لبنان بين الضغوط والتطمينات: مساعٍ دولية لاحتواء التصعيد وترسيخ مسار حصرية السلاح

مع تصاعد التوتر في الجنوب اللبناني والضغوط الإقليمية والدولية، يسعى لبنان عبر جهود دبلوماسية مكثفة لاحتواء المخاطر ومنع اندلاع مواجهة شاملة.
ومع وجود تطمينات دولية وتحذيرات ميدانية، تتداخل قضايا الأمن والسياسة، من خفض الهجمات الإسرائيلية إلى ملف حصرية السلاح ودعم الجيش، في مرحلةٍ حرجةٍ تختبر قدرة الدولة على الحفاظ على الاستقرار وحماية سيادتها.
مساعٍ دولية لتخفيف التوتر
في هذا السياق، قال مصدر سياسي لـ”الانباء”، انه في وقت المطلوب فيه تخفيض وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية، فإن إسرائيل ضاعفت من وتيرة هجماتها ليشمل القوات الدولية في أكثر من موقع في الجنوب اللبناني، حيث تعرض أحد جنودها لإصابة طفيفة.
وأضاف المصدر انه فيما تلقى لبنان تطمينات دولية بعدم استهدافه بحرب جديدة، فإن وسائل الاعلام الإسرائيلية روجت لمسعى من حكومة بنيامين نتنياهو للحصول على غطاء أميركي خلال اجتماع واشنطن، لتوسيع الحرب من دون ان يشمل هجومًا بريًا في ظل الإجراءات التي اتخذت جنوب الليطاني.
وفي هذا الاطار، تنقل مصادر عن دبلوماسيين غربيين ان إسرائيل تريد توسيع هجومها على “حزب الله” في المرحلة المقبلة بهدف اخراجه من المعركة، قبل أي هجوم إسرائيلي محتمل على ايران خلال الأشهر المقبلة، لتجنب استهداف المستوطنات من خلال المُسيّرات التي ترى المصادر انها ستكون السلاح المفضل لدى “الحزب”، بعد الانسحاب من جنوب الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني فيه.
تأكيد على مسار حصرية السلاح
في المقابل، أشار مصدر لصحيفة “الأنباء الكويتية” إلى أن “التحرك الدبلوماسي اللبناني لم يتوقف يوما، بل يشكل خط الدفاع الأول في مواجهة احتمالات التصعيد الاسرائيلي، والاتصالات مع الدول المؤثرة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية، مستمرة بوتيرة عالية بهدف منع انزلاق الوضع نحو حرب جديدة، بالتوازي مع عمل اللجان والآليات المعنية بالملفات الأمنية، مع التأكيد أن رفع السقوف في التفاوض أمر متوقع، لكن المؤشرات لا تزال تميل إلى احتواء المخاطر”.
وأكد المصدر أن “قرار السير في مسار حصرية السلاح في مرحلته الثانية وفق خطة الجيش متخذ، وان كان سيخضع لاعتبارات دقيقة تتصل بالظروف الداخلية والتوازنات الإقليمية، والمعالجة ستكون تدريجيةً وواقعيةً، بعيدًا من أي خطوات متسرعة قد تهدد الاستقرار الداخلي أو تفتح الباب أمام صدامات غير محسوبة”.
وشدد على أن “لبنان يعيش مرحلة انتقالية شديدة الدقة، تتداخل فيها تحديات الأمن مع رهانات الإصلاح وبناء الدولة، بينما منع الحرب، وإجراء الانتخابات في موعدها، واستكمال الإصلاحات، وحصرية السلاح، تشكل مسارًا واحدًا مترابطًا، عنوانه إعادة إنتاج الدولة اللبنانية كدولة مؤسسات فعلية، قادرة على حماية شعبها وصون قرارها الوطني، ولو عبر طريق طويل وشاق”.
الجيش يحدّ من التوترات الإقليمية
في أطار متصل، رأت مصادر دبلوماسية غربية لصحيفة “الشرق الأوسط” أن مجرد سيطرة الجيش على الجنوب بدءًا من الحدود الدولية حتى نهر الأولي، يعني من وجهة نظر واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي أن المستوطنات الإسرائيلية ستكون في مأمن، وأن سكانها سيعودون إليها لخلو جنوب لبنان من السلاح غير الشرعي، بما فيه الفلسطيني بدءًا بعين الحلوة، لكنها رفضت التعليق على ما إذا كان نتنياهو، بإصراره على توسعة الحرب، يسعى إلى مقايضة تخليه عنها بإقناع ترامب باستهدافه للمنشآت العسكرية والنووية في إيران.
مواضيع ذات صلة :
جنوب لبنان بمواجهة مرحلة إقليمية جديدة | مدير قوى الأمن زار قيادة الجنوب لمتابعة الإجراءات في موسم الأعياد | سلسلة غارات على الجنوب (فيديو وصور) |




