذين يقاربون هذه المواضيع بشكل خاطئ”.
وأضاف المكاري: ” إنّ النهج الذي يعتمده فخامة الرئيس يلقى دعمًا وتأييدًا من شرائح كبيرة من اللبنانيين، لا سيما أن الهمّ الأكبر للرئيس عون هو عودة الشباب اللبناني الذي ترك البلاد بسبب الاحداث، للمساهمة في بناء لبنان المستقبل وفق رؤية رئيس الجمهورية والعناوين التي حدّدها في خطاب القسم”.

وفي قصر بعبدا، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد الذي أوضح “أن زيارته كانت للمعايدة، وأنه عرض مع رئيس الجمهورية تطوّر الحركة الاقتصادية خلال الأشهر الماضية، والتي كانت أفضل بكثير مما كانت عليه. وتمّت مناقشة الواقع الاجتماعي في البلاد، إضافة إلى شؤون اقتصادية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us