موجة إنفلونزا “H3N2” تضرب لبنان: وزارة الصحة تطمئن وتدعو إلى الوقاية

لبنان 28 كانون الأول, 2025

يواجه لبنان ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الإصابات بالإنفلونزا الموسمية، ما دفع وزارة الصحة إلى إطلاق تحذيرات صحية داعية إلى الالتزام بالتدابير الوقائية اللازمة.

وفي ظل انتشار موجة إنفلونزا (H3N2)، أكدت الوزارة أن الوضع لا يرقى إلى حالة طوارئ صحية، مشددة على أن الإصابات تندرج ضمن الإطار الموسمي المعتاد، مع التأكيد على أهمية الوقاية والمتابعة الطبية للحد من تفاقم الحالات.

صدر عن وزارة الصحة العامة، بيان، جاء فيه: “في إطار المتابعة المستمرة للوضع الوبائي المتعلق بالإنفلونزا الموسمية، تُعلن الوزارة –  مصلحة الطب الوقائي أن لبنان، شأنه شأن العديد من البلدان، يشهد لبنان حاليًا موجة إنفلونزا موسمية تتّسم بحدّة نسبية وسرعة في الانتشار بين المواطنين. وتشير المعطيات العلمية إلى أن السلالة السائدة هي إنفلونزا من النوع A(H3N2)”.

وأكدت أن “هذه السلالة معروفة علميًا منذ سنوات طويلة، وهي ليست فيروسًا جديدًا أو طارئًا كما يُشاع، إلا أنها تشهد في الموسم الحالي تحوّرًا يجعلها أكثر قدرة على إحداث إصابات أشد وانتشار أسرع مقارنة ببعض المواسم السابقة. ومن المعروف علميًا أن فيروس الإنفلونزا يخضع لتحوّرات سنوية مستمرة، قد تؤدي في بعض السنوات إلى أعراض أكثر حدّة أو معدلات انتشار أعلى”.

وأوضحت الوزارة أن “الإنفلونزا مرض تنفسي فيروسي سريع الانتقال، وقد يؤدي إلى مضاعفات صحية لدى بعض الفئات، لا سيما كبار السن، الأطفال، النساء الحوامل، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو ضعف في المناعة، ما يستدعي رفع مستوى الوعي الصحي والالتزام بالتدابير الوقائية اللازمة”، مؤكدة أن “التلقيح السنوي ضد الإنفلونزا يُعد من أكثر الوسائل فعالية للحد من مخاطر المرض ومضاعفاته، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة”، ومشددةً على أن “اللقاحات المتوافرة حاليًا تغطي السلالات المنتشرة وتساهم في خفض نسب الاستشفاء والحالات الشديدة”.

ودعت وزارة الصحة المواطنين إلى “الالتزام بالإرشادات التالية:

• الالتزام بقواعد النظافة الشخصية، ولا سيما غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو باستخدام المعقمات الكحولية.

• تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، واستخدام المناديل الورقية والتخلص منها بطريقة صحية.

• ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة أو المزدحمة، خاصة عند ظهور أعراض تنفسية.

• تجنب الاختلاط والتجمعات عند الشعور بالمرض، ومراجعة الطبيب فورًا عند ظهور عوارض شديدة أو غير اعتيادية.

• تلقي اللقاح السنوي ضد الإنفلونزا، لا سيما من قبل الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.

وأكدت الوزارة “استمرارها في مراقبة الوضع الوبائي عن كثب، واتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الجهات المعنية”، داعية المواطنين إلى “استقاء المعلومات من المصادر الرسمية فقط، حفاظًا على الصحة العامة وسلامة المجتمع”.

الأعراض وسبل العلاج والوقاية

وتُعدّ إنفلونزا “H3N2” إحدى سلالات فيروس الإنفلونزا A، وهي سلالة موسمية معروفة منذ سنوات، تنتشر بسرعة كبيرة بين البشر عبر الرذاذ المتطاير أثناء السعال أو العطس أو حتى الحديث، كما يمكن أن تنتقل عبر لمس الأسطح الملوثة. وتتميّز هذه السلالة بقدرتها على التسبب بأعراض أشدّ من سلالات أخرى، لا سيما لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر.

وتشمل أعراض الإصابة بفيروس H3N2 الحمى والقشعريرة، آلام العضلات والمفاصل، الصداع، السعال الذي قد يستمر لأكثر من أسبوعين، احتقان الحلق وسيلان الأنف، إضافة إلى الغثيان والإسهال، لا سيما لدى الأطفال. وتزداد خطورة المضاعفات لدى من تجاوزوا سن الستين، والأطفال دون الخامسة، والحوامل في الثلثين الثاني والثالث من الحمل.

أما العلاج، فيعتمد على شدة الأعراض، إذ تُعالج الحالات الخفيفة كأي إنفلونزا موسمية عبر الراحة، والإكثار من السوائل، واستخدام الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات، فيما قد تستدعي الحالات الشديدة أدوية مضادة للفيروسات تحت إشراف طبي.

ويشدّد الأطباء على أهمية الوقاية، من خلال غسل اليدين بانتظام، وتعقيم الأسطح، وتجنّب المخالطة اللصيقة عند الشعور بأعراض، والبقاء في المنزل عند المرض. كما يُنصح بمراجعة الطبيب فور ظهور أعراض خطرة مثل ضيق التنفس، أو ألم الصدر، أو القيء الشديد، أو الارتباك.

يذكر أن لقاح الإنفلونزا متوفر في لبنان عبر وزارة الصحة والصيدليات والعيادات، و أخذه في هذه المرحلة لا يزال مفيدًا للحد من المضاعفات، خصوصًا مع توقّعات بارتفاع إضافي في عدد الإصابات خلال الأسابيع المقبلة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us